بعد 13 عام من تغيير نظام الحكم في العراق وتدخل أمريكا في صناعة وحل كافة المشاكل والازمات التي يمر بها العراق، استنزفت امريكا كافة الحلول امام معالجة مشكلة القضاء على تنظيم داعش حيث ان القناعة الامريكية استقرت على أن هناك عجزا غير قابل للمعالجة في استمرار الحكم وفق الوضع الحالي، وبات اعلان الاقليم السني ضرورة ملحة لابد منها باعتبار الاقليم هو الحل الوحيد للقضاء على فكر التنظيم الارهابي الذي بات يهدد السنة أكثر من غيرهم.
ومنذ أكثر من عام حرصت أمريكا على ترتيب عدد من الاجتماعات واللقاءات مع سياسيين وشيوع عشائر وأصحاب قرار في الشارع السني، من أجل توحيد وجه نظرهم بشأن اعلان الاقليم.
فكرة إقامة اقليم للسنة أصبحت من أولويات واشنطن بشرط ان لا يحمل أسماً يدل على طائفة معينة أي ان لا يحمل اسم “الاقليم السني” وسيكون الاقليم بإشراف أمريكي ويتخذ من محافظة الانبار مركزاً له، على ان يضم للإقليم كل من محافظة صلاح الدين بالمرحلة الاولى ومن ثم محافظة ديالى، ومن بعدها محافظة نينوى بعد إكمال عملية تحرير الموصل خاصة بعد تعهد أمريكا بالقضاء على داعش من خلال خطة محكمة لم تستغرق شهرين من الوقت بحسب ما تعهدت به أمريكا، وبشأن رئاسة الاقليم ستكون من حصة محافظة الانبار والرئيس سيكون وجهاً جديداً لم يتسلم أي منصباً تنفيذياً أو تشريعياً مسبقاً في العراق.
وتم الاتفاق حسب التسريبات على انشاء جيش حرس الاقليم وتم وضع اللمسات الاخيرة على تكوينه من قبل الجانب الامريكي وتعهدت احدى الدول العربية على تدريب جيش الاقليم خلال مدة 8 أشهر كحد أقصى وبأشراف وتجهيز أمريكي ووصل عدد المتطوعين الى جيش الاقليم أكثر من 15 ألف متطوع غالبيتهم من محافظة الانبار.
كما وتعمل أمريكا منذ أشهر على اقناع جميع المعارضين لفكرة انشاء الاقليم من الاطراف السنية العراقية ومن لم يقبل بالترغيب سيقبل بالترهيب لان الادارة الامريكية جادة جداً هذه المرة وتم تشكيل خلية عمل تتخذ من السفارة الامريكية في بغداد مقراً لها، وبشأن اعادة اعمار الاقليم فقد اخذت أمريكا ضمانات من عدة دول عربية وفي مقدمتها دول الخليج، وقد ركزت امريكا على اعادة اعمار محافظة الانبار في المرحلة الاولى كونها جاهزة للعمل دون معوقات جوهرية في اشارة واضحة على ان أمريكا ستعمل على اعادة هيكلية القوات الامنية في محافظة صلاح الدين وديالى خاصة بعد دخول الحشد الشعبي الى تلك المحافظتين وهذا ما ستعمل أمريكا على تصفيته قريباً بحسب مراكز الابحاث القريبة من واشنطن.
ومن يشكك بدور أمريكا في انشاء الاقليم الذي سيتم اعلانه فجأة وبدون سابق أنذر فاليتذكر جيداً ان أمريكا لحد هذه اللحظة هي الراعي الرسمي لتشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 ولحد هذا اليوم، وهذا ما يشير ان القرار السياسي العراقي لم يعلن إلا بعد ان يطبخ بالمطبخ السياسي التابع الى أكبر سفارة في الشرق الاوسط وهي السفارة الامريكية في بغداد، الدور الوحيد للحكومة العراقية هو توقيع كتاب تحويل محافظة الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى من محافظات مرتبطة بحكومة المركز في بغداد الى إقليم ذات حكم ذاتي شبه مستقل ومن ثم اعلان الخبر على شاشة قناة العراقية.