19 ديسمبر، 2024 12:52 ص

حين يكون الامر بيد الحكيم

حين يكون الامر بيد الحكيم

الجميع يعرف جيداً المرحلة القاسية التي مر بها التحالف الوطني العراقي، قبل تولي رئاسته الجديدة، والتي أدت الى موته اكلينيكياً كما يقال، كما وأقر الكثير على فشله وقرب اندثاره، بل ونساه الجميع وأعتُبِرَ من الماضي، وصار بنظر المواطنين، تحالفاً انتخابياً لاقيمة له، ينشط في وقت الإنتخابات أحياناً، وبعدها يعود الى سباته..

لكن حكمة الحكماء أحيانا، تؤدي الى إحياء من مات سابقاً، فحين يتولى الشخص المناسب، مكاناً له القدرة على توليه، ستكون الصعوبات أمامهُ سهلة جداً، وبرؤيته يتمكن من حلها جميعاً ببساطة، فالدراية والمعرفة حين تكون هي اساس المنهج والعمل، لن يكون هناك مكاناً للفشل أو العودة للوراء مطلقاً، بل النجاح وإثباته، هو ماسيكون عند الجميع واضحاً..

المجدد المتجدد الصادق، الذي يقرر أن يكون، ويسعى لذلك بجدية، ويضع أمامه أهدافه وغاياته، ويطبقها من خلال المنهج المدروس؛ لابد أن يكون، ولابد من تحقيق الغاية، هذه قاعدة لاشذوذ فيها، وهذا ليس كلام يُكتب في كتب التنمية البشرية، او في الكتب التي تسعى لتوليد الطاقة عند البشر فقط، بل هو حقيقية أثبتها من طبقها، وأثبت زيف من كذبها من المنتقدين المتشائمين..

القائد الشاب، الحكيم عمار، كان أحد من أثبت صدق تلك القاعدة، ليس في مرة واحدة، بل في كثير من المواقف والخطوات والأعمال.. ومنها حين تولى رئاسة التحالف الوطني الذي مات سابقاً، فقد تمكنت هذه الشخصية الشابة من احياء هذا الميت مجدداً، بالرغم من مل التحديات التي كانت تواجهه، وتقف بوجه نجاحه، فقد أثبت للجميع تلك المقدرة على التجديد والبناء من جديد..

على الرغم من تأكيد الكثير من المحللين على عدم أمكانية اعادة الروح في جسد التحالف الوطني من جديد، وعلى الرغم من عدم موافقة كتل كبيرة كانت سابقاً تحت راية التحالف، بالالتحاق به، وعلى الرغم أيضاً، من محاربة الكثير للتحالف، ومن المتربصين المعادين لنجاح العمار، إلا انه بفترة قياسية أعاد عمل التحالف بقوة، واعاد احترام الاخرين لهذا التوحد الذي صار حقيقياً بفضله، وحين رأى نفسه أنجز المهمة كما خطط لها، فاجأ الجميع بدعوته لشركائه بالتحالف باختيار رئيس جديد له..!

ان الحكيم بدعوته الأخيرة تلك، عرف العالم أجمع، حقيقة الروح المؤمنة بالديمقراطية، والملتزمة بالانظمة والقوانين، ففرق كبير بين يتحدث ليلاً ونهاراً بالديمقراطية، وتراه يتوعد المواطنين بعدم تركه المنصب، وبين الذي لا يتحدث لها كثيراً، لكنه يضرب مثلاً على حقيقتها وكيفية تطبيقها، فكان خير قدوة لمن أراد أن يقتدي..

سواءً اتفقنا مع التحالف وسياساته أم لا، لن يمكننا أن ننكر الثقل الذي أعاده له الحكيم، ولن ننكر النهج الذي ثبته عليه، واعادة القوة للتحالفات أياً ماكانت، وكيفما تكون، سيصب في مصلحة الدولة، التي ترغب بتمثيل شعبي وسياسي قوي موحد يمكن أن يجعلها تمضي نحو النجاح، وتعاد لها قوتها بوحدة اهلها وساستها، فبذلك أستقرار وازدهار..

ان توحد التحالف، واعادة القوة اليه، ورائه أمور مستقبلية أكبر وأكثر، فطرح التسوية من خلال التحالف، والدعوة من هلال رئيسه لأنشاء قوائم وطنية، يعني ان العمل القادة للحكيم، هو إعادة ثقل المكونات الاخرى للساحة السياسية، واشراكها في العملية بصورة صحية وسليمة، وذلك بعني اننا ننتظر وحدة وطنية شاملة لجميع المكونات، وحينها ستكون لنا دولة قوية مزدهرة بحق..

يتبع..