23 نوفمبر، 2024 7:34 ص
Search
Close this search box.

تزييف الوعي

الاعلام وظيفته تعرية الأحداث والمواقف ، ان لا يكون هنالك شيء اسمه سري ، توعية الجماهير ، دعم الروح الوطنية ، اي المساهمة في بناء ثقافة الفرد ، حيث تشير الإحصائيات الى ان ٧٥ ٪‏ من التعليم الحديث يتم عن طريق الاعلام ، وخصوصاً التلفزيون ، وهذا يوضح خطورة وظيفة الاعلام على الدولة والمجتمع اذا ما استغل استغلالاً خاطئاً ، او كان مدفوعاً من جهات تريد الأضرار بالوطن
المجتمعات تقاد بنظرية كهف أفلاطون ، فالمجتمع لا يرى الا ما يراد له ان يراه ، وحتى الحقائق عندما تظهر ، فستظهر بوقت محدد مسبقاً ، ومعد مسبقاً ، واغلب الحقائق اريد بها باطلاً ، فلم تظهر لانها حقيقة ، وانما لانها ستضر بمصلحة زيد او عبيد
ويتم إقناع المجتمع بنظرية التنافر الوجداني ، فلا يمكن ملئ ماهو مملوء ، وهذا من سَنَن الكون ، يتم الهجوم على كل ماهو مقدس في حياة الفرد ، او يحضى بمكانة جيدة في حياته ، عن طريق التضليل والفبركة وغيرها من الوسائل ، حتى يصل الفرد الى مرحلة فقدان الثقة بكل ما يحيط به ، فيصيبه الضياع ، ويأخذ بأي معلومة توجه تعطى له على انها دوائه ، فينساق حيثما رُسم له
اعلامنا معضلتنا ، تهويل للأحداث ، انتقاد غير موضوعي ، نشر اليأس والسلبية ، افتعال احداث ، تزييف الوعي ، ممارسة الطائفية حتى على مستوى الطائفة الواحدة ، تهويل للأخطاء ، وتهويل الفساد
وبكل ما تقدم فأنها حرب نفسية ، قد يظن أشباه المثقفين ان الحكومة هي المستهدفة ، وهذا شيء إيجابي ، لانها تستحق ما يجري لها ! ، ولكن في حقيقة الامر ان الشعب هو المستهدف ، فالحروب النفسية توجه للحكومات على نطاق ضيق وبسيط ، والمستهدف الرئيس منها هو الشعوب ، ومن ينظر الى واقع المجتمع سيرى ذلك ، ولا يحتاج الى اكتشاف ذلك متخصصين ، المجتمع فاقد للأمل ، وخائف ، ووسيلة دفاعه السب والشتم ويدعي الفضيلة ! ، تم استهلاكه وأصبح منتهي الصلاحية ، لا يستطيع التقدم خطوة واحدة للأمام بسبب سلبية أفكاره ، او بالأحرى سلبية الافكار الإعلامية المترسخة في عقله ، وكل ما تقدم ليس حقيقة وانما اعتقاد ، الاعتقاد الذي رسخه الاعلام الفاسد بحجة الوطنية والخوف على مصالحه ، وادق وصف لحالة اعلامنا هو مقولة الكاتب الامريكي غريغ بالاست ( الاعلام يبول على أقدامك ويقنعك بأنها تمطر ) ! .

أحدث المقالات

أحدث المقالات