يقال كان هناك ملك في مكان ما , فأراد هذا الملك ذات يوم أن ينزل للرعية , ويتفقد حالهم وأحوالهم , فطلب من حاجبه أن يجلب له عباءته لكي يرتديها ,فجئ بالعباءة فإذا هي مثقوبة , وفيها عيب , ومن غير الممكن أن يرتديها , فاستشاط غضبا , وبدأ يرعد ويزمجر على الحاشية وينهال عليهم بأقسى العبارت , فطلب على الفور تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة أسباب ثقب العباءة , فتشكلت اللجنة على الفور, وبعد تمحيص وتدقيق على أعلى المستويات ,وخلال مدة وجيزة تبين أن ثقب العباءة ليس بفعل فاعل, وإنما الذي ثقب العباءة هي الفأرة, فأصدر أوامره بإعدام كل فئران دولته , فسمعت الفئران بهذا القرار الخطير بأعدامهم في الولاية وأستأصالهم منها فبدأت بالفرار خارج الحدود, وفي الطريق تواجهت الفئران مع بعير يرتع في الصحراء, فسألهم البعير عما أصابهم ولم الفرار؟ فقالوا له بالأمر, فقال لهم أنا أفر معكم, فقالوا له أن القرار متعلق بالفئران ,فقال لهم (والله عندنا ملك مايفرزن البعير من الفارة) …الملك الذي لايفرزن بين البعير والفارة لايستحق أن يكون ملكا , والذي لاتهتز شواربه وضميره لقتلى الدم البارد من أبناء شعبه لايستحق أن يكون ملكا ,والذي ينام متخوما وشعبه جائع والجياع يملئون المدن والشوارع والطرقات لايستحق أن يكون ملكا, والذي ينام في برودة ودفء وشعبه يقتله حر الصيف وزمهرير الشتاء لايستحق أن يكون ملكا ,والذي يقول ولايفعل لايستحق أن يكون ملكا ,الملوكية تريد أهلها ,والقرار يبكي صاحبه ,وكرسي الحكم ليس لمن هب ودب , والسيف لاتحمله الا اليد التي تليق به , والرمح بيد الماهر, والخيال واضح من صهيل فرسه , فمتى يكون للعراقيين ملك يستحقهم ويستحقونه .