الصراخ نقطة الضعيف، أما منطق القوي، فالإجابة بهدوء وسكينة، وكلام القوة بمقتضى الحال، نسميه بلاغة، بمعنى الحجة الواضحة بحلة لينة، وهو ما قصده أمير البلاغة، والفصاحة الإمام علي (عليه السلام) بقوله: ( حزم في لين)، فالصامتون الأقوياء، هم مَنْ يراقبون، ويأخذون إنطباعاً وافياً، ثم يطلقون إجاباتهم على شكل إضاءات، أو إشارات مختصرة بالغة، فيحتاkالأعداء بكيفية تفكيك شيفراتها، وهو المطلوب.
الأسرة اللبنة الأولى للمجتمع، ولها قطبان في الحالة الطبيعية، الأول الأب صاحب القيادة، بفنه المؤثر على بقية العائلة، والقطب الثاني الأم صاحبة الإدارة، وبين تنظيم مناسب، وتخطيط موضوعي، تستطيع الأسرة مواجهة التحديات، ومعالجة الأزمات، وبتعاون طرفي الخيمة بأبوتها وأمومتها، وهذا ما فعله السيد باقر جبر، في وزارة النقل التي إستلمها محطمة الأطلال، بمديريات تدر أموالاً طائلة، لكنها ضائعة بلا هوية.
السيد باقر جبر الزبيدي وزير النقل، لديه مقومات الكيان الجامع، للقيادة والإدارة، لذا ترشحَ لرئاسة الوزراء منذ سنوات مضت، وأستوزر مرات لوزارات مهمة، وهذا لم يأت من فراغ، بل بسبب المؤهلات والإستعدادات، من حيث المشروع مع الشعب، والأدوات التي يمتلكها، أما كلاب التسقيط السياسي، فتراهم يخافون منه، لئلا يؤخذ منهم جمهورهم العاشق للأكاذيب، فمنطق القوة متوهج، لدى الوزير القوي بلا صراخ.
وزير يصفر الأزمات، ويهدىء الأوضاع، يعمل بصمت منتج بلا قلق، ولا ينظر لما يتحقق بوزارته، من خلال رجاله العاملين في هذه المؤسسة، بل من خلال المخالفين له، ثم يقوم بإجراء دراسة مقارنة، ليحقق الإصلاح دون مشاكسة، فصغائر الامور لا تهمه، لأن مشروعه مع الشعب مستمر، ولن توقفه ماكنة الإعلام الأسود، فتسقيطها دليل فشلها، للنيل من رمز وطني مجاهد، كالسيد صولاغ!
أهم ما يميز عمل السيد وزير النقل، باقر صولاغ الزبيدي، هو أنه يراجع ولا يتراجع، فحجم المنجز هذه الأيام كبير، قياساً لما كانت عليه الوزارة سابقاً، ومع ذلك ترى الأبواق مأزومة، من النجاح المتحقق، في النقل الجوي والبحري، ويركز على توافه الأمور، ويترك الإنجازات التي تخدم شرائح، يبلغ تعدادها بالملايين، لذا يا صولاغ: دعكَ منهم، وامضِ بتميزك في القيادة والإدارة معاً.