إعترافات جديدة لممارسة الحياة، بأطهر لبوس أبيض، تشق خطاها بين الضحايا، حيث الأجساد تلتقي ببعضها بعضاً، فقد تكون قدما شيخ، لم تسعفه في الهروب، أمام جسد شاب، بترت رجلاه اثناء التفجير، وقد يسجى طفل صغير لايقوى على الوقوفن في حضن إمرأة تسكن زقاقاً غير الزقاق، حيث ولد الصغير الشهيد، ولن يتمكن العيش فيه بعد الآن، لأن الجنة إشتاقت له، ولبعض مَنْ كان في سوق مريدي! بين دهشة الواقع ووفرة الموتى، هاجس المستحيل، الذي يرفض الناس قبوله، وأن عشرات الابرياء رحلوا بذمة الخلود، حين تبضعوا تجارةن وربحوها ربحاً مهيباً، وحياة لا موت فيها مطلقاً، إنها الشهادة مبتغى هؤلاء المتسوقين، الذين طالتهم يد الجبناء الدواعش، والذين اعلنوا إفلاسهم وهزائمهم، على يد غيارى النداء المرجعي، لذا أراد هؤلاء المرتزقة، أن يفجروا رمزاً من رموز الفتوى، حيث خياطة ملابس الحشد المقدس، على شباب الجهاد! مجانية الموت رذيلة، تحسب على الأغبياء، الذين لا يستطعيون إنقاذ أنفسهم من الجحيم، فالحمار غير قادر على الطيران، فذلك من المستحيلات، ومحاولة الإرهاب، في إفراغ أسواقنا الكادحة، بالهجرة المستمرة نحو الموت، مغالطة كبيرة، يقع فيها هؤلاء الأوغاد، فهم لا يعرفون أبناء الجنوب والوسط جيداً، فأغلب الشهداء، جمعوا كل مراراتهم بفرح غامر، ونقلوا قضيتهم من سوق مريدي، الى جنات الخلد، في مواكب عطاء، ليست لها حدود! ليس هناك مَنْ لا يعرف سوق مريدي، فشهرته فاقت الوصف، فكل شيء فيه صبور، جريح، متعب، محروم، عانى ما عانى من الظلم والإرهاب، لذلك تهيأ المتسوقون عصر يوم الأحد الدامي، في مدينة الصدر، وبهذا السوق تحديداً، لموعد مع الحياة الأبدية، عند مليك مقتدر، في مشهد دامٍ ممتد من الأرض، حتى كوثر (علي بن أبي طالب عليه السلام)، فرثاؤهم وجب أن يكون على الطريقة: الفاطمية، والحسينية! عجوز ملقى بين أنواع البراغي، شيخ بهيبة الحكماء، متعطش للقاء الموت، ونيل الشهادة، حاول تحريك أصابعه، ليشير الى ولده، الذي يبعد عنه بضع أمتار، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، في حضن ولده، حيث كان يبحث عنه، فالتفجير المقيت نال من العجوز، وترك الحياة وسط خراب السوق، الذي أراد له الغادرون، أن يهاجر الى عالم النسيان، لكن السوق أبى، إلا أن يسرد قصة الدمع والدم، على أرصفته الصابرة! أخر نصيحة من الضحايا، موجهة الى الأجهزة الأمنية: لا تراخٍ مجدداً، فأنتم في حرب لم ولن تنتهي، فأعيدوا أساليبكم وخططكم، ووسائلكم الإستخبارية، ونحذر من الخروقات، التي يدفع ثمنها الأبرياء، فصراع البقاء، والوجود، والمصير، محتدم بين أبناء الحرية الحمراء، في طفوف كربلاء، وبين أولاد السوء، أبناء آكلة الأكباد الطلقاء، لكن ضحايا التفجير الإرهابي، أطلقوا صوت أنين واحد: نحن عرق أصيل، وأسواقنا مستمرة بالحياة، ولن نهاجرها أبداً! © 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية