مرّ رجل بأعرابي، وهو يحفر في الرمل عميقاً، فقال له: لأي شيء تحفر هنا؟ فأجابه: إني دفنت في هذه الصحراء دراهم، ولست أعرف الإهتداء الى مكانها، فقال له: كان ينبغي أن تجعل لها علامة مميزة! قال الأعرابي: لقد فعلت فقال السائل: وما العلامة؟ فأجاب: سحابة في السماء كانت تظلل الحفرة، ولست أدري موضع العلامة الآن!
الحياة المليئة بالإنتصارات للشخوص النزيهة، تعطي المأزومين سحابة من الأوهام، ليسجلوا فرقعة خائبة، للنيل من شخصية وزير النقل الحالي، السيد باقر جبر الزبيدي، وكل هذا لأنه كان الحجر الصلد، في إيقاف سرقاتهم ونهبهم وسحتهم، أيام كان وزيراً للمالية، فلم يشهد العراق هدراً، أو فساداً بهذا الحجم، إذن ضاعت الدراهم، التي دفعت للأقلام المأجورة في الرمال!
هناك فرق كبير، بين الفوضى والتغيير، فهؤلاء الفاشلين الذين يروجون للخراب، باعوا وطنيتهم، بثمن بخس دراهم معدودات، لتشويه تأريخ المعارض الزبيدي، لكنه أدرك جيداً، أن هذه المحاولات، تستهدف إفشال الرمز الوطني، الذي إستلم مهامه، والوزارة مجرد بقايا أطلال ليس أكثر، ورغم هذا تجدهم، ينعقون مع كل ناعق فاسد، ألا يتفكرون؟!
الفاسدون يظنون الحرية في وطني، أن تفعل ما تشاء، حيث ترهاتهم الزائفة، تملأ بالوناً بالهواء الفاسد، كوجوههم القذرة، ليطلقوها دونما تفكير، فالمهم الثمن الذي قبضوه من صندوقهم الحرام، في فنادق عمان وأسطنبول، لكننا نقول: تذكروا هذه المعادلة، لا يمكن للصفير أن يتحدى الزئير، وقد تقطعت أعمدتهم الخاوية، تحت نواجذ فئران التأريخ، وضاعوا بين دفاتها الصفراء!
عرابو الإشاعات والأباطيل، من حملة شهادات التسقيط السياسي، والتي سقطوا في فخها، ليحزننا أن يكون صاحب المدرسة الفاشلة، على فراش الموت، حيث الشركات والصفقات الخاسرة، وحيتان الحرام الكبيرة، الذين أفرغوا العراق، من خيرات ميزانياته الإنفجارية، في دهاليزهم المظلمة، تحت مظلة الفساد، فأين الأعرابي، وسحابته، ودراهمه؟ في زمن التصدي والتحدي، لشخصية مثل وزير النقل باقر الزبيدي!
إمتلأت أسواق بائعي ومروجي الترهات، بحكايات خارجة عن الواقع، ويغضون النظر عن عقود الفشل، والتخبط، والنهب الملياري، الذي أودع في البنوك الأجنبية، وتركوا الوطن يئن، ويتعثر في أزماته، التي هم في الأصل سببها الرئيسي، أما أبطال النزاهة الحقيقيون، فإنهم يكملون الطريق، مهما كان الأمل ضيعفاً، ليس لشرف محاولة الإصلاح، بل لثقتهم بأن العراق يستحق المزيد!