تمكن تنظيم داعش الارهابي من قمع التحرك العشائري في الفلوجة وذلك بعد اعتقال العشرات من الشباب من الاسر المنتفضة وزجهم في المعتقلات والتهديد بأغتيالهم ولكن لم يتمكن من اخماد الغضب المستعرفي النفوس ضده ، الذي سينفجر في ظرف مناسب آخر.
لاسيما حين تتأكد العشائر من بدأ العمليات العسكرية من القوات العسكرية الوطنية لتحريرهم من السيطرة الغاشمة .. انهم في حالة من الاستعداد الكامن سيقدح مجددا وساعتها لن يتوقف ابدا الا بعد طرد الدواعش ومناصريهم. منذ وقوع المدينة تحت سيطرة داعش الارهابي ويعتقد على نطاق ليس بالقليل ان ذلك تم برضى اهلها ومساندتهم من دون ان يقدم المدعون دليلاً دامغاً يثبت مزاعهم، وانما اعتقادهم مبني على مقاربات ان اهل الفلوجة كانوا نشطين في المظاهرات ضد حكومة المالكي وللمطالبة بالخدمات واندس فيما بينهم بعض المتطرفين والدواعش المناوئين للعملية السياسية.
وذهب البعض في موقفه تطرفاً صارخاً حين دعا الحكومة الى تدمير الفلوجة على رؤوس اهلها ومسح بيوتها مع الارض، ولاضفاء نوع من الانسانية دعا ايضاً الى بناء مدينة جديدة مكانها وتوزيعها بين من ينجو من اهلها.
اليوم اهل الفلوجة الذين ساندهم كل الحريصين على شعبنا والذين نظروا نظرة عقلانية للامور وتحليلها تحليلاً صائباً، لمسوا كيف تحركت العشائر الفلوجية واشتبكت مع الدواعش في معارك ضارية اجبرت الارهابيين على ابداء بعض المرونة في محاولة لاجهاض هذا التحرك الوطني واسكات وقمع ارهاصات الانتفاضة التي تتزامن مع احكام الطوق على المدينة التي يرتهن اهلها للدواعش.
هذا التحرك العشائري والوطني المختزن والذي تفجر الان عندما وجد له منفذا بحاجة الى تقديم كل اشكال الدعم له وتطويره وزيادة زخمه ، صحيح انه قمع ولكنه جمر تحت الرماد يمكن في أي وقت النفخ فيه ، فهو دليل حي وملموس على ان السكان المحليين كانوا مغلوبين على امرهم وهاهم وجدوا الفرصة للتعبير عن معدنهم الاصيل الرافض للارهاب والمساند لعملية تحريرهم عملاً وليس قولاً.
الحفاظ على جذوة هذا الانتفاض في غاية الاهمية وادامة زخمه وتطويره ساعة الحاجة اليه فهو قوة مقاتلة يمكن ان تكون حصان طروادة في داخل المدينة وتنهك المجرمين المتحصنين فيها وتكبدهم خسائر فادحة وتلهيهم وتجعل مسألة بقائهم فيما اذا ما بدأت عملية التحرير امراً مستحيلاً.
هؤلاء الذين يقاتلون داعش الارهابي من داخل الفلوجة قوتهم مضاعفة وضرباتهم باترة وسيكونون عوناً لاغنى عنه لتنفيذ وتحقيق اهداف الحملة العسكرية في القضاء على الارهابيين وسيسهل استكمال صفحة التحرير ويفتحون منافذاً لخروج الاهالي من المدينة والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من بنيتها التحتية ومنازلها ومرافقها الاخرى.
الان هذه القوى البشرية وان توقفت مقارعتها للباغين ،بحاجة الى كل اشكال المساندة، ولا سيما مدهم باسباب الصمود والمقاومة لايقاع اكبر واوسع الخسائر بالمجرمين الذين ساموهم شتى انواع العذاب طوال الشهور الماضية.
ان تحرير الفلوجة بمساعدة من اهلها المحاصرين له دلالته ورمزيته ومغزاه في ان شعبنا بكل مكان حريص على وحدته، وانه لا يقبل التطرف ان يسود بين العراقيين في كل جهات البلاد وحواضرها، ولا مكان للدواعش وغيرهم بين ظهرانينا.