نعتقد على الشعب السوفيتي- الروسي ان يتذكر ما قاله المفكر والشاعر خاجان نصر الدين عن روسيا :
(( عندما تتوجه روسيا نحو الغرب تصبح أشبه بالببغاء أو القرد، وعندما تتوجه نحو الشرق تصبح كالذئب أو الدب))
في تقديرنا ومن خلال القاء نظرة فاحصة على هذه المقولة الهامة ولتحليل مضامينها وابعادها السياسية والايديولوجية والاقتصادية- الاجتماعية نستطيع ان نقول: ان فكرة المفكر خاجان نصر الدين، تحمل طابعاً مجازياً لها مصداقية بواقع روسيا اليوم في خيارين رئيسين وهما:
الخيار الاول: عندما تتوجه روسيا نحو الشرق تصبح روسيا دولة عظمى، دولة قوية سياسياً واقتصادياً- اجتماعياً وعسكرياً وايديولوجياً وتكمن عناصر هذه القوة بالاتي:
الميدان السياسي: وجود حزب سياسي من نمط وطراز جديد بقيادة لينين- ستالين حزب ثوري لديه نظرية ثورية، حزب طبقي يدافع عن مصالح العمال الفلاحين والمثقفين، حزب يتبنى الاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي- اجتماعي، وجود دولة قوية وعظمى ووجود قادة سياسيين ومفكرين وعلماء وقادة عسكريين كفوئين ومخلصين وفي مقدمتهم لينين، ستالين، درجينسكي، كورجاتوف، جوكوف، غروميكو، غاغارين….وغيرهم.
الميدان الاقتصادي- الاجتماعي: لقد تم تحويل روسيا من بلد المحراث الخشبي الى دولة نووية عظمى، وتم بناء قاعدة صناعية- زراعية متطورة، واصبح الاتحاد السوفيتي- روسيا يحتل المرتبة الاولى صناعياً في اوربا والمرتبة الثانية عالمياً، وتم القضاء على الامية والبطالة والفقر والمجاعة والامراض، وضمن في الدستور حق المواطن في العمل وضمان مجانية التعليم والعلاج والسكن والشيخوخة…. وتم تحقيق العدالة الاجتماعية- الاقتصادية والرفاهية لجميع المواطنين، وتم غزو الفضاء، واصبح الاتحاد السوفيتي- روسيا حليفاً اميناً ومخلصاً لشعوب اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، واصبح قطباً سياسياً اقتصادياً وعسكرياً رئيساً واساسياً في تحقيق الاستقرار والتوازن على الصعيد الاقليمي والدولي لصالح شعوب العالم خلال الفترة 1946-1991.
الميدان العسكري: اصبح الاتحاد السوفيتي- روسيا دولة عسكرية كبرى، اذ امتلك السلاح الذري والنووي والكيماوي والصورايخ بكافة انواعها واشكالها وخاصة العابرة للقارات وغيرها من الاسلحة، وشكل قطباً وقوة عسكرية عظمى في الساحة الدولية وضمن نوعاً حقيقياً من التوازن العسكري بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي على الصعيد الدولي، ومن خلال القوة الاقتصادية والعسكرية ووجود قادة سياسيين وعسكريين مخلصين وأكفاء تم تحقيق النصر في حربه الوطنية العظمى والعادلة(1941- 1945) على الفاشية الالمانية اللقيط الشرعي للنظام الرأسمالي العالمي وفي مرحلته المتقدمة- الامبرايالية، وانقذ شعوب العالم كافة من هذا الطاعون الاسود، وتم تقديم الدعم العسكري غير المشروط للانظمة الوطنية والتقدمية في بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، ناهيك عن وجود حلف وارشو بقيادة الاتحاد السوفيتي الضامن للسلام العالمي لمصلحة كافة شعوب المعمورة.
ان هذه الميادين المختلفة مجتمعة ومترابطة قد عكست ظهور ووجود القوة الحقيقية للاتحاد السوفيتي- روسيا كدولة عظمى وفي كافة المجالات، وان هذه القوة كانت نابعة من خلال التبني للاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي- اجتماعي، وهذا هو جوهر فكرة المفكر خاجان نصر الدين المجازية، حين قال: عندما تتوجه روسيا نحو الشرق تصبح قوة عظمى دولة عظمى في كافة الميادين، وهذا ما أثبته التاريخ الحديث وهذا ماتحقق فعلاً خلال الفترة 1917-1991.
الخيار الثاني: يؤكد المفكر خاجان نصر الدين عندما تتوجه روسيا نحو الغرب سوف تفقد دورها وهيبتها وتضعف قوتها الاقتصادية ثم العسكرية وعلى مختلف الاصعدة، ومن اجل توضيح ذلك ينبغي ان نفكك ابعاد ومضامين هذه المقولة على الشكل الاتي:
في اذار عام 1985 تقلد ميخائيل غورباتشوف مقاليد الحزب والسلطة السوفيتية(( وخدع)) نفسه أولاً، ثم خدع الحزب والشعب السوفيتي بشعارات واهية وجوفاء وبنهج فوضوي تخريبي مقصود خدم الماسونية والصهيونية والامبريالية العالمية ألا وهو نهج مايسمى بالبيروسترويكا سيئة الصيت في شكلها ومضمونها للفترة 1985-1991.
ان نهج البيروسترويكا الكارثي وشعاراته الكاذبة قد أدخل الحزب الحاكم والشعب والدولة السوفيتية في دوامة من عدم الاستقرار واشاعة الفوضى السياسية والفكرية والاقتصادية- الاجتماعية والقومية في أن واحد، وان هذا النهج كان مخطط له من قبل قوى الثالوث العالمي وينفذه عملاء النفوذ في الحزب والسلطة وبشكل واعي ومدروس ومنظم ومعروف النتائج، اذ تم اضعاف دور ومكانة الحزب الحاكم من خلال الغاء المادة السادسة من الدستور السوفيتي والتي تنص على قيادة الحزب للسلطة والمجتمع وتم أرباك واضعاف السلطة السوفيتية وفي كافة الميادين وعلى مختلف الاصعدة، وبهذا الخصوص أشار يناييف نائب رئيس حكومة الاتحاد السوفيتي قائلاً: (( ان السلطة أصبحت مشلولة تماماً وجرى تجاهل القوانين ولم ينفذ منها ألا أوامر منح الاوسمة….))، واصبح نفوذ دولة الاتحاد السوفيتي كدولة عظمى يتضائل تدريجياً بسبب نهج البيروسترويكا على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي، واصبحت الدولة السوفيتية أشبه بالتابعة للغرب الامبريالي بشكل عام والامبريالية الامريكية بشكل خاص، ولعب كل من الماسونيين السوفيت- الروس وفي مقدمتهم غورباتشوف وشيفرنادزه وياكوفلييف وغيرهم من الماسونيين الذين كانوا في قمة الحزب والسلطة دوراً اساسياً ورئيساً في اضعاف وشل دور ومكانة الحزب الحاكم والدولة السوفيتية حتى أوصلوا الحزب والسلطة الى درجة التفكك والاختفاء من المسرح السياسي في عام 1991، وهذا مافشل وعجز عن تحقيقه كل من هتلر وترومان وريغان وبوش الاب ….؟ !.
ماذا يتوقع القارى الكريم والسياسي المبدئي والنظيف من غورباتشوف وفريقه المرتشي والفاسد، فغارباتشوف ماسوني ومرتشي ورخيص الثمن، فهو الذي أستلم رشوة مالية مقدارها 100 ألف دولار من رئيس كوريا الجنوبية السابق، وماذا يتوقع من خائن عندما كان يقوم بالدعاية لأكلة(( البيتزا)) مقابل حفنة من الاوراق الخضراء( الدولارات)، وماذا كان يتوقع منه عندما قال:((ان هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية))، وكما قال ايضاً(( كانت الشيوعية بالنسبة إلي ماهي ألا مجرد دعاية))، وماذا يتوقع من المتسول السياسي والجائع الذي حمل حقيبته وتجول في العواصم الغربية من اجل القاء محاضرات رخيصة الثمن؟! الدفع طبعاً بالدولار الامريكي بالضد من الفكر الانساني، الفكر الاشتراكي العادل. اما شيفرنادزه وزيرخارجية الحكومة السوفيتية السابق، فهو لم يختلف عن غورباتشوف لا بالسلوك ولابالرشاوي… فقد إستلم مكافئة نقدية من حكومة المانيا الغربية أكثر من 300 ألف مارك، ثمناً رخيصاً لجهوده في توحيد الالمانيتين، من المستفيد ولمصلحة من كل ذلك؟!
في عام 1992 تسلم بوريس يلتسين الحكم في روسيا،ولعبت امريكا ومؤسساتها الدولية ووكالة المخابرات المركزية الامريكية(CIA) الدور الرئيس في ذلك، فهو رئيس ضعيف ومخمور في أغلب أوقاته، وقد كان لعبة أو دمية في أيدي العناصر المتنفذة في الحكم من غير القومية الروسية، فهو ماسوني وحائز على وسام مالطا الماسوني، وخلال فترة حكمه 1992-2000، قام بأضعاف دور ومكانة وهيبة روسيا الاتحادية وعلى مختلف الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية، واصبحت روسيا الاتحادية رهينة وتابعة للغرب ولامريكا وللمؤسسات الدولية لاسيما صندوق النقد والبنك الدوليين، وكما لعب أندريه كوزوروف وزير خارجية روسيا السابق الماسوني ومن عملاء النفوذ دوراً خطيراً وسلبياً في اضعاف دور ومكانة روسيا على المسرح السياسي الدولي لمصلحة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، وأطلق على كوزوروف في حينها (( الموظف الصغير في الخارجية الامريكية)، وهو اليوم هارب في أمريكا ويطالب من امريكا(( بتقويض النظام الحاكم في موسكو)). وخلال فترة حكم يلتسين انتشر(( عملاء النفوذ) وبشكل كبير في السلطتين التنفيذية والتشريعية، وكانوا لايزالون يعملون من اجل اضعاف وتفكيك روسيا الى عشرات الدويلات لصالح امريكا وحلفائها.
أما من الناحية الاقتصادية، فأصبحت روسيا الاتحادية تنفذ 100% وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية، وبسبب تطبيق هذه الوصفة انتشر وعم الخراب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي…، وتحولت روسيا الى شبه مستعمرة تابعة للغرب الامبريالي بشكل عام والامبرايالية الامريكية بشكل خاص، مما أدى كل ذلك الى ان تفقد روسيا أمنها الاقتصادي والغذائي.. وعمت الفوضى السياسية والانقلابات الحكومية المدعومة من قبل امريكا وحلفائها، واصبح التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لروسيا من قبل امريكا ومؤسساتها الدولية معروف للجميع في رسم السياسة الاقتصادية والاجتماعية لروسيا.
لقد افرزت هذه الوصفة وهذا التدخل المباشر في نقل أخطر امراض النظام الرأسمالي الى روسيا والمتمثلة في تنامي معدلات البطالة والفقر، وتفشي الجريمة والرشوة والمخدرات، وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية وبيع السلع الحية، وتدهور كبير للعملة الوطنية، وتدهور المستوى المعاشي للغالبية العظمى من المواطنين وخاصة اصحاب الدخول المحدودة، وظهور الحيتان والديناصورات المالية والمتمثلة بالمليونيرية والملياردرية، وانعكست هذه الافرازات الخطيرة على اضعاف دور ومكانة وهيبة روسيا الاتحادية على الصعيد الدولي سياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً وبشكل ملموس، وتعد فترة حكم يلتسين من أسوء فترات حكم روسيا سواء قبل ثورة اكتوبر عام 1917 أو بعدها، اذ فقدت حرية اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي…. وأصبحت شبة تابعة او(( ملحق)) لامريكا وحلفائها، ولعب(( الطابور الخامس)) و (( عملاء النفوذ)) المتنفذين في السلطة هذا الدور السلبي لصالح الولايات المتحدة الامريكية بالدرجة الاولى، هذه الحالة الخطيرة التي عاشتها روسيا كانت تجسيداً حياً وملموساً لمقولة المفكر خاجان نصر الدين عندما تتوجه روسيا نحو الغرب الامبريالي.
بعد عام 2013، وفي ظل حكم الرئيس فلاديمير بوتين، وبسبب المواقف السلبية الكثيرة والمتعددة من قبل امريكا وحلفائها تجاه روسيا، والدعوة العلنية وغير العلنية من قبل خصوم روسيا في الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية حول ضرورة تقويض النظام الحاكم في روسيا من خلال الاعتماد على (( الاصدقاء- الحلفاء)) من الليبراليين المتطرفين وعلى (( عملاء النفوذ)) في السلطة او خارجها من أمثال أندريه كوزوروف، وكسيانوف، رئيس الوزراء السابق والملقب (( ميشا 2%) وعلى الملياردرية وفي مقدمتهم كوزوروف وغيرهم.
لقد شعر الرئيس الروسي بوتين بهذا الخطر الجدي على نظامه وسلطته، والعلاقة السلبية بين موسكو وبعض اهم العواصم في الغرب الرأسمالي وخاصة لندن وبون وباريس ….، ان الامة الروسية كانت ولاتزال أمة قوية لها مكانتها ودورها في التاريخ ولايمكن ترويضها او احتوائها، فروسيا الاتحادية اليوم تسعى لاعادة دورها وهيبتها ومكانتها وعلى مختلف الميادين والاصعدة، وهي تسعى اليوم للدفاع عن مصالحها الحيوية وامنها القومي وبما لايتعارض مع القانون الدولي.
لقد دخلت روسيا الاتحادية اليوم في حالة تنافس وليس صراع مع الدول الرأسمالية، لأن روسيا اليوم تشكل جزءاً من النظام الرأسمالي العالمي، وتسعى القيادة الروسية إعادة دور ونفوذ روسيا كدولة عظمى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعلى كافة الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية، هذا الدور والنفوذ الذي فقدته روسيا من خلال تطبيق سياسة مايسمى بالاصلاح الاقتصادي للفترة 1992-2012، وفي ظل تبنيها للرأسمالية كنظام سياسي واقتصادي- اجتماعي يصعب على القيادة الروسية من ان تحقق اهدافها وضمان مستقبلها، فالمستقبل القريب سوف يكشف أمكانية او عدم امكانية تحقيق هذه الاهداف.
أن قوة ونفوذ ودور اي نظام سياسي واقتصادي- اجتماعي تتحدد بطبيعة الطبقة الحاكمة، وبطبيعة دور قادة النظام السياسي القائم من حيث كفائتهم واخلاصهم ومبدئيتهم وايمانهم بنظامهم ودرجة تضحيتهم من اجل الحفاظ على نظامهم، وان قوة النظام تعتمد وترتبط بطبيعة القيادة السياسية الحاكمة، بدليل ان لينين وستالين ودرجينسكي وكوجاتوف وجوكوف وغروميكو وغاغارين وغيرهم قد أسسوا وبنوا دولة عظمى ، دولة قوية بنظامها الاشتراكي العادل والقوي، هولاء القادة وغيرهم قد مثلوا القوة السياسية التي انجزت وبنت القوة الاقتصادية- الاجتماعية والعسكرية والايديولوجية، فاصبحت عن حق دولتهم الاتحاد السوفيتي- روسيا قطباً أساسياً ورئيساً في الميدان الايديولوجي والسياسي والاقتصادي والعسكري، وضمنوا وحققوا التوازن والاستقرار والسلم الاهلي لشعوب العالم كافة خلال الفترة 1946-1991، هذا ماكان يعنيه المفكر خاجان نصر الدين عندما تتوجه روسيا نحو الشرق مع وجود قيادة حقيقية وتتبنى الاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي- اجتماعي.
أن غورباتشوف وشيفرنادزة وياكوفلييف ويلتسين وغايدار وبوربوليس وكوزوروف وكسيانوف وجوبايس وكراجوف وكريف وبوبوف ويافلنسكي وفولسكي وأرباتوف وغيرهم، ما هم ألا أفرازات سلبية وسيئة لتوجه روسيا نحو الغرب، وان هولاء قد أضعفوا دور ومكانة وهيبة روسيا على مختلف الاصعدة لصالح الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، فهم (( أصدقاء- حلفاء) الغرب الامبريالي، وقد كانوا ولايزالون أدوات طيعة في يد الغرب- امريكا والمؤسسات الدولية والمخابرات الغربية من اجل تنفيذ المخطط الهدام المرسوم لهم والذي يهدف الى تفكيك روسيا الى دويلات وتحت غطاء مايسمى بالاصلاح الاقتصادي والنهج الليبرالي المتطرف ولكن هذا النهج سيكون مصيره الفشل، لأن سيناريو تفكيك الاتحاد السوفيتي تحت غطاء البيروسترويكا لايمكن ان يتكرر مرة اخرى.
أن هولاء وغيرهم قد خربوا وأذلوا شعبهم وعلى مختلف الميادين لصالح أمريكا وحلفائهم وهولاء قد نفذوا ماعجز عن تنفيذه أو ما كان يطمح إليه كل من هتلر والرئيس الامريكي السابق ترومان ودالاس رئيس جهاز وكالة المخابرات المركزية الامريكية(CIA) وكذلك ريغان وبوش الاب… بيل كلينتون…. وأوباما… وبريجنسكي، وكيسنجر…. ولم يخطىء المفكر خاجان نصر الدين حول توجه روسيا نحو الغرب وخطر ودور(( عملاء النفوذ)) في السلطة وما الى ذلك من مخاطر جدية على روسيا وشعبها.
نعتقد ان (ثوب) روسيا هو( ثوباً) وتوجهاً وطنياً ويسارياً واشتراكياً، فروسيا لايمكن ان تصبح دولة عظمى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأيديولوجياً ألا من خلال تبنيها للاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي- اجتماعي، وهذا ما أكدته وأثبتته وزكته الحياة وبالملموس منذ ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في عام 1917 ولغاية عام 1985.
نعتقد ان على الشعب السوفيتي- الروسي ان يحذر من تبني وتطبيق الرأسمالية كنظام سياسي واقتصادي- اجتماعي، فهو أدرك وبالملموس فضائل الاشتراكية، وهو اليوم يعيش مرارة وبؤس هذا النظام الرأسمالي غير العادل، وكذلك عليه من ان يحذر من ارشادات وتطبيق سياسة وبرامج المؤسسات الدولية المتمثلة بصندوق النقد الدولي، البنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، هذه السياسة التي أدت وتؤدي اليوم الى الفقر والاذلال والبطالة والحروب غير العادلة والازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكما ينبغي على الشعب السوفيتي- الروسي من ان يرفض برنامج الخصخصة، لأنه برنامج التخريب وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار ويعمق حالة الاستقطاب وبشكل مرعب لمصلحة 1%، والخصخصة تولد العبودية والقهر والاستغلال وتعمق التفاوت الاقتصادي- الاجتماعي في المجتمع وبشكل مفرط ووحشي.. فالمستقبل القريب سيكشف لنا مصداقية كل ذلك وغيره.