23 أكتوبر، 2024 11:42 م
Search
Close this search box.

مسعود البرزاني بين مشروع ألآمة الكردية ومشروعه الشخصي 

مسعود البرزاني بين مشروع ألآمة الكردية ومشروعه الشخصي 

الكرد أمة , ولكل أمة طموح , وطموح ألآمم له في بوصلة السماء ميزان , وميزان السماء هو العدالة وألآصلاح والتقوى , ولآهل ألآرض موازين أختلطت فيها الحاجة وألآهواء , وألآهواء نزوع شخصي , وأهواء النزوع الشخصي مبعدة عن بوصلة السماء لآنها خالية من ألآنصاف وألآصلاح .
والتقوى في ميزان السماء تجعل صاحبها يقبل الحق من أعدائه , ويرفض الباطل من أصدقائه .
والحديث عن طموح ألآمة الكردية التي هي جزء من ألآمة ألآسلامية , هو حديث ألآنصاف , وكل من يتحدث عن طموح ألآمة الكردية بعيدا عن طموح ألآمة ألآسلامية , أنما هو متعسف وغاو لايعرف ألآنصاف ولا يفهم ألآصلاح , ومن يفتقد ألآنصاف وألآصلاح يفتقد المروءة , ومن يفتقد المروءة يفقد أنسانيته وتظل أدميته تهيم على حاجاتها بغريزة ألآنعام وفعل البهائم المجرد من العقل .
ومسعود البرزاني ومن قبله والده مصطفى البرزاني وجده والد مصطفى البرزاني بفعل ظروف العالم ألآسلامي في القرن التاسع عشر والقرن العشرين وما قبلهما من القرون التي شهدت تخلف المسلمين , وغلبة بقية ألآمم عليهم , حتى صارت لتلك ألآمم خططا ومشاريعا تنبع من حاجاتهم الدنيوية : المتمثلة في السلطة وألآمن  والمال وألآقتصاد .
وسلطة تلك ألآمم لاعلاقة لها ببوصلة السماء , ولذلك راحوا يمهدون لآستمرار سلطتهم على ألآمة ألآسلامية المتخلفة والمغلوبة والتي بقيت متناثرة على شكل قبائل وواجهات مجتمعية محدودة بحدود المدينة والحارة والعشيرة .
وعائلة البرزاني من تلك العوائل القبلية التي كان طموحها لايتعدى قبيلتها وطريقة مشيختها ذات البعد الصوفي الذي أنحسرت فيه معالم التطلع الحركي ألآسلامي الجهادي وتقوقعت على ترتيل وأوراد تتغنى بمدح الرسول “ص” مما جعل الفهم الصوفي يتراجع عن شمولية الثقافة ألآسلامية وحركيتها العالمية كمشروع قيادة للمجتمع البشري .
ونتيجة الطبيعة القبلية للعائلة البرزانية الكردية تركز همها على مشيختها وأمتيازاتها , ونتيجة شيوع المظالم من قبل السلطة الزمنية سواء كانت سلطة العثمانيين , أو سلطة ألآوربيين وفي مقدمتهم في ذلك الزمان بريطانيا وفي هذه ألآيام أمريكا , وبريطانيا وأمريكا أمعنوا في بسط نفوذهم وحماية مصالحهم ومن أجل ذلك خططوا لآضعاف الوجودات ألآسلامية سواء كانت على شكل مشيخات أو أمارات أو دول , ووضعوها جميعا في خانة التبعية , وحتى تستمر التبعية وضعوا خطة التقسيم , فكانت سيفر , ثم كانت سايكس بيكو , واليوم أخترعوا ما يسمى بالربيع العربي وحماية ألآقليات والحقوق المدنية والديمقراطية , وهي كذبة عالمية لآصطياد المغفلين وأصحاب الطموحات الشخصية التي لانصيب لها في بوصلة السماء .
والذين وقعوا في شباك الصيد ألآوربي المتمثل في المحور التوراتي الصهيوني  الذي تقوده أمريكا لمصلحة أسرائيل ومشروع الدولة اليهودية الذي يلغي ويصادر مشاريع الصغار ممن تحمسوا لما يسمى بالدولة القومية , وهؤلاء خليط من العرب والكرد والترك والبلوش وألآمازيغ وغيرهم .
وحتى ألآحزاب الدينية ألآسلامية مثل : ألآخوان المسلمون , وحزب التحرير , وبعض المتأخرين ممن حسبوا على حزب الدعوة ألآسلامية والمجلس ألآعلى والتشكيلات المتأخرة الصغيرة مثل حزب الفضيلة لم يسلموا من الوقوع في خديعة أمريكا والمحور التوراتي ذات الطبيعة الصهيونية المتمثلة في ” المرمون ” الذي يشكل مشروع الصهينة ألآمريكية وألآوربية , ولذلك نرى نتنياهو يدعو بقوة الى الدولة اليهودية , في حين أن السياسة ألآمريكية في المنطقة هي تذويب وتفتيت وأضعاف وألغاء الوجودات الدينية على مستوى ألآحزاب والدول , ومن هنا نفهم أعلانهم المتأخر مع الروس على أن تكون سورية دولة علمانية ؟
والسعي لآعلان علمانية الدولة السورية مع تقوية أعلان يهودية الدولة ألآ سرائيلية أنما هو ضرب لحلفائهم مستقبلا .
وأذا كان السيد مسعود البرزاني يعتز بتحالفه مع أمريكا ومحورها , فأن هذا ألآعتزاز لايمنحه نصيبا في قيادة ألآمة الكردية التي يتمثل ثقلها العددي والسياسي في أكراد تركيا وزعيمهم عبد الله أوجلان .
وأذا كان مسعود البرزاني حريصا على أستقلال وأنفصال أقليم كردستان العراق لمصلحه حزبه ” الديمقراطي الكردستاني ” الذي فك حزب جلال الطالباني ” الوطني الكردستاني ” تحالفه ألآستراتيجي معه هذه ألآيام , فأنه سيفقد مصداقية العمل على أستقلال ألآمة الكردية وتكوين دولة للآكراد , لآن تركيا وأيران وسورية تعارض مثل ذلك وترفضه بشدة .
وأنفراد مسعود البرزاني بأنفصال أكراد العراق سيجعله يواجه معارضة كردية من الداخل ومعارضة تركمانية لها حضور لايمكن شطبه في كركوك وتلعفر وطوز خرماتو وأمرلي , مثلما سيجعل المعارضة العربية في مناطق كركوك والموصل وديالى لايمكن تجاوزها , هذا مع أشكالية الحدود والجغرافية والمياه والثروات والدستور العراقي الذي وقع عليه مسعود البرزاني والذي يقول في المادة “13” أن هذا الدستور هو القانون ألآسمى في العراق ولايجوز لدساتير ألآقاليم أن تخالفه ” ومشروع مسعود البرزاني ومشاريع التقسيم :  هي مشاريع حروب مدمرة المتضرر منها مسعود البرزاني ومن يؤيده في أنفصاله ؟
ثم أن مشروع ألآنفصال لمسعود البرزاني لايمكن فصله عن مشاريع أمريكا وأسرائيل وأوردغان والعائلة المالكة السعودية وأعراب الخليج وداعش وعصابات ألآرهاب التكفيري التي هللت لضرب أسرائيل مركز البحوث العلمية في جمرايا بالقرب من دمشق ؟ و الذين أستقبلوا مسعود البرزاني بدوافع طائفية وأخرى شخصية , وكل المشاريع الطائفية والشخصية ستجد نفسها محاصرة بمشروع الدولة اليهودية وبمشاريع الهيمنة على الغاز والبترول , وسيجلب مسعود البرزاني لنفسه ولحزبه وللكرد العراقيين اللعنة التي لاينفع معها الندم .
أن دعوى مسعود البرزاني من يأسه من الحكومة المركزية في بغداد , هي دعوى مضللة لآنه هو وحزبه ممن خالفوا الدستور العراقي , وعملوا على تعطيل النظام ألآتحادي الفدرالي , وفرضهم الكفالة وتحديد أيام ألآقامة للعراقيين من أبناء المحافظات العراقية , وأستقبالهم للمسؤولين ألآجانب ولمؤتمرات المعارضات ألآجنبية دون التنسيق مع الحكومة العراقية , يضاف الى ذلك أستئثارهم بموارد المنافذ الحدودية وتصدير النفط دون موافقة الحكومة المركزية ومنعهم الجيش العراقي من الوصول للحدود مع تركيا وأيران , كل ذلك مخالفات متعمدة لآفشال الفدرالية والسعي المستميت للآنفصال غير المبرر دستوريا وأخلاقيا ووطنيا .
أننا مع طموح ألآمة الكردية كجزء من ألآمة ألآسلامية في أستعادت كرامتها ونيل حقوقها ببركة الهدي ألآلهي , ولسنا مع الطموحات الشخصية التي تستعين بالمحاور التي خسرت رهانها مع محور المقاومة والممانعة .
[email protected]

أحدث المقالات