26 نوفمبر، 2024 9:39 م
Search
Close this search box.

الأبواقُ المُبرِرة لهروب من بُح صوته

الأبواقُ المُبرِرة لهروب من بُح صوته

في ظرف الأزمات والفتن وما يترتب عنها من آثار سلبية تهدد السلم المجتمعي وصور ضبابية والتباس الحق بالباطل ومفاسد تشل وتعطل المنظومة الإنسانية في مسيرها الطبيعي الآمن تحتاج الأمة الى الوضوح وانكشاف للصورة الضبابية وعملية تنقية وتزكية تُميّز الحق عن الباطل ليظهر جلياً سامقاً شامخاً ممزقا لباس الباطل , وهذا الدور بالدرجة الأولى يقع على عاتق علماء الامة بما عليهم من مسؤولية شرعية وأخلاقية وضوابط تلزمهم بالامتثال والحركية لقانون السماء وخشيتهم من الله تعالى التي أخبر عنها جلا وعلا في كتابه الكريم ( ) , ولكن العجب العجاب والطامة الكبرى أن تجد من يقال عنه عالماً هو السبب الأبرز في حدوث الأزمات وتداعي الفتن وايقاضها وهو من يلبس الحق بالباطل والسبب في ضابية صورة المشهد العراقي وتعطل المنظومة الإنسانية والتهديد للسلم المجتمعي فبدلاً أن يكون جزء من الحل أو أصل الحل كان الأصل والجزء الأكبر والمؤسس للازمات والفتن , فالسيستاني مثالنا عن ما نقول والذي يتعالى وبأنفة واستخفاف على أن يظهر يوماً واحدا يخطب أو يحاضر بصورة مباشرة للشعب العراقي الذي تتلاطم به الفتن ويتلاعب بهم ساسة المكر والفساد ومن يمثله من قادة المليشيات والاجرام ليقرر بعدها الهروب من السياسية لأنه بُح صوته من النصيحة والموعظة والإرشاد !! موقف ضبابي آخر ويزيد من الطين بلة وتعقيد للازمة التي تسبب بها من خلال تدخله السابق وشرعنته للاحتلال الأمريكي وفتاويه السيئة الصيت لدستور بريمر التقسيمي ولانتخاب الفاسدين في كل دورة انتخابية ودعمه لإيران وتدخلاتها واجرامها في العراق من خلال مليشياتها الطائفية وفتوى التقاتل بين أبناء البلد الواحد وفتح أبواب الفساد والسلب والنهب لأموال وثروات العراق بحجة تمويل الحشد الطائفي الصفوي , كل هذا ليقرر الهروب والانسحاب دون أن تصدر منه أدانة وشجب واستنكار وموقف ضد حكومة الصعاليك الموالين لإيران أو ادانة للمليشيات المجرمة والأحزاب الفاسدة التي عاثت بالبلاد والعباد الخراب , ودون أن يصدر منه توضيح للموقف هذا يضع النقاط على الحروف بل ترك الأمر للأبواق المبررة والمتأولين وكلهم عبيد للدينار والدرهم والواجهة لا يهمهم مصير الشعب بقدر ما يهمهم تلميع صورة السيستاني المشوهة !

الأبواق بأصواتها النشاز في الساحة الإعلامية تطرح مبررات أقل ما يقال عنها غبية , مدعين ان مرجعية السيستاني بانسحابها حولت الأمر للشعب العراقي فيجب على الشعب أن يبحث عن مصلحته ومصيره ؟!! فنقول لمثل هؤلاء

1- نقول للسيستاني وحاشيته وكما يقال في المثل المصري (دخول الحمام مش زي خروجه ) تدخلك في السياسية الذي لم تكن تتبناه فقهياً بل تبنيته أمريكياً وما تفرع وتسبب عنه من فتاوى خاطئة مهلكة مدمرة للبلد والشعب وعلى كل المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية لا يتساوى ولا يشبه خروجك منها وهربك فأنت تتحمل وزر كل ما حصل ومثقل بها الى يوم القيامة وعليه فالسيستاني مطالب بالاعتذار الرسمي للشعب العراقي ومن ثم للمحاكمة الدولية العادلة له وحاشيته

2- إن كان السيستاني قد تبرأ من الشعب العراقي لأنه إيراني لم يحن عليهم قط وأصل تدخله في السياسية كان لأجل الانتقام منهم وقد حصل له ذلك فنحن نطالب بخروجه فوراً من أرض العراق لتزكيتها وتطهيرها وعدم استحقاقه حفنة ملح و غرفة من ماء

3- أي شعب يقرر مصيره ومصلحته وقد تركه السيستاني بين ضباع وافاعي ووحوش كاسرة من مليشيات وعصابات وحشد دموي تعض وتلدغ وتفتك به لمجرد ان يرفع صوته مطالبا بحق وماحصل هذه الجمعة في بغداد وفي ذي قار بحق المتظاهرين خير دليل وشاهد , وهذه الرسالة فهموها وطبقوها من انسحاب وهروب السيستاني من تدخله بالمشهد السياسي وأمضاها لهم بسكوته إن لم يكن اتفاق أصلا بينه وبين قادة هذه العصابات !!

4- لا خير فيمن يدعي المرجعية والابوة والرعاية والمسؤولية وصمام الأمان فيشعل النار وسط رعيته ثم يولي هارباً مطالبا رعيته بتقرير مصيرهم وهو وسط النار يتلظون بها وحول النار كلابها ينهشون من يحاول الخروج منها !!

5- أخيراً قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ( اذا ظهرت الفتن )

الكلام واضح هنا فلم يقل ..ليهرب ويولي فاراً ويترك الامة او الشعب يقرر مصيره , انما قال ليظهر علمه , فكره , مشروعه , لكي ينقذ العباد وينور البصائر لا أن يتركهم وسط الفتن تأخذهم من كل مكان وتحصدهم حص الزرع , وعليه بما أن السيستاني لم يظهر علمه لفقدانه أصلا وفاقد الشيء لا يعطيه فيكون مستحقا للعنة الله على لسان رسوله صلى الله عليه واله بالإضافة الى ان حكم المبتدع الضّال منطبقا عليه تماماً لأنه دعا الناس الى نفسه ويوجد من أعلم منه قال ( من دعا الناس الى نفسه وفيها من هو اعلم منه فهو مبتدع ضال ) فكيف اذا كان بالأصل جاهل لاحظ له من العلمية يستحق المفاضلة بها مع غيره !!! فيا شعبنا العراقي لا تمرر عليكم الخديعة مرات ومرات وانتفضوا لعراقيتكم وعروبتكم .

أحدث المقالات