1 نوفمبر، 2024 8:32 ص
Search
Close this search box.

من لايجيد التحدث بالفصحى فليتحدث بلهجته  او ليصمت  !!

من لايجيد التحدث بالفصحى فليتحدث بلهجته  او ليصمت  !!

قالها لي أحد المتمرسين في العمل التلفزيوني ذات يوم ولم أعيها في حينه جيدا ،  ” لا أريد حديثا بالفصحى اثناء المقابلات المتلفزة مع عوام الناس وبسطائهم في الشارع وإنما باللهجة الدارجة لتكون اكثر واقعية !!”.
 يومها أدخلت نظرية المؤامرة  كالمعتاد وانا أسير لها وقلت “هي حرب على الفصحى ولاشك “إلا انني  وبمرور الوقت بت أقر بصواب ماقال لي وبخطأ ما حدثت به نفسي والإعتراف بالخطأ فضيلة .
قبل قليل كنت اتابع نشرات الأخبار في بعض الفضائيات العراقية متنقلا من محطة الى أخرى عبر الريموت كونترول وما أكثرها واذا بـدوار يصيبني مصحوب بـ – لعبان نفس – من مقدمي النشرات الأخبارية وعلى قول احد زملاء الجامعة قديما – طاح حظ الي عينك – لأن معظمهم يرفعون المنصوب وينصبون المرفوع ، يجرون المفتوح ويفتحون المجرور ، بطريقة غريبة وعجيبة وهذه مشكلة مردودها على القنوات ولاشك .
الا ان الأدهى والأمر هو ظهور رجل شعبي او راعي غنم او مشرد او كادح او مهجر او عاطل وهو يحاول الحديث امام الكاميرا بالفصحى ليعرض مأساته أمام الملآ واذا به وبعد النصب والجر والجزم والرفع واستعمال المصطلحات والمفردات في غير مواضعها يتحول التقرير المراد منه عرض المأساة الى تقرير ساخر يثير ضحكات المشاهدين بدلا من إستدرار دموعهم واستفزاز مشاعرهم ، لقد شاهدت بأم عيني كيف قهقه العشرات داخل مقهى شعبي على برامج من هذا النوع وهم يدخنون النارجيلة !!
واعيد ما بدأت به ” على المراسل التلفزيوني ان يقول للأميين او انصاف المتعلمين قبل التصوير ” رحمه على والديك احجي بالعامية حتى تكون قريبا من المشاهد من غير تكلف “والا – صرنا مضحكة – .
واضيف  ” أن الإصرار على طرح المأساة على لسان انصاف المتعلمين بالفصحى غايته الضحك على مأساتهم لا التعاطف معها ” انه اسلوب ماكر  متقن  اتبعته ومازالت وسائل الإعلام  المشبوهة ” تسأله هل تناولت المأساة الفلانية ؟  فيجيب  نعم لقد تناولنا مأساة الشريحة الفلانية وصورناها ووثقناها ايضا !! ولكن قلي بربك كيف فعل ذلك ؟ هنا يأتي دور الدهاء اليهودي والغباء الأممي اذا جاز التعبير  ،  وحتى لايزايد – الهمبركريون – على الفقرة الأخيرة ، اقول بأنني لا أمتدح اليهود في الإعلام وانما اصف صنيعهم ودهاءهم الذي جعلهم يستولون على اضخم المؤسسات الأعلامية في العالم وبلا منازع ، كما انني لا اذم سواهم وانما اشخص اخطاءهم فقط للتصحيح وشكرا عبوسي .اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات