فلنأخذ ( الأمر ) بدون تشنج وبمنطق المثقفين الأكاديميين الّذين يعتمدون على الوثائق والأدلة الدامغة .. ونبتعد عن منطق الشقاوات وقطّاع الطرق : الرمادي ما بعد ( التحرير ) أنقلبت فيها الموازين وسقطت الأقنعة عن التصريحات التي يطلقها بين الحين والأخر .. ساسة الأنبار .. وشيوخهم ورجال دينهم ووجهائهم .. بأنهم المدافعين عن ( الأنبار ) بغض النظرعن عشائرهم .. وأنسابهم والحفاظ على المكتسبات التي يدعي هؤلاء من نواب ووزراء وقادة دولة من رئيس وأعضاء مجلس محافظة ومحافظ وقادة امنيين وعسكريين واحزاب .. بأنها ( خيانة عظمى ) لآن ما حدث في مدينة ( الرمادي ) كبرى مدن الأنبار أزاح الغبار عن غلاف خطير لمجلد اسمه الاعتداء على المواطن الأعزل .. وهي معادلة غير متوازنة في المرحلة السابقة وراح ضحية هذا الاعتداء عدد كبير من الشهداء وخلف عدد اخر من الجرحى .. وكيف تتعامل ( حكومة ديمقراطية منتخبة ) تجاه حرب غير عادلة .. بعد أن استجدت همم المواطنين العراقيين عن طريق تجنيد وسائل الاعلام ومع الاسف الشديد ورجالات الدين والسياسة الجدد بتحرير واكذوبة العصر الجديد ما يسمى القضاء على الارهاب .. ويجب أن لا ننسى الدور الخطير لرجال السياسة من التجار والمقاولين وسماسرة الحروب من أبناء جلدتنا ومن أهل العراق الذين يتجولون في دول الجوار ومدن كردستان العراق ودول الغرب في امريكا واروبا والخليج متحججين أيجاد مخارج جديدة للخروج من ازمة هذه الحرب واعادة بناء مدن الأنبار من جديد .. لا يمكن التحدث عن حلول إلا بالبحث وتشخيص الخلل عكس ما يحدث تماماً في العراق وعلى وجه التحديد في ( الرُمادي ) حين تكررت نفس الوجوه ونفس العملاء ونفس الخونة ونفس الجواسيس للإدلاء بتصريحاتهم المتأخرة الغبية عما يجري في الرُمادي .. أما آن لهؤلاء القابعين في أربيل وعمان ودبي وأسطنبول الكف عن هذا ( التمثرد) و( التملص) و( التفصعن ) !
ماذا يريد هذا المسؤول أو ذلك الشيخ أو آخر يعتقد أنه محلل سياسي !
وهو أمّي متخلف متهور لا يفقه حرفاً من حروف السياسة .. الأجدر بهم أن ينكفأوا ويعودوا أدراجهم في فنادق الدرجة الأولى والبارات والبيوت الحمراء وأن يجتمعوا مع اللصوص أمثالهم .. فالرُمادي تحولت إلى آثار وأهلها باتوا لاجئين نازحين يبحثون عن أرضٍ تأويهم .. والأجدر بمن يعتقد مِن هؤلاء الّذين يحجزون برامج الفضائيات لعرض بطولاتهم الكارتونية وتحليلاتهم المضحكة .. عليهم العودة إلى العصابات التي خرَّجتهم وزعمائها الموزعين بين مجلس النواب والمحافظة والوزارات ممن يعتقد أنه يمثل أبناء الرُمادي ..أقول لهؤلاء .. العضو الفلاني والشيخ الفلاني
و( السياسي) الفلاني و( المحلل ) الفلاني إتركوا الأمر للنازحين .. فالنزوح علمٌ إنساني كامل .. والنازحون من الرُمادي لهم الحق وحدهم بالتحدث والتحليل والأمر والنهي والقرار .. فبينهم ثلةٌ من الأساتذة المتخصصين والعلماء والمفكرين في الفكر السياسي وفي إيجاد الحلول الحقيقية لجملة الكوارث التي وقعت على الرُمادي وعلى أهلنا فيها .. فكيفّ يمكن لمحامي فاشل أو ضابط هارب أو مقاول سارق أو عميل متقاعد أن يصبح بين ليلة وضحاها محللاً سياسياً !
وصدق شاعرنا محمود سامي البارودي رحمه الله حين قال .. أبى الدهرُ إلا أن يَسودَ وضيعُهُ ويملكَ أعناقَ المطالبِ وَغدُهُ .. والسؤال اليوم يطرح نفسه في العراق ( سقوط مدينة الرمادي ) في عهد العبادي لم نجد اعلاما حرا يتكلم عن تلك الموضوع