يبدو إن إيران الآن تسير نحو خط النهاية ولكن أي نهاية؟ نهايتها ونهاية مشروعها التوسعي, فهي الآن ومن الناحية السياسية متآكلة من الداخل بسبب الصراع بين عمائمها بين ما يسمى المتشددين والمعتدلين والذي وصل ببعضهم أن ينتقد خامنئي بالعلن وكما عبر عنها المراقبون بأن الصراع بين قادة إيران تجاوز الخطوط الحمراء, يضاف إلى ذلك تعدد الجبهات الداخلية في إقليم بلوشستان وإقليم مهاباد والأحواز العربية التي أوجعت الثورة فيها جهاز الحرس الثوري بضرباتها المتعددة.
وهذا إشعار ببداية انهيار إيران من الداخل, لكن هذا بكفة وما سيحصل في سوريا بكفة أخرى, فالتقارير الدولية تؤكد على إن السعودية ومعها العديد من الدول العربية ودول آسيوية ستدخل بعد فترة من الزمن بقوات عسكرية برية إلى سوريا ( لمحاربة داعش ) وجاء هذا القرار السعودي بعد فشل محادثات جنيف التي كان من المؤمل أن تضع حداً لمعاناة الشعب السوري, فهل سيكون التواجد السعودي هناك مريحاً لإيران ؟ وبالتأكيد إنه ليس كذلك وما يؤكد ذلك هو تصريحات قيادات الحرس الثوري الإيراني التي أطلقتها بعد سماعها خبر الدخول السعودي, حيث هددوا بتوسيع رقعة الحرب إلى أبعد من حدود سوريا.
فكما يعلم الجميع إن إيران والسعودية يخوضان الآن حرباً بالوكالة في ما بينهما في العديد من الدول كاليمن وسوريا والعراق, فما بالك إن تواجد جيش سعودي صريح بالقرب من الحرس الثوري والمليشيات الموالية لإيران على أرض واحدة وهي خصبة جداً لحدوث تصادم وصراع مسلح بين الطرفين؟! بالتأكيد ستكون هناك حرب شرسة نتيجة للتوتر الشديد بين الدولتين, الآمر الذي سينعكس على المنطقة بصورة عامة وبالتالي ستتلقى إيران ضربة قوية لان السعودية تحظى بدعم عربي وإسلامي وغربي وأوربي, بينما إيران لا تحظى إلا بدعم روسيا التي تعاني اقتصاديا, والتي اثبت الواقع فشلها في قمع الثوار السوريين, حيث بكل إمكانياتها العسكرية ومعها المليشيات الموالية لإيران وإيران نفسها وجيش بشار الأسد, ولم تستطيع أن تحرر على أقل تقدير منطقة حلب, فكيف ستواجه جيوش نظامية تساند الثوار السوريين الذين صمدوا على مدى خمس سنوات أمام الآلة العسكرية الإيرانية؟!.
فإن دخول السعودية وعلى رأس جيوش عربية وإسلامية إلى سوريا يعني أمرين إما انسحاب إيران من سوريا تلافياً لتلقي هزيمة نكراء بها, أو الدخول بحرب مباشرة مع السعودية وفي كلا الأمرين ستكون النتيجة موجعة جداً, وكلا الأمرين ستكون نهاية إيران محتومة و خصوصاً وإنها مقيدة الآن بقيود الاتفاق النووي الذي منعها حتى من استخدام الصواريخ بعيدة المدى, كما إنها الآن تعاني في العراق خصوصاً بعدما أصبح التواجد الأمريكي فيه علنياً وصريحاً وبقوات كبيرة, وبهذا فقدت إيران البوابة الرئيسية التي كانت تعبر من خلالها إلى سوريا, وهذا الأمر يُحسب للسعودية التي قررت الدخول إلى سوريا بعدما أغلقت القوات الأمريكية المنفذ العراقي بوجه إيران, فمن أين ستصل الإمدادات الإيرانية لحرسها الثوري ومليشياتها المتواجدة في سوريا ؟! فلا تركيا تسمح بعبور أجوائها ولا طيران التحالف الدولي يسمح بذلك أيضاً, وهذا يعني الحكم بالموت على كل شخص موالِ لإيران في سوريا في حال اختارت إيران خوض الحرب مع الجيش السعودي هناك.
فالانسحاب أو الحرب خيارين أحدهما أكثر مرارة من الآخر وإن إختارت إيران أحدهما – والأفضل هو الإنسحاب – فهو يعني إيذان بأن التوسع الإيراني في المنطقة بدأ بالتقهقر فأوله في العراق ومن بعد ذلك في سوريا وأما اليمن فحسم أمرها تقريباً, وبالتالي سيتحول الصراع في داخل إيران بسبب الانفتاح الإيراني على العالم من جهة ومن جهة أخرى الصراعات السياسية الداخلية بين العمائم الإيرانية, وقد صدق المرجع العراقي الصرخي عندما قال ما مضمونه ” إن القادم على إيران, إيران حصان خاسر ومن يراهن على إيران فهو أغبى الأغبياء لان إيران حصان خاسر وستشهد الأيام “.