19 ديسمبر، 2024 12:23 ص

الانسان قيمة عُلـيا..ولـكن!!

الانسان قيمة عُلـيا..ولـكن!!

الانسان خليفة الله في الأرض، وحرصت كل الرسالات السماوية على تحقيق إنسانيته وحفظ كرامته ورسم طريقه في الحياة الدنيا وعلاقته بالله سبحانه وتعالى وعلاقته بأخيه الانسان.

وقد أصاب هذه العلاقة إشكالات كبيرة منذ بدء الخليقة، تجسدت بشكل سلبي مع اول حادث قتل على الأرض، عندما قتل قابيل أخاه هابيل، فسنَّ بذلك شريعة القتل التي امتدت الى يومنا هذا.. وهي أي العلاقة بين الانسان والانسان وان كان القتل اشدها بسبب الخلاف والاختلاف، فان هناك حالات خلافية عديدة أدت الى نشوب حروب وصراعات وازمات تسببت في موت الملايين من البشر. ولم تتوقف تلك الحالات عبر الدهور، بل اخذت اشكالا مختلفة ودخلت في اطر عديدة وحملت سمات العصر الذي تنشب فيه. فالغيرة والحسد والاستحواذ على مال الغير والاستهانة بالاخر والتنابز بالألقاب والتجاوز بالألفاظ والافعال، كلها حالات أدت الى تلك الصراعات والنزاعات، مرة بين الأشخاص، وأخرى بين الاسر، وثالثة بين العشائر، ورابعة بين الدول، حتى ان حروبا كبيرة نشبت نتيجة انتشار تلك القيم السلبية.

خلاصة القول ان آلاف السنين مضت ومازالت كرامة الانسان تُنتهك وتُمتهن.. تتغير الأنظمة وهذه الكرامة على المحك، وتصدر لوائح حقوق الانسان، والكرامة والحقوق في اخر سلم الاهتمامات بحيث تميل الكفة أحيانا الى صالح المعتدي، فيظلم المُعتدى عليه مرتين.. هذه المقدمة الطويلة هي في الحقيقة مدخل الى حالة خطيرة تكررت عشرات المرات في بلدنا الذي قبل بالديمقراطية منهجا، ورضي بالتغيير، اسلوبا وتجاوز عصر الدكتاتورية والعنجهية والتسلط ليحل محلها مؤسسات دولة تحترم الانسان وتعمل من اجل احقاق حقوقه وكرامته.. الحالة هنا هي اعتداء القوات الأمنية في السيطرات وغيرها من المقرات على المواطنين وبأسلوب بشع يشير الى سوء خلق بعض المنتسبين الذين حسب ما يبدو يخضعون لشتى الفحوصات سوى الفحص الأخلاقي.

فيستغل هذا البعض الذي نتحدث عنه مناصبهم ووجودهم فيعتدون اثناء أداء واجباتهم على المواطنين في الشارع وامام المارة.. ولعل ما حدث للزميل رئيس تحرير صحيفة كل الاخبار عقيل الشويلي يوم الأربعاء الموافق 29 اذار 2017 هو ما نتحدث عنه.. ان بعض منتسبي القوى الأمنية الذين يعتدون على المواطنين سواء بسبب او بدون سبب، وهذا “أمر وأدهى”، مدانون بسوء تصرفهم وسوء اخلاقهم، ولا يصلحون لهذه المؤسسة التي طالما تمنينا ان تكون بعيدة عن هذه التصرفات، وتكون مثلما ترفع شعارها بانها في خدمة الشعب وتعمل لحمايته.. فاذا كان هناك مؤشر على أي مواطن او مخالفة فان السياقات والقوانين وضُعت وشُرعت للتعامل مع هكذا حالات. أما التصرفات الشخصية فهي مدانة وهي إساءة واضحة للمواطن أولا، وللمؤسسة التي يعمل فيها المنتسب ثانيا، واساءة للعراق، لان ذلك يتنافى مع الدين والعرف والمبادئ والقيم والأخلاق.

اخزى الله من يسعى الى الاستهانة بالعراقي ويمس كرامته ويسيء اليه.. وهذه التصرفات إضافة الى كل ما ذكرنا فانها تبتعد عن المواطنة الحقة.