لم يتبادر الى ذهني عندما مرضت السؤال عن هوية الطبيب الذي سأذهب اليه لا يهمني انتمائه وعنوانه ومن أي جهة ومكون يكون,المهم أنه فاهمٌ عارف بعمله لديه الحس الانساني وخبرة وكفاءة تمكنه من تشخص المرض بشكلاً صحيح لغرض التماثل للشفاء ,أذن لم يحد الدين والعقيدة سواء كان مسلم من الطائفة السنية أو الشيعية ,أو مسيحي كاثلويكي وأرثودكس أو بروتستانت ,أو صابئي …أو ,أو ,كل ذلك لايشكل قيمة بقدر ما أنني أبحث عن الشفاء من تحت يد جراح ماهر يجري لي العملية بنجاح,فعندما أحتل هولاكو بغداد في سنة (1258) أمر أن يستفتى العلماء أيهما أفضل: السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر ؟ ثم جمع العلماء بالمستنصرية لذلك ، فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب وكان رضيُّ الدين علي بن طاووس حاضراً هذا المجلس وكان مقدماً محترماً ، فلما رأى إحجامهم تناول الفتيا ووضع خطه فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر ، فوضع الناس خطوطهم بعده ,المشكلة تكمن في الاختيار الصحيح لمن يأتي ليتولى المنصب والقيادة ومن لديه المقدرة على تحمل مسؤولية الوزارة او المؤسسة أو الدائرة الى أضعف حلقة مكلف بمهامها في كابينة الحكومة ,نحن بحاجة الى خبرات وكفاءات ونزاهة تتوفر برجالات دولة يعتمد عليهم لتسليمهم مقدرات الناس ,يضعون حب وأنتماء الوطن قبل كل شيء ,هل هم موجودين ؟ نعم لم تخلوا الارض ورحم الامهات منهم لأنجابهم هم بحاجة فقط الى الفرصة لأعطائهم الدور الذي يستحقونه ضمن مؤسستهم ,وأبعاد المسيء الذي لايفقه من عمل الأدارة وحيثياتها بأي شيء ,بيت القصيد ليس في صومه وصلاته فهذه علاقة روحية بين العبد وربه يختلي بها المرء ليناجي الباري عن حسناته وسيئاته وهمومه ومعاناته,إنما يختار لشجاعته ومقدرته على العمل والنجاح وتأمين أرواح الناس من قتل الأدعياء الأشقياء الذين يعيثون بالأرض فساداً وخراباً ,بسبب ضعف المتصدي (الناطور) أن المعالجة الحقيقة هي بوضع لجنة رفيعة المستوى من التكنوقراط الكفوئين المطلعين على حجم الأزمة وتحدياتها التي يمر بها البلد ,تأخذ على عاتقها تحديد المعايير التي يجب أن تنطبق على المتولي والمكلف بالمنصب المسند أليه ,معايير تراعي المهنية وظوابط تنطبق على المتقدم ,لاظوابط المحاباة والمنسوبية
وتفضيل س وص على الاخرين ,لأمور يقوم بها ’لايستطيع القيام بها غيره ,لأنه أنتهازي ووصولي ليس لديه ثوابت يقف عليها الميكافيلية هي من تقوده لتبرير وسيلته .