19 ديسمبر، 2024 9:19 ص

هل ستشهد الأيام القادمة تنصّل المرجعية من فتواها الجهادية !

هل ستشهد الأيام القادمة تنصّل المرجعية من فتواها الجهادية !

وفق المعطيات والتجارب والسيرة والاستقراء لتاريخ مرجعية فتوى التحشيد الطائفي وبعنوانها الظاهري فتوى الجهاد الكفائي يمكن القول ليس بمستحيل ولا بعيد جداً أن يصدر الموقف بالتملص من مسؤولية هذه الفتوى والبراءة منها والتخلي عنها وكما قيل في الحكمة (خير دليل على الإمكان هو الوقوع ) وقد وقع مثل هذا التملص والتخلي أو التنصل والتنكر وفق طريقة الترغيب والاستغفال معاً ومن ثم مراقبة النجاح أو الفشل فأن نجحت فبها ونحن لها وأصلها وأن فشلت فبيننا وبينها أمداً بعيداً وليست منا ! وهذا ما حدث فعلاً في أكثر من واقعة أبرزهما الفتوى على التصويت بنعم على الدستور بنشوة ودخان العمى وبعد أن تبين وفُضح ما دُس فيه من سموم تهدد كيان ووحدة البلاد وانحراف أخلاقي لمن لم يفهم الديمقراطية بعد ولم يذق طعمها بحدودها التي لا تنافي القيم والخطوط العامة للأخلاق والإنسانية تملص صاحب الفتوى وبرروا بأنه لم تصدر فتوى أصلاً باسمه وختمه أما ما تناقله وكلاءه ومعتمديه وما صدر منهم من توجيه مسموع ومكتوب وندوات تثقيفية لا يمثل المرجعية بل يمثلهم شخصياً ! وكذا الحديث عن فتاوى انتخاب القوائم الشيعية ( الشمعة 169 و 555 و التحالف الشيعي …) وبعد الفشل الذريع لهذه القوائم على المستوى السياسي والاجتماعي والإنساني والوطني والديني شعرت المرجعية بخيبة الأمل والحرج الشديد من النقد والتقريع لم تجد بُد إلا بالتنصل والتملص والتنكر من مسؤولية فتاوى التوجيه وتحريم الزوجات من أجل هذه القوائم والجواب على لسان المنتفعين لم يفتي ! لم يوجه لم يقل ! وهذا الفعل كمن يهرب من المطر إلى الميزاب وإلا كيف نفسر الهالة والترويج الإعلامي في كل مفاصله من فضائيات ومجلس الذكر والمساجد والحسينيات والدواوين ومكبرات الصوت والأهازيج والبوسترات والملصقات تحمل صور المرجع وفتواه ! وتوسل الزوجات بأزواجهن خشية عدم الامتثال فيحرمن على أزواجهن وقصة وقوف الزهراء وحاشاه على صناديق الاقتراع تنتظر وتبارك الناخبين وتوجه الملايين فصوتت على الدستور وانتخبت هذه القوائم فكل هذا والمرجعية لم تفتي وتوجه ! وإذا لم يكن ذلك فهل كانت غير راضية فأين دليل عدم الرضا من فتوى تحريم …كراهة …! لا يبقى أنها كانت راضية بالسكوت عن هكذا أمر والسكوت إمضاء وأحد أنواع الأدلة الشرعية الدامغة فهل تنكرها المرجعية أيضاً !! هذه مقدمة خارجية لإمكانية التنكر للفتوى تضاف لها مقدمة أخرى ذاتية تتعلق بحيثيات الفتوى نفسها لأمور منها أن الفتوى أصلاً ولدت ميتة وهي اليوم أصبحت ورقة محترقة أمام التدخلات الإقليمية والمشاريع الإستخبارية العالمية وخصوصاً أمام التحالف الذي تقوده أمريكا باعتبار ضعف موقف المرجعية أمامه وسر

فتوى تحريم قتال المحتل الأمريكي من قبل ! والخشية من البوح بأسرار وفضائح أمام الملأ قد تكون آخر مسمار في نعشها ! ومنها أيضاً استغلال هذه الفتوى من قبل المليشيات القاتلة التابعة والموالية لإيران وتجاهرها العلني بالقتل والتمثيل وحرق المساجد واستهداف المكون السني , وتسلطها بالقوة والبطش وهمينتها على القوات الأمنية وكل من يعترض على سلوكها وما خبر احتجاز وزير الداخلية ومن بعده رئيس الوزراء العبادي الذي شفع له المالكي فأطلق سراحه خير دليل على تمرد هذه المليشيات وكل ما يصدر منها فوق القانون والدستور وكذلك تورط الكثير من قادة الحشد بالسلب والنهب والسرقات العشوائية بحجة الغنائم والمقننة من خلال تسجيل قوائم بأسماء وهمية للمتطوعين الفضائيين لسرقة الرواتب , ومنها أيضاً موقف الحشد المخزي والمعيب الآن وإذعانه الذليل للشروط بعدم المشاركة في معركة تحرير الأنبار والموصل ولعل الأهم تغيير موازين القوى في المنطقة الآن وتراجع إيران وتكبدها كثير من الخسائر في العراق واليمن والبحرين واليمن وسوريا في مقابل بروز موقف عربي وإسلامي موحد وقوي تكلل بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والتدخلات في دول المنطقة وزعزعت أمنها وهذا المفهوم لا يعدو إيران وهم يقصدون ذلك فعلاً , والمعروف لهكذا مرجعية أنها تميل مع الكفة الأرجح والأقوى وتتلون حسب الظروف الموضوعية المصلحية فليس ببعيد ولعله ستشهد الأيام القادمة تنصل وتنكر من فتوى الجهاد الكفائي وستتبعها دعوات بالقومية والعربية والوطنية وقد تصدر الفتاوى لقص رقاب المتصدين في إيران من نفس هذه المرجعية وهذا ما أشار إليه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني قبل سنتين من الآن بقوله (كيفية استخدام هذه الرموز لفكرة ’حماية المذهب‘ أو ’نصرة المذهب‘ من أجل دفع الناس دفعا لانتخاب هذه الحكومة و هذه الاحزاب و لأكثر من مرة، مذكّرا بفتاوى ايجاب انتخابهم و حرمة عدم انتخابهم و حرمة الزوجة على زوجها اذا لم ينتخب الرجل هذه الحكومة (و هي من الفتاوى الشهيرة في الانتخابات، و التي اصبحت مثارا للتندر فيما بعد!…….. كيف ان مواقف هذه الرموز لا زال في تقلب و بحسب المصالح…..” الاحداث تتسارع في المنطقة .. الامور تتسارع .. الفتن تقترب .. الخطر بدأ يداهم .. الكفة بدأت تميل للجانب الآخر. فالآن سنسمع دعوات و صيحات ’الوحدة‘ و ’اهل البلد‘ و ’الوطنية‘ … و ’المرجع الوطني، و ’العراقي‘ … كلهم سيكونون من ’العراقيين‘ .. كلهم سيكونون من المرجعية العربية … و سأقول لكم اكثر من هذا … الآن نحن من يحكى علينا باننا ضد المذهب و ضد ايران و ضد الحكومة الاسلامية. و لكنني الان اخاطب الحكومة الاسلامية.. بان الفتاوى التي قطعت رأس صدام اقتربت بانها ستسخَّر و تسيّر لقطع رقاب من يتصدى او محاولة قطع رقاب من يتصدى في ايران”……)

أحدث المقالات

أحدث المقالات