18 ديسمبر، 2024 11:17 م

أذكر لكم أن في باريس معرض ؟!

أذكر لكم أن في باريس معرض ؟!

وهذا ليس غريبا على عاصمة النور، فلا يمر يوم بدون ان نرى ونقرأ عن مئات المعارض، ولكن المعرض عن الحيوانات الأليفة ! والقنوات تعرض مواد إعلانية عنه وأفلام وثائقية ! وتشترك فيه معظم الدول الأوربية واميركا وبعض الدول الاسكندنافية ودول من اميركا اللاتينية، يعني ببساطة معرض دولي . تنتشر الملصقات عنه في محطات المترو والقطارات والساحات والشوارع المشهورة ! الملصقات مصممة بشكل جذاب وجميل ومن قبل فنانين معروفين. في فرنسا ١١ مليون قطة، ومن كل الأشكال والأصناف والجنسيات، و ٦ مليون كلب وايضاً من كل الأحجام والأشكال والجنسيات،( الچلب العراقي غير مرغوب فيه) هناك مجموعة كبيرة من الحيوانات الأخرى.

معرض ضخم يزورونه كل سنة أكثر من ربع مليون زائر .وتذكرة الدخول 20 يورو، وفيه أيضا معارض لبيع الكلاب والقطط والحيوانات الاخرى … عرفت أن القطة البنغالية مطلوبة هذه الايام وسعرها ٤٥٠٠ دولار في المتوسط. أضافة الى معارض لأزياء الكلاب والقطط والأكسسوارات التي لا تخطر على بال .

أما المصانع التي تنتج أغذية للكلاب، فتقدر ما تنتجه وتبيع منها سنويا ستة مليار دولار .. نعم يا أصدقائي ستة مليار دولار، وهناك ألالاف من المختبرات الغذائية لإنتاج الأفضل والأحسن، من ناحية القيمة الغذائية والجودة وتصاميم التعليب . وإعلانات في الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية والموقع الألكترونية !

وتنتشر محلات نظيفة، يشرف عليها شباب وشابات خريجي معاهد خاصة، لبيع الكلاب والقطط، والأرانب، والحيوانات الأليفة الاخرى، في كل المدن الباريسية، بالاضافة الى ( مزارع ) لتربية الكلاب والقطط، والطيور بكل أنواعها، ومدارس لتدريب الكلاب على الحراسة، وعلى مساعدة فاقدي البصر، وايضاً قبل فترة للذين يعانون من الصمم.
ولا أنسى هناك مختبرات لصناعة الأدوية والاجهزة الخاصة بعمليات التي يتم إجراءتها في عيادات ومستشفيات مهيئة لذلك، وأقسم انها انظف من المستشفيات العراقية.
وهناك كليات متخصصة، لتخريج اطباء بيطريون متخصصون في طبابة الكلاب والقطط والخيل والفئران وبأختصار في اختصاصات بايولجية مُختلفة تخص الحيوانات.
كما ان هناك مختبرات تعمل لإنتاج الأدوية، وأدوية الوقاية من الأمراض وأطباء متخصصين في العمليات الجراحية. وفِي التلفزيونات الأميركية والفرنسية برنامج مشهور عن العمليات التي يجريها أطباء مشهورين في هذا المجال يشاهده الملايين من المشاهدين.

والكلاب والقطط، مدارس للتعليم، ومدربين، وكذلك مربيات فعند خروج اصحاب البيت في سهرة او سفرة فأنه يتم استدعاء مربية لتبقى مع الحيوان او يأخذ بالسيارة الى دار متخصصة بأستقبال الحيوانات خلال سفرة الأسبوعية مثلا ً.

وبعد هذا كله هناك مسابقات لأجمل قطة من جنسية معينة ومن ثم أجمل قطة بشكل عام، والقطة الأكثر أناقة وحركة، ورشاقة وهذا ينطبق أيضاً على الكلاب ويتم تحضير الحيوان بإرساله الى مصمم للشعر، ومن ثم الى بيطري لفحصه وإعطائه أدوية مقوية، وحتى لا أنسى هناك مئات العطور والشامبو ومن مختلف الماركات للكلاب والقطط المدللة.

وتوجد في باريس مقبرة خاصة للكلاب والقطط والحيوانات الاخرى، قمت مرة بزيارتها بدافع الفضول، وشاهدت شواهد على قبور تلك الحيوانات بعضها طلب أصحابها من نحات، نحت صورة الحيوان بالحجم الطبيعي وكتبوا تاريخ ميلاده وتاريخ موته. واذكر هنا ان احد السياسيين العراقيين المعروفين، صرف مبلغ محترم لإجراء عملية لاستئصال مرض خبيث ” سرطان ” من القط الذي كان عزيزا عليه، وعندما مات استأجر له مكانا في المقبرة لدفنه، وطلب وضع شاهدة، وكُتب عليها اسم القط مع ابيات شعرية كتبها في رثائه، بل وكتب أشبه بديوان شعري صغير يرثي فيه القط ! أعذروني من عدم ذكر أسمه.

سؤال بريء، هل للكلاب والقطط …. أسف للإنسان العراقي مثل هذا الاهتمام ؟! سؤال الى مجلس الوزراء والحكومة ومجلس النواب ووزيرة الصحة ؟!
كتبت هذا المقال بعد ان رأيت صور لمستشفيات عراقية تعشعشه فيها الصراصير والجرذان، وكل الحشرات والأوبئة، ولأسرة المرضى التي لا تصلح إلا ” للسكراب “، فقد شاهدت قبل ايّام سرير “مزنجر” يستلقي عليه مريض معلق بقدمه ” ثقالة ” قنينتين كبيرتين بلاستيكيتين واحدة ” تحتوي على مشروب فانتا والأخرى لببسي كولا!!
أقسم أنني لا أقصد غير نقل الحقيقة ! وحرصا على الانسان العراقي.