20 ديسمبر، 2024 4:55 م

ما هي الحروب الشاذة التي تعيشها مهنة المحاماة (ج11)

ما هي الحروب الشاذة التي تعيشها مهنة المحاماة (ج11)

تكملة لمقالاتنا السابقة، نتناول المحور الحادي عشر في الحروب الشاذة التي تعيشها مهنة المحاماة، وهو:
المظهر الخارجي للمحام:
المحاماة مهنة جليلة القدر بجلال رسالتها، وعلى من يزاولها أن يكون جديراً بحمل لقبها، فالمحامي نبيل بتصرفه، سليم في سلوكه، حسن في مظهره، فالتصرف الحسن في العمل والملبس والمعاشرة يضفي على المحامي مظهر الوقار والاحترام، وحرص المحام على المظهر العام، لهو أمر مهم جدا جدا فالبدلة والرباط بالنسبة للمحامي، هي أحد أهم أدوات عمله التي تجبر الجميع على احترامه؛ سيما قد لاحظنا هناك محامين يلبسون الجينز والقديفة ويمارسون عملهم، وحسنا فعل السيد نقيب المحامين الحالي عندما منع ارتداء تلك الملابس، أما بالنسبة لزميلاتنا المحاميات فأهم شيء الملبس المحتشم وعدم المبالغة في الزينة والبهرجة كمبدأ عام، والقاعدة العامة في المظهر الخارجي للمحام، هي:
((البس ما يليق بك كمحام ولا تبتذل في السلوك فانه يقلل من هيبتك))
دائما ما يصدر الأخريين أحكامهم على الطرف الأخر من خلال الملابس التي يرتديها فهي التي تظهر مبادئ الشخص التي يؤمن بها، ومما لا شك فيه أن قدرة المحامي على إقناع الآخرين بما يريده ترجع أساساً إلى قدرته على التأثير والسيطرة على الآخر، والتي تعتمد على ما يرتديه المحامي من ملابس والتي توحي بهيبته ونفوذه وجدارته وكفاءته في عمله مثل الملابس الرسمية، ويجب أن تكون ذات ألوان توحي بالقوة والسيطرة كالأزرق والأسود والرمادي الغامق.
وعلى المحامي ان يكون واثق الخطوة مزهوا بمشيته، وان يكتسب هذه الصفات لتصبح جزء من شخصيته، وعلى المحامين ان لا يبقوا منشغلين بأعمالهم غير مكترثين بصحتهم، وما ينبعث من روائح من جسدهم وأفواههم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه)، وعلى المحام ألا يضحك ضحكا ً له صوت عالٍ، وإذا ضحك يكون ضحكه تبسماً.
كما أنه على المحامي المقنع أن يترجم وبخفة كافة الظواهر المحيطة بالشخص وخاصة مظهره الخارجي بالشكل الذي يمكنه من معرفة الشخصية المقابلة والتحكم في سلوكها وإيصالها إلى الهدف الذي يسعى إليه.
وهناك الزامية على المحام مراعاتها عند دخوله المحكمة للدفاع عن موكله او رعاية شؤون موكله القانونية؛ عليه، ارتداء البدلة المهنية(روب المحاماة) بالنسبة للمحامي؛ لأنه أمر ضروري للغاية.
إن تقاليد وأعراف مهنة المحاماة تبقى قائمة في الكثير من الحالات بخصوص البدلة المهنية(الروب الأسود) للمحامي بعد فهم معنى ومغزى ارتدائها، وعلى قول احد الفقهاء(..فبدلة المحامي هي أحد عناصر العظمة التي تحيط بالقضاء اتجاه العموم كما أنها أساسية في توحيد مظهر المحامين أثناء قيامهم بمهامهم القضائية، والبدلة تبقى مع ذلك رمزا مهما يميز المحامي عند أدائه لمهامه عن المحامي أثناء حياته الخاصة وتميزه عند أدائه لمهامه عن الآخرين، والقضاء ليس قضية إدارية فقط بل هو نابع من قوة غامضة وعتيقة تحاول التمييز بين الخير والشر)، فالبدلة الرسمية للمحامي تساهم في الهالة والعظمة التي يجب أن تحيط بالقضاء، والقاضي يرتدي هو الأخر بدلة مهنية فان المحامي بارتدائه لروب المحاماة يقترب أكثر من القاضي ويتميز عن موكله، والبدلة المهنية هي في حد ذاتها حماية للمحامي؛ إذ أنها تبعد عنه التصرفات غير اللائقة، وتبعد عنه بعض المتطفلين الذين لن يتجرؤوا عليه، وبدلة المحامين جميعا(نقيبا وعضو مجلس) واحدة، تلعب دورا مهما في توحيد المظهر الخارجي للمحامين ودليل على المساواة باعتبار إن بدلة النقيب لا تختلف عن بدلة أي محام اخر.
وهناك ضرورة على النص في مشروع قانون المحاماة الجديد على مادتين: الأولى تتعلق بمظهر وببدلة المحامي، والثانية، تتعلق معاقبة من يرتدي روب المحاماة لإيهام الناس؛ وعلى الشكل الاتي:
مادة(  )
“يتعين على المحامي ألا يحضر في قاعة الجلسات بجميع المحاكم إلا بالرداء الخاص بالمحاماة، وعليه دائما، أن يتخذ من سلوكه ومظهره ما يدل على احترامه لهيئة المحكمة وألا يبدي كل ما من شأنه أن ينتقص من احترامها، وأن يحافظ على أن يكون مظهره لائقا في المجتمع”
مادة(  )
” يعاقب كل شخص ارتدى من غير حق أمام أية محكمة من المحاكم الرداء الخاص بالمحاماة أو بدلة تشابهها يمكن أن توهم انه يزاول مهنة المحاماة بالعقوبات المنصوص عليها في جرائم النصب والاحتيال”
فلا يصح بمقتضى هذا النص أن يظهر المحامي بمظهر مخالف للعرف كأن يأتي إلى المحكمة بالثوب العربي أو الثوب الغربي، لان ارتداء هذا اللباس برأي، يعتبر مخالفاً للعرف في العراق، وبالتالي يعتبر المحامي المرتدي هذا اللباس غير موقر لهيئة المحكمة، وعلى المحامي أن لا يرتدي روب المحاماة عندما يترافع في قضيته الشخصية أو عندما يؤدي شهادة عن وقائع خارجة عن نطاق المهنة، والمحامي في مكتبه لا يسمح له بارتداء روب المحاماة عند استقبال زبنائه حتى لا تفسر بانها؛ للتأثير والضغط على الزبون، بل عليه ان يرتدي بدلة المدينة(قاط ورباط)، ولا يحق للمحامي ارتداء روب المحاماة أو المشي به بالشارع؛ باستثناء أثناء تشييع جنازة احد المحامين أو المشاركة في مظاهرات أو اعتصامات تقيمها نقابة المحامين، ولا حاجة للتذكير بان البدلة المهنية(الروب) وما تحث البدلة يجب أن يكون في المستوى اللائق الذي يضفي الاحترام اللازم على هذا الرمز، والمحامي حينما يكون بالشارع، عليه أن يضع البدلة المهنية(الروب) بمحفظته احتراما لها ولرمزيتها باعتبار إن الكلام عن البدلة هو في نفس الوقت كلام عن مهنة المحاماة؛ لان البدلة ترمز إليها والى قدسيتها، وقد أبى ملك المغرب محمد السادس ألا أن يرتدي البدلة المهنية للمحامي، وهي دلالة على عظمة مهنة المحاماة وعظمة بدلة المحامين.
تأثير المظهر الخارجي على مصداقية المحامي:
 عندما نقابل شخصا للمرة الأولى فأننا نقيم هذا الشخص وأسلوب تعاملنا معه من خلال السلوكيات التالية:
 الف- ننظر إلى وجه الشخص نظرة تفحص وتمعن.
 باء- ننظر إلى هيئة الشخص.
 جيم- نمعن النظر في الملابس التي يرتديها ورونقها.
 دال- نصغي إلى نبرات صوته.
هاء- مصافحة الأشخاص.
 واو- الاستماع إلى كلام الشخص.
الانطباع الأول يرسخ في ذهن الأخريين ويبنى على أساسه سلوكيات وطريق التعامل التي تتفق وهذا الانطباع.
 – إن مظهر المحامي الحسن بلباس يليق بطبيعة المهنة وكرامتها ونظراته التي تعكس شخصيته ونبرات صوته الواضحة البليغة والقوية ومصافحته دوماً للأشخاص بشكل ينم عن الود والتواضع وقوة الشخصية واستماع المحامي وإصغائه الجيد للأخريين وتفهمه لقولهم وطلباتهم هو بلا شك الوسيلة والخطوة الأولى الناجعة لكي يكون المحامي من المقنعين المميزين.
 – يجب أن يظهر المحامي دوماً بمظهر صحي معافى وألا يتعامل مع الأخريين في الفترة التي تكون فيها حالته الصحية غير جيدة، لأنه وعندما يلجئ الآخرون إلى المحامي لاسترجاع حقوقهم ولكي يقوم بالدفاع عنهم فأنهم يرسمون له في أذهانهم صورة الشخص قوي البنية قوي الإرادة فصيح اللسان الذي يستطيع أن ينتزع لهم حقوقهم من غاصبيها وبالتالي لا يجوز أن تهتز هذا الصورة في أذهانهم بأن يظهر المحامي حالات ضعفه الصحية ويجب أن يتحاشى الاختلاط بالموكلين خلال تلك الفترات.
 كيفية استخدام المحامي لغة الجسد للتأثير على الآخرين
 الف- يجب على المحامي أن يواجه الآخرين بقوة وثبات مع الابتسامة في وجه الأخريين لكونها من أكثر التعبيرات تأثيراً على الطرف المقابل.
باء – يجب على المحامي أن يكون صريحاً في حديثة، متفتحاً في سلوكه، يتسم بدفء المشاعر، وأن يتلقى مقترحات الآخرين بود وعطف للاستحواذ على ثقتهم وحبهم.
 جيم- يجب على المحامي أن يكون موجزاً في كلامه.
دال – يجب على المحامي أن ينظر إلى الأخريين بإمعان، وإن يعتدل في جلسته على الكرسي، وإن يضع يديه على ركبتيه؛ فهذا السلوك يظهر اهتمامه بالطرف الأخر وعلى إنصاته له، ويجب أمعان النظر بالطرف الأخر لإظهار الاهتمام والعطف، ويجب على المحامي أن يمعن النظر في الهيئة القضائية، وأن يمازحهم أن أمكن لان ذلك مدعاة للطمأنينة واستمالة العطف وتحقيق الإقناع.
 هاء- يجب على المحامي وفي بعض الأحيان أن يقوم بالربت على كتفي الطرف الأخر وأن يصافح الأخريين لأن المصافحة من أكثر وسال التواد بين الأشخاص ويجب أن تكون المشاعر معتدلة أثناء المصافحة، وألا تزيد مدتها عن خمس ثواني فقط ثم تحرر اليد.
واو- يجب على المحامي أن يهدئ من انفعالاته وأن يعتدل في وقفته أمام الناس، ولا يبدو متبرما أو قلقاً أو أن يتحرك حركات عشوائية تدل على التوتر والقلق.

أحدث المقالات

أحدث المقالات