17 نوفمبر، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

رأس مسجى بلا جسد أنتج أمةً!

رأس مسجى بلا جسد أنتج أمةً!

لكل زمان أحداثه ورجاله، ولكل مكان مميزاته، وبما أن القليل منا مَنْ يقرأ، والنادر مَنْ يفهم كما قيل قديماً، فالمحن التي تتناقلها أجيال العراق، من عصر الى أخر كثيرة جداً، ففي حكم الطواغيت يحصل، أن الكهنة يأكلون اللحم، أما الفقراء يعيشون على فتات الخبز، ويغضون النظر عن صراط علي المستقيم، عليه إمشوا في مناكبه، وإجعلوا ميدانكم أنفسكم، في خدمة الوطن والمواطن، وهذا ما تطلبه المرجعية الرشيدة اليوم.
المرجعية الرشيدة، بإعلانها فتوى الجهاد الكفائي، كانت أكثر تأثيراً من قعقعة السيوف، وطعن الرماح، فالعالم والإعلام يتوجه لخطبة يوم الجمعة، لتؤشر بوصلة مسار العملية السياسية، لأنها صمام الأمان، التي يعيش في ظلها العراقيون، فلولا فتواها الربانية لأستبيح العراق أرضاً وشعباً، وكأنه ميدان مضطرب بالعنف الطائفي، والتناحر المناطقي، وقد حذر منه زعيم الطائفة الأعلى، الإمام محسن الحكيم (طاب ثراه)، في أتون صراع وجود الإسلام، ضد تيارات الكفر والإلحاد.
هناك مستقبل يفضي، الى مقدار كبير من التفاؤل الحقيقي، والعمل الواقعي المتفتح، الذي تعاملت به المرجعية الرشيدة، بإعتدالها الوطني والعقائدي، حين أكدت وبقوةً، بإن القلوب مراكز إستقطاب طبيعية، مملوءة بالشحن الوجداني، والولائي، للمنهج الحسيني الأصيل، سيما بعد أن أوجدوا حلولاً ذكية عميقة لمشاكل البلد، بعيداً عن منهج العمل المنفرد، بل كانوا على مستوى الأحداث، التي ألمت بالعراق، فكان التركيز والتكثيف، على نشر مفاهيم وحدة الخطاب، ورص الصفوف، أينما كانت.
مراجعنا العظام ذاكرة مليئة بالشهادة، والغيرة على الوطن، ووحدته، وكرامته، ويشهد لهم، حين عارضوا بشدة أنظمة القمع، والظلم، وخلقوا بدايات جديدة، لنهوض العراق، بعدما غطى ظلام الدكتاتور البعثي ليال العراقيين يومياً، وهي متشحة بالسواد، والألم، ومثلوا بحق المدرسة الحسنية، التي هيأت الأمة للتغيير، والإصلاح، في أمة تعلق أملها عليهم، فهم من سلالة أباة الضيم الحسينية الخالدة، حتى أكدوا، أن العراقيين كلهم في دائرة واحدة.
ختاماً: المرجعية الحكيمة، تلك المؤسسة التي تغلي وتثور، إشعاعاً بالعلوم والمعارف، والعقائد، تمثل ملحمة متواصلة من الفتاوى الحسينية، المرتبطة بمفهوم الحرية الحمراء، من أجل الإسلام، ولم تشأ أن يكون نصرها عاجلاً يختفي سريعاً، بل أرادوا لنصر العراق، أن يصبح نصراً خالداً، وشاملا ًمحركاً لأجيال الحاضر، لصناعة أمة عظيمة في المستقبل، وكل هذا، والمرجعية تتمحور في فُلك الرأس المسجى بلا جسد، حين أنتج أمة، تنسج الحرية والكرامة خبزاً!

أحدث المقالات