22 نوفمبر، 2024 7:48 م
Search
Close this search box.

عز يعرب بينهْ اتعيدونهْ

عز يعرب بينهْ اتعيدونهْ

هذه الاهزوجة رددها الشعب العراقي في احدى محافظات الجنوب، حين استقبل الملك فيصل بعد ترشحه للمنصب، وانسحاب شيخ المحمرة خزعل خان، لانه رأى ان لاينافس احدا ينتمي للرسول محمد (ص)، كانت الجموع غفيرة جدا، وتردد عز يعرب بينه اتعيدونهْ، لكن هناك في الدائرة البعيدة ردد الناس هتافا مختلفا، ظنا منهم انه الهتاف الرئيس، فقاموا يدورون ويهزجون: ( اليزر…. وين تودونه)، ولعمري ان رئيس حكومتنا العظيم هو من يثرد ابصف الماعون، كما هزج هؤلاء من بعيد، هذا الرجل حيرني كثيرا، في المهمات يبتعد عن الساحة، وهو يفعل مالا يقول، صدع رؤوسنا ان مرتب الموظف خط احمر، وبالنتيجة صار مرتب الموظف خطا اخضر، متاح لكل من اراد اللعب فيه، استقطاعات غير متوازنة بيد مسؤولي الرواتب في مديريات التربية الفاسدة بالذات، موظف يتاقضى مرتبا قدره 1600000 الف دينار وخدمته اكثر من 34 عاما، يستقطع منه مئتا الف دينار، وموظف مرتبه 1000000 يستقطع منه مئتان وستون الف دينار، مع الفارق الواضح في المرتب.
المهم ان الرجل لم يقل اننا سنقطع ربع مرتب الموظف في بداية الازمة، ولكنه اقتطع اكثر من هذا المبلغ، في الجامع المجاور هناك تبرعات للحشد الشعبي، رجل جالس، طلبوا منه التبرع فقال: انا اقتطعوا من مرتبي ثلاثة في المئة، وهناك عشرة في المئة للتقاعد، علما ان عمر الموظف العراقي لايتجاوز 63 سنة، اي انه يموت بعد التقاعد بفترة قليلة، ودققوا سجلات المتقاعدين وسترون كم هو حجم الفضائيين هناك، وهناك استقطاع جديد 13 في المئة، هذا ضريبة، اضف الى ذلك ضريبة الماء والكهرباء التي صارت خيالية، للمولدة الاهلية 100 الف دينار، وللكهرباء اللاوطنية 230 الف دينار، ماذا بقي من المرتب؟ ايها العبادي العظيم، وتترك شركات الهاتف النقال لا تتقاضى منها المبالغ المترتبة على عقودها مع الدولة.
السياحة الدينية ملك للدولة العراقية، وليست ملكا للوقف الشيعي او السني، افهم يا اخي نحن دولة ولسنا قبائل، وماتدره السياحة الدينية يستطيع ان يمول مشاريع كبيرة، اتعرف يا ايها الدكتور، ان ميزانية العراق الرئيسة في الاربعينيات كانت تأتي من تصدير التمر وليس النفط، لماذا تهملون الزراعة، والعراق غني بزراعته وارضه منذ القدم، انت دكتور وطالما سخرت انت ومن معك من النائب ضابط حسين كامل حسن، لانه وزير ولم يكمل الاعدادية، تعرف مقولة حسين كامل الشهيرة لصدام: لقد انشأت الجسر ذا الطابقين بطن من الورق الابيض وعدة براميل من الحبر، تعرف ايها الرئيس الذي لايريد ان يعالج شيئا لينزوي بلا تصريحات ولاتلميحات، كم مشكلة ستخلق بين المدين والمدان، وكم سيذهب ضحية سياستك الاقتصادية الفاشلة التي صارت نقمة برؤوس الموظفين الصغار فقط.
طباعة العملة بداخل العراق للاستهلاك المحلي، نجحت بزمن صدام، الذي بنى سياسة اقتصادية لثلاث عشرة سنة بلا تصدير للنفط، وكان يعتمد على نصائح الاقتصاديين فقط، ماذا لوطبعت عملة، تخشى من التضخم، ليس هناك تضخما، بمجرد ان يرتفع برميل النفط، ويستقر الاقتصاد ويعود القطاع الخاص ينتعش، تستطيع وبسرعة ان تقضي على التضخم، لاتستمع الى الديناصورات الذين تعفنت عقولهم واجسادهم ويتقاضون مرتبات خيالية، عليك ان تطبع عملة عراقية رصينة عصية على التزوير، وان تشرع ببيع الاراضي الزراعية للفلاحين وتشجيعهم، وتعطي بعض الوقت لاصحاب بساتين النخيل، تحرك سريعا ولاتعتمد على مرتب الموظف ، لانه الوحيد الذي سيسحب منك رئاسة الوزراء، وبعدها ستردد: ( اليزر… وين ايودونهْ).

أحدث المقالات