كثر الكلام حول مفهوم وﻻية الفقيه في المذهب الشيعي،فذهب قائلون انها قضية ايرانية جاءت مع قيام الثورة اﻻسلامية ضد شاه ايران!وقال آخرون انها قضية مبتدعة تحاول بث اﻻسلام السياسي وفرض الهمينة على العرب(تصدير الثورة)وقال رأي ثالث: انها قضية مختلف عليها بين فقهاء الشيعة،ولم يراها اﻻ عدد قليل من الفقهاء الشيعة، وﻻمجال لتطبيقها ﻷنها تتعارض مع المدنية!وراح فريق رابع ليجعل منها نقطة اختلاف كبير بين حوزة النجف اﻻشرف وحوزة قم! وعلى اساس هذا التفسير بنوا نظريات متهافتة ﻻ تثبت امام الدليل؟!
قبل اﻻشارة الى مباني وﻻية الفقيه،يحسن بنا القول ان:ان نظام الحكم طبق مدرسة اﻻمامة يختلف عن مدرسة الخلافة التي بدأت من سقيفة بني ساعدة التي ﻻيوجد دليل شرعي يصححها!
فطبق نظرية اﻻمامة ان الحاكم بعد الرسول اﻻعظم صلى لله عليه وآله يجب ان يكون طبق النص الالهي عن طريق الرسول اﻻعظم وقد ورد النص على اﻻمام علي عليه السلام،ومدرسة الخلافة ترى الحكم بالشورى الذي ﻻ يوجدنص عليها ثم تحول في زمن خلافة طلقاء بني امية الى الغلبة والقوة فمن وصل الى الحكم بالقوة والقهر واﻻستبداد وجبت بيعته وﻻتجوز مخالفته وﻻ الثورة عليه حتى وان كان الحاكم فاسقا فاجرا!وجعلوا من الحكم وراثة وامتد الى عصرنا كما هو موجود في دويلات الخليج واﻻردن والمغرب!
النظرية الشيعية ترى طاعة الحاكم الظالم من كبائر الذنوب وترى وجوب الثورة ضده طبق الحديث الشريف الوارد عن الرسول اﻻعظم:(افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).
وفي طول المرجعية الشيعية لم تتبع ﻷي حاكم حكم بلاد المسلمين والى يوم الناس هذا بإعتبار ان هؤﻻء الحكام ظلمة مهددون لشعوبهم وﻻيقيمون العدالة اﻻجتماعية وينفذون مؤامرات اعداء اﻻسلام،والمرجع وطلاب العلوم الدينية في المذهب الشيعي ﻻيتقاضون امواﻻ من الحاكم بل مستقلون ماليا وعلميا،ومراجع الشيعة ﻻيتبعون وزراة اﻻوقاف وﻻيعينهم الحاكم وﻻيتقاضون منه رواتب وﻻيأخذون منه امواﻻ،على عكس مدرسة الخلافة (اهل السنة)فالمفتي عندهم يعينه الحاكم الظالم وماعلى المفتي اﻻ تأييد الحاكم وايجاد الحيل الشرعية له والمخارج الفقهيه كفتوى شيخ اﻻزهر بالصلح مع الكيان الصهيوني الغاصب للقدس،وفتوى ابن باز في جواز اﻻستعانة بالقوات الغربية لضرب العراق وتدميره عام 1990،ويطلق على هؤﻻء تسمية وعاظ السلاطين!
وﻻية الفقيه ثابتة في ثقافة المذهب الشيعي ويطلق عليها الوﻻية العامة،وتختص في ملأ الفراغ(المستجدات التي لم يأت بها نص شرعي ولكنها خاضعة للاستباط الفقهي بما يتناسب ومصالح المسلمين العامة)وتمثل الجانب السياسي في امور اﻻمة اﻻسلامية، واول تطبيق لها على ارض الواقع كان من حوزة النجف اﻻشرف في الحرب العالمية اﻻولى عندما افتى فقهاء الحوزة وكان في وقتها اﻻمام والمرجع الشيخ الشيرازي، بالجهاد ضد اﻻحتلال البريطاني،ثم افتى المرجع الشيرازي بوجوب القيام بثورة العشرين والتي ادت الى حصول العراق على استقلاله كأول دولة عربية،وافتى اﻻمام الحكيم بالجهاد في قضية فلسطين وخصص سهما من اﻻموال لدعم العمل الفدائي،وكان اﻻمام الشهيد السيد محمدباقر الصدر يعتقد بوﻻية الفقيه المطلقة،واﻻمام السيستاني ايضا يقول بوﻻية الفقيه العامة:(حكم الفقيه اﻻعلم الجامع للشرائط المقبول لدى عامة الناس نافذ في اﻻمور التي يتوقف عليها نظام المجتمع وليس ﻷحد نقضه…ويقول كذلك:بوﻻية الفقيه اﻻعلم الجامع للشرائط المقبول لدى عامة الناس في الشؤون التي يتوقف عليها نظام المجتمع)
ان القول بوﻻية الفقيه الجامع للشرائط ليس من بدع القول او انه تسويق لنظرية من خارج الحدود كما يدعي ذلك المهرجون من انصاف العلماء او بعض مايسمى بساسة الصدفة الذين يدينون بالوﻻء ﻷمريكا وحلفائها ويتمنطقون فيما ﻻيعلمون!بل هي مفهوم عقائدي ثابت في ثقافة المذهب الشيعي،اما ان تتفاعل ضمائم الجهل مع العمالة والطائفية والعنصرية ليتكلم من هب ودب فهذا امر مردود جملة وتفصيلا،وهب ان هذا الحزب السياسي اﻻسلامي فشل في تجربته او ان ذاك السياسي الاسلامي سرق او خان اﻻمانة فاﻻسلام ﻻيتحمل المسؤولية،فالمذنب هو المرتكب للذنب واﻻسلام بريء منه!
ان صمام امان العراق هو المرجع الفقيه الجامع للشرائط اﻻمام السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الشريف،اما ان ياتيك من يريدون قومجة مرجعية التشيع من سفهاء يدعون العلم وماهم بعلماء فهؤﻻء فتنة وشر مستطير.