ربما الكاتب سعد السلمان ليس ضليعاً في العقائد الاسلامية , او ربما لا يعلم شيئاً من ان الحب والاعتزاز لشخصيات مؤثرة تأتي من الايمان بهذه الشخصيات , والايمان هنا هو الاعتقاد .. والاعتقاد هو العمل … وهنا لا انت ولاغيرك يستطيع تجاهل تاريخ المرجعية الدينية ومنذ الف عام , وكيف كان لها الدور البارز والريادي في حماية الدين والعقيدة … والشواهد كثيرة في هذا المجال , او ربما تجاهلك مقصود ويعبر عن استخفافك بهذا المنصب الالهي والذي يكون هو الواسطة بين الامام المعصوم (عج) وبين اتباع اهل البيت (ع) .
1)ملاحظتك الاولى عكست قراءتك الضعيفة للمقال , لاني هنا اتحدث عن دور المرجعية الدينية في العملية السياسية عموماً ,والدستور التي تتحدث عنه صوّت عليه اغلبية الشعب العراقي , وهو وثيقة رسمية تحكم العلاقة وتنظم عمل الدولة وكان خطوة صحيحة في بناء الدولة الحديثة بعد اربعة عقود من حكم الحزب الواحد وماكنته القمعية , نعم . لا يعني ان الدستور معصوم وغير قابل للخطأ , بل هناك ثغرات يمكن معالجتها وسد الخلل فيها , ولكن يبقى الدستور هو الوثيقة التي استطعنا فيها من تشكيل الحكومات المتعاقبة في البلاد، ونظمت عمل الحكومات المتعاقبة وفق مبدأ التبادل السلمي للسلطة .
2) لا افرض رأياً ولا اريد ان اقنع احداً فلا اكراه في طرح الرأي والرأي الاخر ومثلما طرحت رأيك فالاخر له رأي آخر ام انك تريد ان تحذف اراء الناس مثلما تفعل الان , ومقالي رد على فشل السياسين في التعاطي مع مطالب المرجعية الدينية والتي هي جوهر مطالب الشعب العراقي ولو كنت ملتفتاً بموضوعية لكنت قرأت المقال سياسيا ,وليس كما هي الان نواياك .
3) سوف اترفع عن الرد عليك والاتهام بالجهل ولا اريد الرد على جهلك وتقصيرك , فالمرجعية الدينية العليا منصب يستمد قوته من توفيق الله (عز وجل ) ومن محبيه ومن اتباع اهل البيت( ع) في كل مكان , فلا عاطفة او اهواء او مزاجيات بل هو رؤية وايمان وقناعة بتاريخ كبير للمرجعية الدينية , ولو كنت ذكيا ملتفتاً لادركت ان منصب المرجعية لا يقف على شخص معين ,فبموت المرجع الديني الاعلى يأتي بعده من يتصدي في امور المسلمين ووفق شروط علمية وفقهية موجودة في كتب الفقه والاصول .
4)واما عن مرجعية السيد السيستاني واعلميته فسؤالك يكشف نواياك , والا لو كان لديك المعرفة لعلمت ان المرجع الديني الاعلى لا ينصب هكذا . فهناك مقدمات وشروط يجب ان تتوفر في المتصدي للمرجعية , وانا ادعوك الى البحث في منصب المرجعية الدينية العليا وكيف يتم اختيار المرجع الديني الاعلى ووفق مصنفات ثلاث (مراجع الدين الكبار , اهل الخبرة والاختصاص من العلماء , طلاب العلم ) فهم من سيدلوك ويهدوك الى طريق الهداية , وان كنت اتوقع لن تكون راضيا بالاجابة لانه يبدو انك مؤدلج على فكرة وتريد اقناع الاخري بها , وانكار اي رأي اخر .
واما عن عدالته ونسبه وهذا جهل واقع بك وللاسف اشكلت على نفسك بنفسك , لان مذهب اتباع اهل البيت (ع) مذهب استمد قوته من دين محمد وال محمد , وان اختيار المرجع يخضع لشروط متوفرة في كتب الفقه والاصول وهنا لا بد ان نثبت حقيقة انك تعاني من عقدة المرجعية , وكتبت مقالك بتعصب وانانية مفرطة وجهل بواقع حركة المرجعية الدينية , دون ان تحتكم الى العقل والادلة العلمية والموجودة في كتب الفقه وتقرأ بصورة حقيقية اصول المرجعية الدينية العليا ومتبناها , واما عن التوفيق الالهي فهذا اشكال اخر في عقيدتك , لان اي شيء يتحرك في الكون لايمكن له ان يتحرك الا بتوفيق الله (عز وجل ) .
الدستو دستور عراقي كتب بأيادي عراقية خالصة , وجرى استفتاء عليه شارك وصوت عليه اغلب ابناء الشعب العراقي , وهذا لا يعني ان الدستور ورقة معصومة من الخطأ , بل هناك ثغرات يمكن معالجتها , واما عن من خان وسرق والفساد المستشري في مؤسسات الدولة , فلا اعلم ما علاقة المرجعية الدينية وهي التي ( بح صوتها ) ولم يسمعها احد ولا اعلم ما علاقة التوفيق الالهي بالفساد ( خليك واقعي ولا تخوط بصف الاستكان ) , واما عن الافتاء لانتخاب هؤلاء اعطيني فتوى واحدة اجازت انتخاب كتلة معينة او مكون معين , الم تقل المرجعية الدينية انني اقف على مسافة واحدة من الجميع لماذا الإصرار على هذا الجهل .
واما عن حرمة قتال المحتل ، فأمرك محير ، وهل تمتلك اي دليل على قولك ، فالمرجعية الدينية العليا ،أفتت بحرمة التعامل مع القوات المحتلة ، ويحرم العمل أوالتعامل معهم ( من اراد فليراجع موقع السيد السيستاني ) ، واما عن الرسائل المتبادلة ، فنتمنى ان تزودنا بهذه الرسائل ، ويا ليت ان تكون في موقع كتابات ليطلع الناس عليها ، واما ان التمهيد للمشروع الامريكي ، فهو دليل آخر على جهلك وقصور نظرك فالمرجعية هي اول من وقفت بوجه المخطط والدستور المعد سلفاً في لندن ، ولولا جهود المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم ، الذي كشف هذه المؤامرة ، واعلانها رفض هذا المخطط واجراء استفتاء شعبي يرفض هذا الدستور ( ربما كنت خارج العراق ولا تعلم شيئاً ، وان المرجعية الدينية كانت السبب المباشر في أسقاط هذا المشروع الخبيث .
واما عن الرشى ، فهذا الشي مضحك جداً … وحقيقة يدل على سذاجتك وجهلك باحوال المرجعية الدينية ، وهي محاولة بائسة منك للتشويه والتشويش ، ونتمنى منك ان تعطينا دليلا على قولك ( الفلتة) ، فهل المرجعية الدينية العليا بحاجة الى اموال الاميركان ، وهي التي تستطيع شراء بريمر بحاشيته ” أقرأ تاريخ المرجعية الدينية على طول التاريخ”
واما عن تساؤلاتك فهي لاتنم عن قراءة واعية للاحداث ، بل هي مجرد عصبيات وجهل وحقد يحرك قلمك ، ويدفعك الى التشكيك بدروها في حماية مكونات المجتمع العراقي ، وحرمة دمه ، بغض النظر عن العقيدة او المذهب او القومية ، والمواقف كثيرة لايسع الحديث لها هنا ، ولكني ادعوك الى قراءة مواقفها ، ودورها في بناء العراق وحماية مصالح شعبه ، وكيف أصبح مكتب السيد السيستاني قبلة للسيساسين من الداخل والخارج ، وفي مقدمتهم الامم المتحدة والتي ثمنت دوره المرجع الديني السيد السيستاني في الحفاظ على وحدة العراق ارضاً وشعباً .
واما ما ذكرته من فساد مستشري ، فهي من بركات حكومة السيد المالكي والتي كانت تقف بالضد من المرجعية وتوجيهاتها ، وان حكومة المالكي كانت سبباً مباشراً في الويلات التي حلت بالبلاد والعباد ، وهنا نسالك ما علاقة المرجعية الدينية بالفساد المستشري ، وسرقة رواتب الحشد الشعبي البطل ؟!!
واما عن قرارها الاخير في التخلي عن الخطبة السياسية ، فهو ليس هروباً كما تدعي كذباً وزوراً ، بل قالت سيكون موقفها بما يتسق والمرحلة والاحداث ، وانها لم تجد الآذان الصاغية لها ولسنوات مضت .
أخيراً …
أنا ادعوك الى قراءة عقائد الشيعة في مفهوم التوفيق الالهي ، وكذلك قراءة تاريخ المرجعية الدينية ، ومواقفها على طول التاريخ ، وقراءة كتب الاصول في اختيار المرجع ، لانه يبدو انك قاصر وجاهل في هذا الجانب ، او انك معد سلفاً لهذا التسقيط ، فهذا شأنك ، كما ادعوك الى متابعة موقع المرجع الديني الاعلى ومن على شبكة الانترنت لتعرف وتقرأ وتفهم المواقف جيداً …. والله الهادي الى سواء السبيل .
