قبل مجيئي لأوربا و استقراري لفترة من الزمن هنا كان في عقلي الباطني تدور حكاية شعب مرفّه، لديه كل ما يريد وحياته عبارة عن ترف عطفا على ما أعرفه ان مستوى المعيشة فيها . وكأن ما كان يدور في مخيلتي هي تلك الحياة الفارهة والقالب الأرستقراطي الذي يعم الجميع. فيبدأ خيالي في الغوص في اعتقاد أن الحياة هنا هي مقطوعة من أحد الأفلام التي تحاكي طبقة النبلاء و ما تحتويه من بذخ و غيره ولكن ما وجدته كان مختلفا عما كان يجول في خاطري، فالشعب يعمل بشكل متواصل وكأنهم خلية نحل فأي دولة من هذه الدول لا تمتلك مقدرات نفطية أو كنوز تحت الأرض وكل مالديهم هو النظام وكل شيء يدور بشكل محكم مما يجعل المقدرات تدور بشكل مقنع للجميع وشاهدت ايضا التطور واحترام الوقت والقانون الذي يتصف فيه البلد فتيقنت أن الرفاهية هي أن يجد الجميع القدرة على التنقل أينما كان و متى ما شاء بطرق محترمة و نظيفة والرفاهية هي أن يكون العمل بطريقة الإنتاج لا الحضور والانصراف وأيضا أن يجد المواطن العلاج الطبي في أرقى المستشفيات بدون أن يدفع الكثير من الأموال . والرفاهيه أن يجد التعليم الحقيقي في كل أرجاء البلاد وأن يشعر أن أجهزة الحكومة المختلفة تعمل من أجله وأيضا شعور الفرد بوجوده في مجتمعه وأنه عنصر ذا قيمة هناك . لذلك أنا اعتقدت أن حياة الرفاهية هي الحياة الحقيقية لكي يكون لك دور فاعل في مجتمعك تقدمه بحب و تخلص فيه حتى لو كان هذا الدور صغيرا فالمحصلة تكون دائرة مكتملة النقاط يقدمها الناس ليعيشوا حياتهم ولهذا البعض يبحث عن هذه الرفاهيه في بلاد الغرب وليس كمفهوم الرفاهيه عند بعض العقول . واحب ان انوه بأننا جميعاً في الدول العربيه نعيش اسوء حياة حيث نعاني من انعدام الامان وانعدام القانون وحتى أبسط انواع مستلزمات الحياة التي يحتاجها الانسان ومن الطبيعي تنعدم لدينا حياة الرفاهيه في ظل حكام متسلطين على مجتمعاتنا وعندما نأتي الى بلد يؤمن بالحريه واحترام الانسان بغض النظر عن جنسه وقوميته ودينه لابد ان نحترم هذا البلد ونتحدث عليهم بصدق بما يملي علينا الضمير وايضا ماتأمرنا به جميع الاديان السماوية لأن القانون هنا يطبق على الجميع وليس هناك احدا فوق القانون كبلداننا العربيه والتي تركها الكثير ليأتي من اجل هذه الرفاهيه فهنا الجميع يأخذ حقوقه بالتساوي ولايوجد احد متميز عن الاخر … دمتم بود .