الفشل المستمر ، والأصرار عليه ، لا يُسمى فشلا ، بل أمر مُتَعَمّد ومبيّت ، والسرقات الفلكية التي افقرت أغنى بلد في العالم ، عمل ممنهج من أختصاص المافيات الحكومية ، التي تمثل جميع الكتل والتيارات والأحزاب ،وقد سلكت نهجا واحدا موحدا ومنسقا ، لتدمير البلد وأفقاره وأضعافه ، وأن من يهمل خطر سد الموصل ، فيبدو وكأنه غباءً ، رغم صيحات التحذيرات ، لا يعد غباء أو أهمالا ، انما أمر خُطط له ! لأغراقنا بالماء هذه المرة ، بعد أن أغرقونا بالفساد والأهمال ، والدماء والتهجير والفضائح ، والا فماذا ترجو حكومتنا من أهمال الآليات وغياب الاستراتيجية للسيطرة على مواردنا المائية ، ولفترة طويلة ، خصوصا ان كانت منابع مواردنا المائية ، تنبع من دول غير جديرة بالثقة أطلاقا ، ولها تاريخ حافل طويل بالتلويح بسلاح العطش ، وشعار (النفط مقابل الماء ) ! ، هذا الأهمال ، جعل من مواردنا المائية ، تترنح بين الجفاف ، وطوفان نوح !.
أن من يتجاهل التظاهرات ومطاليبها ، ويسعى لدفن الكلمة الحرة مع قائليها ، لا يعد جهلا ، انما أمر دبر لأستهلاك تلك التظاهرات وتمييعها ، وبالتالي تمرير مخططات التقسيم وقرارات الأنبطاح ، مع استمرار التبعية والذل والسرقات والأهمال .
أن غياب الخدمات والأمن المزمنين ، بشكل لم يعد منطقيا ولا عقلانيا ، جعل الشارع العراقي يعتقد اعتقادا راسخا ، أن الحكومة تحرص على الأبقاء عليه ، لأشغال المواطن العادي بمصائب حياته اليومية ، وبالتالي ألهاءه عن النهب والسرقات والصفقات الجهنمية الأخرى !.
وماذا ترون في رموز تحكمنا وهي ترى شياطين السلطة على انهم حكومة ملائكية ، وماذا تقولون عمن أدخل (داعش) ، وسحب الجيش ، ثم تمييع التحقيق في جريمة كبرى كهذه ، اين نتائج تحقيق (سبايكر) ، والمؤامرات على أراضِ مطاراتنا ، وما مدى هذه الأستخفاف بأرواح أبناء البلد ، وماذا تقولون لمن أهمل الزراعة والصناعة ، وماذا تقولون في بلد ربع سكانه تحت خط الفقر ، وربعه الأخر مهجر ! ، عدا ملايين المهاجرين في منافي الأرض !
ماذا تقولون في سياسيين ، حوّلوا الهزائم والقرارات المتخبطة ضد أرادة الشعب ، الى مكاسب شخصية تُسجّل لصالحهم ، لأحراز نجاح كسيح يضاف الى سيرتهم الذاتية الملطخة ، فتراهم يطلون علينا ، بوجوههم المتهللة ، يزفون لنا خبر أفتتاح السفارة السعودية في ظرف قاتم وحساس ومتوتر ، أو بشرى موافقة صندوق النقد الدولي على أقراضنا مالا يعادل (خردة ) في جيب أي برلماني أو وزير ! ، وجميعنا يعلم أن الثمنَ والتبعات باهضة ، فهذا المصرف أسوأ من (شايلوك) المرابي في مسرحية شكسبير (تاجر البندقية) ! .
وعد الحكومة بالأصلاحات ، لا يعدو سوى استبدال غول بغولٍ آخر ، أو اللجوء الى بتر ذيل وزغ الفساد ، لينمو له بعد ذلك ، بدل الذيل ذيول ! .
واذا كان الشعب معزولا ومحيّدا تماما ، عن كل قرارات السلطة ، ولا يؤخذ بآرائه حسبما نص به الدستور ، فمن الذي يحكم ؟ ، ولصالح مَن ؟، هذا هو السؤال الكبير .
حكومة بتصرفات مريبة وظالمة ومتخبطة ، خاضعة لكل شيء حتى ان كان همسا ، لكنها لا تسمع صرخات مطالب الشعب ! رفعت الدعم عن المواطن في كل نواحي حياته ، ورمت بكل ثقلها على كاهله المنهَك ، وتوجهت توجها محموما الى الجباية ورفع الأسعار ! حكومة ، كل قراراتها ضد المصلحة العامة وضد الرأي العام ، حتى تآكلت تماما ما يسمونه (الديمقراطية) ، التي تعني (حكم الشعب) ، والشعب منها بريء ! ، ومع كل ما سبق ، لا يوجد سوى استنتاج أن للحكومة تخطط للقضاء على الشعب ! رافعة شعار (الحكومة تريد اسقاط الشعب) !