نعى المرصد العراقي للحريات الصحفية الصحفي القدير والبارع المرحوم فائق روفائيل بطي الذي غادر دنيانا بعد عمر من الكفاح السياسي والأدبي في ساحة من سوح العمل الصحفي، فكان عطاؤه في السياسة والأدب مرتبطا بعمله الصحفي وإبداعه في هذا الميدان ومنذ ولادته في العام 1935 ونشأته في كنف أسرة بطي الصحفية حيث الوالد المعطاء السيد روفائيل مؤسس صحيفة البلاد التي كان تصول وتجول في العهد الملكي، وترك بصمات في ذاكرة الصحافة العراقية، وكان ذلك سببا في نشأة مختلفة جعلته في مصاف الصحفيين البارعين والقادرين على الإبتكار وكان واضحا كل ذلك في مؤلفاته التي صدرت خلال العقود الماضية وتلك التي صدرت عن دار المدى.
حصل فائق بطي على الدكتوراه من الجامعة الأمريكية في القاهرة وعاد الى بغداد في عهد زعيم إنقلاب 1958 عبد الكريم قاسم ورأس تحرير صحيفة البلاد ، حصل بعد ذلك على الدكتوراه من جامعة موسكو وفي إختصاصات صحفية، لكنه غادر ثانية وبقي في الخارج يتنقل بين العواصم ليعيش لفترة في الولايات المتحدة وبريطانيا، وأصدر العديد من الكتب المهمة من بينها ( الوجدان، صحافة الأحزاب، ذاكرة وطن، ذاكرة عراقية، الصحافة اليسارية) ولم يترك تاريخ والده المثير والحافل فأثرى المكتبة الصحفية وأفاض في مؤلف عن سيرته الشخصية.
رئيس الجمهورية السابق السيد جلال طالباني كان من أول الرؤساء العراقيين إهتماما بالراحل فائق بطي وعينه مستشارا صحفيا في ديوان الرئاسة العراقية، رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم نعاه بكلمات مؤثرة تقديرا لإسهاماته وحضوره الإبداعي والقيمي، كذلك فعلت الأوساط الصحفية والأدبية، ويعد فائق بطي من مؤسسي نقابة الصحفيين العراقيين وقد نعته النقابة، وعدت رحيله خسارة جسيمة لايمكن تعويضها.
تحية لروح الراحل فائق بطي الذي تعلمنا منه الكثير وترك لنا الكثير من الإبداع والعطاء وهو ديدن الرائعين في مسيرة الحياة التي لاتتوقف لكن حركتها الثرة بحاجة لتدوم الى أمثاله ممن يملكون الثقافة الواعية والقدرة والبراعة على صناعة الأفكار والأحداث وتوثيقها ورسم معالم المستقبل الأفضل للأجيال التالية