من منا لم يتاثربالبغدادية, حاكمين ومحكومين,من منا لاينتظربرنامج التاسعه بشغف لامتناه؟, لاتسلية ولا بطرا ولاتسجية للوقت,وكيف وامامنا عشرات القنوات الفضائية نستطيع بكبس زر الانتقال الى حيث الغناء والمسلسلات وماتيسرمن الرقص احيانا,
فلم هذا الاصرارالعجيب على التسمرامام شاشة البغدادية في ساعة محددة تكشف المستورمن الامور.
نعلق الاعمال ,نلغي المواعيد ,نغلق الهواتف النقاله ,لنستمع ونشاهد بمرآة ساطعة ناصعة/مرآة التاسعه/وجهنا الحقيقي من دون مساحيق, من دون رتوش, نتطلع نبحلق بعيون شاخصة, الى ماساتنا العجيبه ,نلامس جراحنا من دون ضماد ,ونغمس احيانا اضافرنا فيها,نغورفي اعماق مآسينا وهمنا اليومي ,نجلد ذاتنا بلذة مابعدها لذه, نكتم صراخنا ونكتفي بالولوة , وبدل ان نتوجع بصوت عال ,نكتفي بالآه, نكتم دموعنا ,ونجترالامنا ,ومع كلمة انورالحمداني, السلام عليكم, نكتفي باطلاق حسرة حارة على انفسنا ,التي هانت كل هذا الهوان ,نبكيها بصمت, نندبها من دون صوت, نحس بحشرجة صدورنا, ونبلع مرارة افواهنا ,نلعق جراحنا بتلذذ , ننهض بعدها مثل هياكل خشبية لنمارس حياتنا العادية, ناكل ونشرب ونلعب, نشتري ونبيع,نجلس في المقاهي, نلعب النرد والورق, وندخن النرجيله ,وكان شيئا لم يكن ,بل كان شيئا كان من زمن بعيد
ولم يعد كائنا الان ,اوكان شيئا كان, ولم يعد بالامكان افضل مما كان.
لانسأل انفسنا ما الذي استفدناه من هذه الملهاة المأساة اليومية؟ ولم هذا الجلد الذاتي اليومي؟,مافائدة ان ننظرالى المرآة كل يوم نبحلق في صورتنا الشوهاء,وهندامنا الرث, وشعرنا الكث, اذا لم نكن قادرين على تسريحه ,اوحلق لحيتنا ,وتقليم شواربنا واضافرنا, واستبدال ملابسنا الوسخة بملابس ابهى وانظف واجمل ؟ مافائدة ان ننظرالى صورتنا في مرآة البغدادية كل يوم ,ولانتمكن من تحسينها ؟, فاي قرف احاط بنا,واي شؤوم تلبسنا؟.
من على شاشة البغدادية ترى كل يوم العجب العجاب ,الكل يشكو, الكل يتوجع, الكل ناقم على حاله ومآله, مع ذلك الكل راض بواقعه ,وآية رضاه الاستكانة الى حد المهانة ,واقصى ماهو متاح امامه لعن زمانه, من دون شجاعة الاعتراف بان العيب فينا ,وبان ليس لزماننا المسكين عيب سوانا .
رسالة البغدادية تبصيريه,لكن لمن؟ ,للذين يمتلكون ارادة التغيير, ويذرون وراءهم سالفة /آني شعليه/