17 نوفمبر، 2024 11:35 م
Search
Close this search box.

القضاء والمرحلة/الحلقة السابعة

القضاء والمرحلة/الحلقة السابعة

هنالك جدل فلسفي لذيذ حول مفهوم الوعي ، و أبرز ما في هكذا مفاهيم أنها تبدو بديهية للجميع ، إلا أنها في البحوث التخصصية تشكل ميدان عميقا و واسعا ، و هنا يطيب لي أن أنقل الشيء الرائع الذي يذكره الفيلسوف البارز هيجل : فهو يرى أن الكثير من الدارسين يمارسون عملية إدخال عبر قنوات و إخراج عبر قنوات أخرى ، و بهذا لا تتحقق عملية التعلم ، و هو يطرح لذلك مفهوم ( فعل الوعي ) و يقول عن ذلك إن علينا أن نخضع كل ما أدخلناه عبر قنوات الدخول من معلومات و أفكار إلى فعل الوعي ، و في التراث الاسلامي هنالك مفهوم الى جانب مفهوم التعلم و هو مفهوم البصيرة ، و هنالك كثيرا ممن جمع بين وحدة هذين المفهومين ( الوعي فلسفيا ، البصيرة قرأنيا ) … و هذا بالضبط ما تحتاجه السلطة القضائية في مرحلتها الراهنة ( الوعي ) ، و يمكن التعبير عنه بـ ( الوعي القضائي ) فحتما أن عمليات القضاء في العراق تواجه بسبب الجهل القضائي و القانوني مشكلة كبيرة ، و أن غياب هذا الوعي يتسبب بضياع الكثير من الحقوق الخاصة و العامة ، فضلا عن تعقيد العملية القضائية و تعكيرها ، الامر هذا لا يتوقف عند حد هذه الثنائية بل يتجاوزه إلى أن غياب الوعي هذا ساهم بشكلٍ كبير في بناء علاقة سلبية بين الكثير من المواطنين ، بل و بعض الجهات الرسمية و غير الرسمية بينها وبين السلطة القضائية ، و الامثلة على ذلك مما لا يمكن حصره ، ففي الوقت الذي تتفاعل لا سباب متعددة باقي السلطات مع الجمهور العام و يتحقق عبر ذلك مستوى ما من الوعي و المعرفة ، يغيب هذا بشكل كبير مع السلطة القضائية ، و من آجل تجاوز كل ما ذكرناه لا بد من صناعة وعي قضائي يتشكل بموازاة المتوقع من السلطة القضائية في هذه المرحلة التي تحدثنا عن مفرداتها الصعبة  ، خاصة فيما يرتبط بإبتزاز الناس في دوائر الدولة ، و كذلك معرفة الحقوق و الواجبات ؛ و كيفية الاحتماء بالقضاء ؛ و تجنب المخالفات و الاخطاء .

أحدث المقالات