23 نوفمبر، 2024 3:04 ص
Search
Close this search box.

خطاب العبادي وبيان التسامي

خطاب العبادي وبيان التسامي

لم يقدم العبادي في خطابه الأخير شيئاً قام بتحقيقه فعلاً على أرض الواقع بل كل ما قاله مسبوق ( بسوف)هذه السوفَ التي سمعناها منه منذ توليه منصب رئاسة الوزراء و باعترافه أيضاً عندما قال (يعلم الجميع انني أول من اطلق مشروع الاصلاحات وعملت بها منذ بداية تسلمي رئاسة الحكومة ومازلت عند عهدي أتابع تنفيذها خطوة بخطوة …) منذ سنة ونصف على توليه السلطة والعبادي ما زال يتابع تنفيذ الإصلاحات ! والنتيجة أنه لا إصلاحات واقعية ولا قرارات نهائية و لا أسماء تكنوقراطية إنما جاء خطابه تكرار للوعود التي أطلقها تحت عنوان (سوف) قبل سنة ونصف ! إذن لنا أن نسأل عن سبب حالة الانقلاب القصوى في بيان من تصدى للتظاهرات بإعطاء الفرصة ونقل التظاهرات الى ساحة التحرير بدلاً عن أبواب الخضراء فلم يتغير شيء سوى أن العبادي صرح بانه (سوف) يقوم بالإصلاحات في خطاب متلفز ! وانه قال ذلك منذ سنة ونصف ! ثم ما تفسير عبارة تغليباً للعقل والحكمة وتقديماً للمصلحة العامة فهل التظاهر على أبواب الخضراء والتهديد باقتحامها منافياً للعقل والحكمة وضد المصلحة العامة فلماذا اذن التطبيل والتزمير والتحشيد على هذه الأمر أصلاً ! وكيف تتحول الى إنها من العقل والحكمة والمصلحة العامة اذا لم يفي العبادي بوعده ! بل كيف يكون من الحكمة والعقل والمصلحة العامة أن يكون القرار للمتظاهرين في تظاهرهم وفي أي مكان وفي أي خطوة يقدمون عليها ولهم مطلق العنان مع ما عند الأكثرية من سلاح واندفاع انتقامي !
فلا يوجد شيء مقنع في بيان العبادي , ولا يوجد سبب مقنع على التحول المفاجئ في الموقف من صاحب البيان , وكما شببها أحد العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي بحالة التسامي ( تحول المادة من الصلبة الى الغازية دون المرور بالحالة السائلة ) تحول من رافض الى مؤيد , من مهدد الى متسامح , من منفر الى محبب الى شخص العبادي وملفت الى بيانه ؟!
وهنا نسأل هل للوفد الإيراني الذي التقى بكل منهم على انفراد دور وتأثير وتراجع وامتثال تغليبا للمصلحة العامة للجارة إيران !
أم أن اصل التظاهر والتصدي والتهريج والهالة الإعلامية ماهي الا انتهاز وتزاحم وحسد وانحراج لئلا تحصل تغيرات لا يكون لصاحب البيان دور يذكر ! أو محاولة للخلاص والفرار من العقاب والاحتماء بحجة التظاهر والبراءة من مسؤولية الفشل والفساد , وعلى ما يظن قد تحقق له ذلك وعلى هذا فلتجري الأمور كما تجري حاله حال الشعب المظلوم فيكون برأيه قد تحول أيضا بالتسامي من ظالم يتحمل مسؤولية ما حصل في العراق من تسلط الفاسدين والفساد والحرمان الى مظلوم !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات