بعد ايام، تكون الذكرى 17 ..المؤلمة لاغتيال الشهيد محمد الصدر (رض) مع ولديه، من قبل صدام (عليه اللعنة).. وبالرغم من تنفيذ الجريمة من قبل الحكم الهدام، الا ان للمعارضة العراقية، ، دورا – اكيدا – في هذه الجريمة، تمهيدا للمشروع الامريكي ضد العراق وشعبه، ويمكن ان نتعرض لذلك، لفضح هذه الجريمة وبيان حقيقتها.. ومن ذلك:
اولا: جاهدت المعارضة العراقية في الخارج، خاصة في لندن وطهران، على نشر مفهوم (الحل الخارجي) للمشكلة العراقية.. أو تهيئة الساحة العراقية للتدخل الاجنبي.. وقد اصدمت في جهادها هذا، بالبث الوطني المعارض – للشهيد الصدر – والذي حرص على تفجير الطاقات الذاتية للعراقيين، وتعميق الايمان والثقة بالعون الالهي.. ورفضه لاي تدخل اجنبي في القضية العراقية..
وفي الوقت الذي حرصت فيه المعارضة العراقية على تعظيم سلطة الهدام، في اعلامها.. كان الصدر يصدر الفتاوى المناهضة للبعث.. ويعلن رفضه للامريكان..
وقد بلور نشاطا وطنيا موضوعيا في الداخل.. فقد اصدر مجلة الهدى الثقافية.. واسس قضاء مستقل عن صدام، واقام اجتماع (معارض للبعث) اسبوعي بعنوان صلاة الجمعة، وفتح مدارس خاصة باشرافه، وكان يدعو الى اقامة مهرجانات شعرية ومعارض فنية، وطلب من الفنانين المشاركة فيها، قبل شهرين من اغتياله ، معلنا:
.. وسوف يقول التاريخ ان هذا الشيء وهذا الطلب وقع خلال القصف الامريكي ليكون دليلا على ان المؤمن لا يخاف من احد الا من الله سبحانه وتعالى… !
وكان الصدر -باقامته للمهرجانات والمعارض الفنية- يواجه بدقة وبفاعلية، تلك الاثار الفكرية والحضاري والثقافية، بسبب الحصار الامريكي على الشعب العراقي..
في الجانب الاخر.. كانت المعارضة – حكام اليوم- يتآمرون على الصدر، لانهم يرونه (حجر عثرة) تمنعهم من دخول العراق على ظهور الدبابات الامريكية، ليباشروا بالسرقة والنهب، ونشر الطائفية، لتقسيم العراق وشعبه.. ايفاءا بالتزاماتهم للخارج.. ! وتنفيذا للشروط الامريكية ..
لقد كان الشهيد الصدر ساعيا لحل المشكلة العراقية بالاعتماد على القواعد الشعبية العراقية في الداخل، ومنع التدخل الاجنبي والاحتلال الامريكي.. بينما جاهد رموز الفساد (ازلام بريمر) على جر القوى الاجنبية والدواعش الى ارض العراق.. وللحديث بقية.