في الشدائد والمِحَن التي تمر على البلدان تلجأ الحكومات الى بذل جهود استثنائية لتخفيف نتائج تلك المِحَن وأعانة الناس وتخفيف معاناتهم ولذلك نجد ان تلك الحكومات ناجحة في أعمالها لأنها كسبت ود الشعب وتعاونه معها وبالنتيجة فأن كل الكوارث التي حَلَّت بالعديد من البلدان وخاصة في جنوب شرق آسيا تنتهي بأقل الخسائر وتقوم الحكومات بأعادة تأهيل كل شيء تعرض للتخريب في مدة قياسية ولنا في تسونامي اليابان مثالا على مانقول حيث كان كارثياً لكنه انهزم أمام أرادة المواطن الياباني وقيادته . وعلى هذا السياق تتصرف الدول وحكوماتها . وحده العراق وبخاصة بعد عام 2003 حين انطلق الأحتلال بحجة التحرير . ومنذ ذلك الوقت والحكومات المتعاقبة تصنع الأزمات وتبدد الثروات حين تجاوز سعر برميل النفط عتبة ال 120 دولار ولم تقدم الحكومات مايساهم في تخفيف نتائج الأحتلال بل بالعكس تماماً راحت تنفذ برامج متعدد تشترك جميعها في أن قتل الناس وتجويعها وقمعها تمثل وسيلة وغاية فهي وسيلة لزرع بذور الطائفية والمحاصصة والتهميش وتنفيذ اجندات خارجية وتلك الأهداف لاتتحقق ألا بقتل الناس وأضطهادهم حتى وصلنا اليوم الى مفترق طرق أفضلها قاسي ومؤلم بعد أن ضاع مستقبل البلد حين وصل الحال بالحكومة الى عجزها من تأمين رواتب الموظفين بعد أن ألغت وبشكل غير رسمي الحصة التموينية ودمرت التعليم والتربية والصحة وعجرها عن تقديم ابسط الخدمات ناهيك عن تأمين أسباب
دخول الأرهاب ليحتل نصف مساحة العراق
رغم كل الذي يجري في العراق نتيجة لسياسات قاصرة نجد ان الحكومة وأحزابها لاتفكر بجدية في معالجة أوضاع البلد وأنقاذ تسونامي الجوع الذي سيعصف بالبلاد . فنجد ان جهات حكومية تتفاوض مع بنوك من أجل الأقتراض بضعة مليارات من الدولارات لاتعالج أي مشكلة من المشاكل التي اصبحت مستعصية ومن بنوك تفرض فوائد تفوق ال 10% فضلاً عن تفاوض الحكومة مع البنك الدولي وكلنا يعرف شروط هذا البنك وتدخله في الصغيرة والكبيرة واشتراطاته رفع الدعم عن الكثير من السلع التي يحتاجها المواطن .. وبالمقابل نجد . جهات عديدة تريد تقديم قروض للعراق تصل الى 200 مليار دولار ولمدة 15 سنة مقابل فائدة لاتتجاور ال 1% على ان تكون الأموال مخصصة لمشاريع ستراتيجية اقتصادية وصناعية وتجارية توفر فرص عمل وموارد للشعب العراقي حتى تطمأن تلك الجهات على أن تلك الأموال ستعول اليها بعد المدة المحددة . وهذه القروض هي قروض حكيمة تماماً فهي غير قابلة للسرقة والنهب وهي ستجعل المستقبل العراقي واضح على انه متطور من خلال المشاريع التي تقترحها المؤسسات . غريب عدم تقبل هكذا قروض بينما الحكومة مفلسة تماماً ترى لمصلحة من هذا الرفض وعدم الأفادة من تلك القروض . الجواب في بقية الحديث وهي كالمعنى الذي يكون في قلب الشاعر .