لست من محبي أهل العمائم, ولكني من متابعي البارزين منهم, كما لم أتقوقع خلف نظرية ( المادية الجدلية), لأنني أدرك إن هناك شيئا خارقا أبعد من مادة موجودة, لذا فقد قرأت تأريخ الإسلام, كما قرأت لكافة الأديان, ولكن جل همي أنصب على ما يقارب عطشي للإنسانية المفقودة, فوجدت… نعم وجدت.
وجدت إن الإنسانية المفقودة وجدت برسول الإسلام, و أيضا كان أهل بيته وهم ( ابنته فاطمة وزوجها وولديها), يتميزون بصفات سامية جدا, بحيث لم أجد تفسيرا لبكاء الحسين على قاتليه, لأنهم وحسب اعتقاده سيدخلون النار بسببه! كما لم أجد تفسيرا منطقيا لصفات أخيه الحسن, الذي ابتعد عن الخوض بالدماء, بينما كان قائدا بعد أبيه الخليفة علي, سخاؤه لم تتمتع به الاشتراكية بعظيم أوجها, وعطفه على من شن الحملات الإعلامية آنذاك, يعد نكران للذات بأبهى صوره, كان حاملا لمشروع جده الرسول لديهم, ولكنه حينما عقد الصلح مع معاوية, إتهمَ بذلة المؤمنين حسب تعبيرهم, حتى إن أحد قادة جيشه طعن فخذه برمح وقال له ( السلام على مذل المؤمنين)! لو كان هذا الفعل لدينا لما أبقينا له باقية, ولكن الحسن صبر على كل ذلك, و إبتعد عن التعالي لحفظ دماء القوم, بينما وحسب ما قرأت خيانتهم هي التي أجبرتهُ على ذلك الصلح!
لم تكن ثورة أخيه الحسين إلا بتمهيد الحسن القائد المحنك, وهي دلالة على أن القوم خانوا الحسن, إذ قام الحسين بالثورة رغم قلة أنصار البالغ عددهم ( 72 ), إذا كم يا ترى كان لدى الحسن؟!
وجدت إن الحسن جوبه بإعلام مقيت, وهو لا يستحق هذا, فتتبعت سلالة ذلك الزكي كما تسميه الشيعة, فوجدت انه زكي بمعنى الكلمة, حتى في ذريته, فحسب نظريتنا إن الصفات تتوارث عبر الأجيال, وحقيقة في خضم التوهان العالمي الفكري, وكوني عراقياً شغف فكري ذلك القائد الذي يدعى( عمار الحكيم), فهو معتدل بالقيادة, صاحب رؤيا واسعة, ودود غير عدائي, يتعامل مع جميع الأطراف, حتى إن لدي أصدقاء يبغضون جميع كلام أولئك المتأسلمين, ولكنهم يسمعون خطب جمعة كربلاء وكلام عمار الحكيم الذي يصدر في التواصل الاجتماعي وملتقاه الثقافي.
لا أعلم بالضبط انه نسل الحسن, ولكنني علمت حين كنت أبحث عن كنه ذلك القائد, وكيف يتدبر هذا التخطيط وهو من مدرسة الروزخون, فعلمت انه ينحدر من سلالة زكي الشيعة, صاحب الخلق النبيل, فعندها أصابتني الصاعقة, وكأنني بنفس ذلك الزمن الذي جوبه به جده, فعندما أنظر لخيانة قائد بدر له رغم إن بدر كانت من تأسيس عمه, وبغض معتوهي السياسة من الدعوجية و أصحاب المصالح الشخصية, أجد إن ذلك القائد حسني بامتياز, لما يحمله من دماثة الخلق, ووضوح سياسته المحبة للسلام, فتطرقت للسؤال عن ( هل هي وراثة؟ ), لأن الوراثة مادية فقط فلماذا كانت زمانية أيضا؟!
خلاصة الأمر أقول: (( عجبا كيف تشن تلك الهجمات الإعلامية المقيتة على ذلك القائد؟! بل ما يؤلم حقا إن غباء المدعين لفكر الإسلام, جعلهم يبتدعون عن مشروع رسولهم, ويقتلون قادتهم الحقيقيين, كما قتل الحسن بيد البغيض معاوية, سيقتل أبنه بيد الدعوة ومن سار خلفها, وكلا القاتلين لا يملك من القيادة شيئا