في كلمة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال كلمة ألقاها في مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الإسلامية الذي يعقد حاليا في العاصمة العراقية بغداد, قال ” لقد قررنا في العراق الاتحاد، ونسعى إلى تأسيس حكم رشيد على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي نواجهها ” وهنا يتضح جليا مسعى العبادي للتأسيس لحكم جديد في العراق, فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا, ماذا يقصد العبادي بالحكم الرشيد ؟
هل يقصد به حكم تفعيل وتشجيع وتطوير كفاءات ومهارات المواطنين في جميع ميادين الحياة من أجل بناء الوطن وتعزيز سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه, وهو حكم يستفيد من شرائع الأديان والبشر من أجل بناء دولة حضارية عادلة آمنة, بعيداً عن الطائفية الدينية والمذهبية, من أجل المساهمة في إقامة تعايش بشري أخوي عادل وآمن, والحكم الرشيد يؤكد من حق الإنسان الاستقلالية التامة بشؤون حياته الخاصة، في أسرته ومسكنه وماله، ولا يجوز التجسس عليه أو انتهاك حرمة خصوصياته، أو الإساءة إلى سمعته أو التدخل التعسفي في شؤونه, والحكم الرشيد؛ يسعى لبناء مجتمع دولي أخلاقي عادل راشد, تسمو فيه قدسية حياة الإنسان وكرامته, وتصان سلامة البيئة, ويتحقق التعايش الآمن بين المجتمعات, ويتمتع أبناء الشعب في ظل هذا الحكم بخيرات الأرض من غير احتكار ولا هيمنة؟! فهل يقصد العبادي هذا الحكم ؟.
أم إنه يقصد حكم رشيد بمعنى الاستمرار بالخضوع للمرجعية الفارسية المنزوية في النجف التي لقبها الإعلام الفارسي بالــ ” الرشيدة ” والت أثرت بالعملية السياسية في العراق منذ 2003 وليومنا هذا, وبسبب تدخلاتها تلك أصبح العراق على ماهو عليه اليوم , حيث الحروب الطائفية وانتشار الفساد المالي والإداري في كل مرافق الدولة ومؤسساتها, حتى بات العراق على شفا جرفٍ هارٍ في جحيم الفقر والمجاعة والإنهيار الإقتصادي؟.
فإن كان يقصد النوع الأول من الحكم الرشيد من النوع الأول فهو غير صادق في قوله لأننا لم نرَ أي مبادرة جادة منه من أجل تحقيق هذا النوع من الحكم, أما إذا كان يقصد النوع الآخر فهو صادق في حديثه, وهذا يعني إن الحكم في العراق سائر نحو الخضوع بشكل أكبر وأوسع وأوضح نحو التسليم التام والشامل لإيران الفارسية ومرجعياتها الموجودة في النجف التي لم تجلب للعراق سوى الويلات والمحن والمعاناة.
فتلك المرجعية الفارسية هي من رسمت خارطة الحكم في العراق, وهي من أوجد تلك الشرذمة القذرة من العملاء والمرتزقة الذين يسمون أنفسهم بالسياسيين, وذلك من خلال دعمها للدستور الملغوم بالثغرات التي سمحت للفاسدين بأن يسرقوا وينهبوا خيرات العراق وثرواته, وهذه المرجعية الفارسية هي من أوجبت على الناس انتخاب القوائم الفاسدة وبكل الدورات الانتخابية سواءً كانت برلمانية أو مجالس محافظات, وهي من وقفت لجانب السفاح الإيراني المالكي على مدى ثمان سنوات وحرمت التظاهر ضده خصوصاً في عام 2011م.
فالواقع يشير وبكل وضوح إلى إن مرجعية السيستاني الفارسية هي وكما يقول المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير الفضائية {{… أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان “السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد”، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم …}}.
ويبدوا واضحاً إن العبادي يسير نحو الاستمرار في حكم خاضع لسلطة المعبد الفارسي المتمثل بمرجعية السيستاني الفارسية وذلك من خلال إهماله لمطلب الجماهير العراقية بإقامة حكم مدني عادل ومنصف.