عندما تتحالف الأضداد على شخص ما، لا يجمعها سوى سوى الإتفاق على ضرب ذلك الشخص وبنفس اللهجة؛ لا بد من أن تكون الأسرار أكبر من الحقائق، بل هي مناقضة للحقيقة والغاية طمس تلك الحقيقة المخيفة!..
لا خوف أعظم من التسابق الإنتخابي والخشية من الأفضل، سيما إذا تميّز المستهدف بما يمكن أن يشار إليه. في ظل فوضى الإعلام التي نعيشها، إنتعشت إمبراطوريات حديثة التأسيس، مصدرها أموال الوطن المنهوب في غفلة الزمن وتسابق الإرهاب علينا.. لعلها أحد فوائد “داعش”؛ يبقى الجاني متستراً خلف فضائل مصطنعة!..
كيف لمسببات الأزمة أن تشترك في سباق التخلص من الأزمة ذاتها؟! في هذا السؤال نجد التفسير المنطقي للحملة الواضحة التي يتعرض لها وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي؛ وتعمقاً في البحث عن مصدر تلك الحملة، يتضح إنّ الأسباب الداعية لترك كل شيء من أجل مواجهة صولاغ، تتلخص في الآتي:
خطيىة صولاغ الأولى، إنه حاول، ونجح نسبياً، في إدارة مسؤولة لوزارة الداخلية أثناء فترة غابت بها الدولة. لاشك إنّ المتضرر من ذلك النجاح لا يمكن حصره بالإرهاب فقط، والإرهاب لا يمكن تحديده بالممارسة فقط، وبالتالي لابد أن تثأر أجنحة الإرهاب السياسية من نجاح خطوات تأسيس فرض الأمن والنظام.
الخطيئة الثانية، إنّ الوزير الذي صار مسؤولاً عن الوضع الإداري للمال العراقي، نجح في إطفاء جزء من ديون العراق، فضلاً عن إيفاء المسؤولية دون خرق أو خطأ يمكن الإشارة إليه بأدلة.
فترة ولاية السيد المالكي الثانية والأخيرة، تفرّغ صولاغ للعمل النيابي وكان خير رقيب ومستشار للحكومة التي لم يكن منسجماً معها، ونتذكر تحذيراته بشأن داعش وما أسماه حينها ب “حرب أسوار بغداد” وكانت تشخيصاته المبكرة ونصائحه المستمرة دقيقة جداً، بيد إنّ روحية المراهقة التي أديرت بها الدولة، تجاهلت تلك النصائح والنتيجة إن ما قاله صولاغ تحقق حرفياً.. يبدو إنّ العقول الصغيرة إعتبرت تلك النصائح والتشخيص خطيئة يجب أن يدفع صولاغ ثمنها!..
إن المجرب الناجح يجب إستثمار نجاحاته ودعمه، سيما إن الوطن في مأزق، غير إن تلك النظرية قد تخطأ أو تصيب؛ متابعة سيرة وزارة النقل في عهد باقر صولاغ، تكشف عن نفسها ولا داعي لإعطاء حكم قد يعد متحيزاً.. عدة شركات تابعة للوزارة تحولت من خاسرة إلى رابحة، تأسيس شركة “البصرة القابضة”، وتطوير البنى التحتية للمطارات، مطار بغداد كمثال، دليل على إن الرجل لامس الخطيئة الرابعة، ففي ظل وجود إعلام الفوضى الذي يموّله السرَّاق، لا يجوز لمسؤول أن ينجح، لإنه يعد خصماً لمن فشل!..
إنّ خطيئة صولاغ الخامسة هي تشخيصه لأسباب المشاكل وصراحته في ذكر المفسدين والفاشلين دون حرج، فالرجل يضع نفسه في مواجهة مع ذلك الفريق الذي تمكّن من كل شيء، وأفقدنا كل شيء!..
ثمة تجاوب وصل حد التحالف بين المتصارعين بأسم الطوائف زوراً، فكيف لأخ حميم من أخوة “تنظيم القاعدة” أن يحمل قضية حملها خصمه الذي صبغته أموال البلد المنهوبة بصبغة (مختار)؟!