تساءلت ذات يوم: لماذا لا تكون إدارة العتبتين في كربلاء مؤسسات استشمارية كبيرة على غرار مؤسسة الأمام الرضا (ع) ؟ ومع الأيام اصبح هذا الحلم حقيقة على أرض الواقع، حين استطاعت إدارة العتبتين المطهرتين أن تلج باب الإستثمار من اوسع ابوابه، يعمل في مؤسساتها اكثر من (18) الف موظف يتقاضون رواتب تفوق رواتب اقرانهم في المؤسسات الحكومية، وتقدم خدمات متميزة في القطاعات المتنوعة، ففي المجال الطبي باتت تمتلك مستشفيات كبيرة جدا تضاهي مثيلاتها في الدول الأخرى، وبشهادة اطباء في دول متقدمة مثل المانيا والهند، ومعلوماتي أنها اخيراً، وضعت حجر الاساس لتصنيع منتجات بات البلد في أمس الحاجة إليها بعد أن عجزت الدولة بوزاراتها كلها وكوادرها أن تفعل مافعلته ادارة هاتين العتبتين.
أمامي امثلة كثيرة جدا، منها مدن الزائرين التي اشرف على بنائها العتبتان وبجانبها التي بُنيت من قبل وزارة الاسكان قبل سنوات وصلت فيها الرطوبة للطابق الثاني، وحين تدخل ضيفا على دور الزائرين التي بنيت من قبل الروضتين في كربلاء المقدسة، تشعر انك في بلد آخر غير العراق.
اسمحوا لي بطرح تساؤل آخر: لماذا لا تحذوا مؤسساتنا الحكومية حذو العتبتين ؟ حين تشرف على تنفيذ المشاريع في المحافظة وغيرها من المحافظات بلحاظ أن الذين ينفذون المشاريع، ويشرفون عليها هم نفسهم، الذين يعملون في دوائر الدولة، وتركوها اما بتقديم الاستقالة او بعد الإحالة على التقاعد.
وللاجابة على هذا التساؤل، نقول: إن السر يكمن في الإدارة، ومتابعة المشاريع وانخفاض نسب الفساد مقارنة بما يجري في دوائر الدولة الأخرى، مما انعكس على أداء الموظفين، وبالتالي تفانيهم في انجاز واجباتهم وتميزهم في ابداعات لم يكن لها راعٍ في دوائرهم، فالذي احدث هذه النقلة في مشاريع العتبتين، هم عراقيون، واغلبهم من مدينة كربلاء المقدسة.
امنياتي كلها محصورة نحو حلم أن نرى مشاريع حكومتنا تنفذ بطريقة تماثل المشاريع التي تشرف عليها إدارة العتبتين في المحافظة.