19 ديسمبر، 2024 12:19 م

أخطاء فكرية في التحليلات السياسية تهيئ لداعش والصهيونية فرصتها مؤقتا

أخطاء فكرية في التحليلات السياسية تهيئ لداعش والصهيونية فرصتها مؤقتا

لو خيرت بين أيران وداعش لآخترت داعش | يعالون وزير ألآمن الصهيوني
داعش ليست خطرا وجوديا على أمريكا | أوباما الرئيس ألآمريكي
يجب أن نتعاون مع أسرائيل وأن تتعاون معنا أسرائيل |أوردغان الرئيس التركي
الغذاء والطاقة سلاح مهم علينا أستعماله | وزير الزراعة ألآمريكي في الثمانينات
ولاية الفقيه دكتاتورية الشخص الواحد | المحللون الخليجيون وألآسرائيليون
هذه المحاور الخمسة ومعها الكثير هي مما تختزن ألآخطاء الفكرية التي تشكل معضلة العالم المعاصر , مثلما شكل التوحيد والشرك , وألآيمان وألآلحاد معضلة العالم القديم .
وتمتد تلك ألآخطاء الفكرية في حياة الناس والدول  الى الثقافة وألآمن وألآقتصاد لتصنع فريقين خصمين مختلفين في السياسة والحكم وفي العلاقة ما بين ألآرض والسماء , وهو الخطر ألآكبر الذي يهدد مستقبل البشرية والذي أفتتح بما يسمى بحرب النجوم وبمحاولة تسريب مفهوم ” الكون العنيف ” وهو نفس مفهوم العنف الخاطئ الذي أراد فريق ألآخطاء الفكرية ألصاقه بالقصاص ألآسلامي في منافسة عدائية ضد الفريق ألآيماني الذي لم يتورط في ألآخطاء الفكرية ولكن لم تسلم بعض أطرافه من ألآخطاء السياسية , وفرق كبير بين الخطأ الفكري والخطأ السياسي .
أن من يفضل داعش على أيران , أنما يفضل الشر على الخير وهي دعوى شيطانية أصطاد فيها أبليس كثيرا من الناس , ومن يفضل داعش على أيران : أنما يفضل الباطل على الحق , وأيران نعطيها صفة الخير والحق لا مجاملة ولا تحيزا , وأنما لآنها ترفع الشعار ألآسلامي ألآيماني التوحيدي وتعمل به , ومتى أنحازت عن ذلك فلا نعطيها تلك الصفات , وداعش أذا تخلت عن باطلها وجرائمها وأنحرافاتها الفكرية , فسيكون لزاما علينا تغيير حكمنا عليها , وهذه القاعدة تشمل الناس جميعا ” أن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد أفترى أثما عظيما  ” – النساء – 48-  فالتوبة مشروع مفتوح للجميع وهي من الله تعالى وليست من الناس , والناس المؤمنون بالله تعالى عليهم الطاعة فيما يؤمرون به من قبل الله ورسوله , وهذه الطاعة الصحيحة التامة  هي التي تؤمن لهم عدم الوقوع في ألآخطاء الفكرية , والذين شملهم ألآنقلاب على العقب بعد أنتقال النبي “ص” الى الرفيق ألآعلى هم ممن وقعوا في ألآخطاء الفكرية التي أصبحت أمتدادا للآخطاء الفكرية المعاصرة والتي كانت سببا وراء التقاء الصهيونية مع داعش , وتصريح يعالون وزير ألآمن الصهيوني لم يكن منفصلا عن أستقبال حكومة أسرائيل المحتلة لفلسطين الى الجرحى من العصابات ألآرهابية التكفيرية فأصبحت مستشفيات صفد مقرا لعلاجهم , وهذا ألآحتضان ألآسرائيلي لجرحى العصابات ألآرهابية التكفيرية ليس منفصلا عن الترحيب والتهليل الذي أبدته تلك العصابات ألآرهابية عندما قامت أسرائيل بقصف مركز البحوث العلمية السورية في جمرايا بالقرب من دمشق , وهذه المواقف تكشف عن التقارب السياسي  الذي تجمعه أخطاء فكرية تخالف بوصلة السماء .
وهذا التقارب السياسي لم يتوقف على العلاقة بين أسرائيل والعصابات التكفيرية ألآرهابية , وأنما أمتد ليشمل أنظمة التبعية العربية للمحور التوراتي والتي عملت على أخفاء أخطائها الفكرية العقائدية المشبعة بالثقافة الوهابية التي جعلت نايف بن عبد العزيز أل سعود والذي بقي وزيرا للداخلية السعودية لعشرات السنين وكان متحمسا للوهابية وأبن باز , ونتيجة تلك العلاقة الوثيقة أوصى أن يدفن بعد وفاته في مقبرة أبن باز والوهابيين وليس في المقبرة الملكية لآل سعود ؟
وهذه العلاقة الحميمية للعائلة السعودية الحاكمة بالوهابية والتي أصبحت تملك المال والحكم والسلاح وفرض أرادتها على الشعب السعودي بعد تصفيات دموية في عموم جزيرة العرب والخليج , وحتى تؤمن ذلك وضعت نفسها تحت ظل الحماية البريطانية في عشرينات القرن الماضي , ثم تحت ظل الحماية ألآمريكية بعد الحرب العالمية الثانية والى اليوم وفتحت أجوائها ضمن أتفاقية معروفة الى الطيران ألآمريكي علنا وفي السر الى الطيران ألآسرائيلي الذي نفذ عملية الهجوم على مفاعل تموز النووي في العراق عام 1981 م
ونتيجة لما تمتعت به العائلة السعودية من سطوة على أهل الخليج خصوصا بعد تأسيس مجلس التعاون الخليجي , وأزدادت تلك السطوة بعد عملية ما يسمى بتحرير الكويت من أحتلال صدام حسين , ومن هنا أصبح المحللون الخليجيون تحت سطوتين سطوة الحكم السعودي , وسطوة الثقافة الوهابية التي عملت على توسيع وترسيخ الثقافة الطائفية العنيفة   التي أسسها أبن تيمية في القرن الثامن الهجري منتصرا بذلك للمواقف ألآموية وليدة ألآخطاء الفكرية التي تبتعد عن بوصلة السماء
ونتيجة سطوة حكم العائلة السعودية وملكها , ونتيجة تخندق الجماعات الوهابية التكفيرية في المدارس والجامعات وألآعلام , أصبح الكثير من الكتاب والمحللين الخليجيين يسترضون الحكم السعودي ويهاجمون الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية ويفسرون ولاية الفقيه تفسيرا خاطئا نتيجة العوق الثقافي الناتج عن ألآخطاء الفكرية ذات البعد العقائدي المتصل بمفهوم : ” ألآصطفاء ” و ” العصمة ” و ” ألآمامة ” و ” الولاية ” وهي مفاهيم قرأنية أبتعد عنها من خضع لثقافة ألآنقلاب على العقب مما سهل على الوهابية السلفية التكفيرية أعلان التمرد عليها أستمرارا للفتوى الحموية التي أصدرها أبن تيمية .
فولاية الفقيه لم تكن أختصاصا شيعيا , وأنما كانت من متبنيات الفقه السني ومذاهبه ألآربعة عبر ما عرف عنهم بوجوب طاعة  الحاكم الذي يصل عبر التمكن والغلبة الى الحكم حتى لو كان ظالما أو فاسقا , ألآ أن يعلن الكفر البواح  ؟
وهذه مغالطة فكرية ليس لها مثيل في تاريخ الفقه ألآسلامي الذي رسمه رسول الله “ص” .
فالدكتاتورية وحكم الفرد هو نتيجة ذلك التبني الخاطئ لمقولة الولاية والحكم في عموم الفقه السني , بينما نرى أن رسول الله “ص” جعل الولاية قائمة على ألآعلمية والتقوى , وهذه الصفات كما أعترف بها المسلمون على عهد رسول الله “ص” لم تتوفر ألآ في العترة النبوية وهم قربى رسول الله “ص” الذين فرض الله تعالى مودتهم , وهم : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام .
والخطأ الفكري الذي وقع فيه الفقه السني هو الذي أنتج حكاما فاسدين عبر المراحل التاريخية من حياة المسلمين ثم أنتج أنظمة التبعية للمحور التوراتي والتي دفعتها تلك ألآخطاء والتبني المنحرف للآفكار الى ولادة العصابات ألآرهابية التكفيرية التي أصبحت جزءا من تركيبها ألآجتماعي , ونتيجة تبني العصابات التكفيرية ألآرهابية العداء للشيعة ولكل من يختلف معهم وترجموا ذلك العداء بالقتل وقطع الرؤوس وتخريب الممتلكات وتدنيس المقدسات مما جعلهم يلتقون مع أسرائيل , واللقاء مع أسرائيل لم يتوقف على العصابات التكفيرية ألآرهابية وأنما شمل أنظمة التبعية وفي مقدمتها السعودية ودول الخليج التي أصبحت ألآمارات العربية المتحدة في مقدمة المطبعين للعلاقة مع أسرائيل , وهذا التقارب تقوده أمريكا التي أكتشفت في داعش وسيلة لزرع الفتنة وتفتيت المنطقة وضمان أمن أسرائيل وتدفق البترول والطاقة التي لم تعد دول المنطقة قادرة على حمايتها , ومن هنا نفهم تصريح أوباما في خطاب ألآتحاد عندما قال : داعش لاتمثل تهدديدا وجوديا لآمريكا ؟ وهذا تلميح الى تخفيف الخطر الداعشي على أمريكا وألآهتمام بأخطار أخرى ومنها الخطر الصيني أقتصاديا والخطر ألآيراني سياسيا .
والعداء لولاية الفقيه هو عداء سياسي قائم على خطأ فكري , فولاية الفقيه هي أسلوب في الحكم يقوم على مبدأ ألآعلم , وألآعلم هو مفهوم قرأني وتقرير نبوي لآن العلم طارد للجهل وواصل للحق وبالحق يتحقق العدل وتسعد البشرية , ومن يتهم ولاية الفقيه بالدكتاتورية أنما يعبر عن سوء فهم وتخلف عن مضامين النصوص القرأنية ومعاكسة جلية للفطرة ألآنسانية التي تطمئن للآعلم وألآفضل وألآحسن , وهذه مفاضلة متبعة في الحياة اليومية للناس مثلما هي متبعة في المدارس والجامعات وألآعلام وفي التنظيمات المدنية والعسكرية .
ويجتمع الخطأ الفكري في فهم ولاية الفقيه مع الخطأ الفكري في فهم الغذاء والسلاح وفي الخطأ الفكري في فهم الحرب الوجودية لداعش , وفي الخطأ الفكري في التفريق بين داعش وأيران , أو بين حكم العائلة السعودية الذي هو حكم الفرد غير المتخصص وغير العادل , وبين حكم ولاية الفقيه الذي لم يكن حكما فرديا مع وجود أعضاء مصلحة تشخيص النظام ومجموعة الخبراء , ونخب ثقافية سياسية في الحكومة ثبت تفوقها وجدارتها في مباحثات النووي بين ” 5+ 1″ التي دامت سنتين  , وكانت موضع أحترام وأعتراف الرئيس ألآمريكي والمراقبين والباحثين
أن أخطاء التحليلات السياسية في الخليج والمحور التوراتي ذات دوافع سياسية نابعة من خطأ فكري يجمع الذين أبتعدوا عن بوصلة السماء , على أن هذه ألآخطاء لاتمنح أمريكا وداعش وأسرائيل ديمومة وأستمرارا ألآ بشكل مؤقت , لآن هؤلاء جميعا بغاة , والباغي مصروع , وصدق قوله تعالى ” أن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك ألآيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين ” – أل عمران – 140-
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات