19 ديسمبر، 2024 12:56 ص

العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم ..

العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم ..

قررت وزارة الخارجية العراقية استدعاء القائم بالأعمال الأردني مستنكرة ما أسمتها بالتجاوزات على الرموز والشخصيات الدينية والوطنية ؟! بهذه الكلمات المقتضبة تحدثوا مع السفير الاردني مع تقديم واجب الكرم والضيافة العراقية ؟ انها مجرد جلسة تسامر عراقية أردنية في مبنى الخارجية  تحدثوا من خلالها عن وجود اساءة أردنية جديدة استهدفت مراجع دينية ورموز وطنية !! وياريتهم لم يتحدثوا لاننا سنزداد ضعفا ومهانة من هذه المواقف الرسمية العراقية المخزية ؟

ما فائدة الاستدعاء والاستنكار دون أن تكون هنالك حلول جذرية توقف استهتار الآردن وبقية الدول الاقليمية والخليجية المعادية للعراق  ؟ ان سياسية الاستدعاء والتنبيه وتسليم مذكرة احتجاج هي من اختصاص اللاعبين الكبار ؟ لان غضب هذه الدول يعني الكثير للدول العميلة والصاغرة ومنها عراق اليوم ؟  اختصر كلامي ومقالي واوجه نصيحتي الى حكومتنا البائسة بالكف عن المماطلات في محاولة امتصاص نقمة الشارع الذي يبدو انه وصل الى حالة من الاحتقان تنذر بالانفجار الذي سيحرق الأخضر واليابس !! ولا شك ان الحكومة العراقية تتحمل الجزء الأكبر مما يحدث في البلاد !! فمن غير المعقول ان يعتدى على العراق والعراقيين وتبقى الحكومة ساكتة ضعيفة تستجدي المواقف والوساطات من هذه الدولة او تلك ؟ يجب ان يعلم الدكتور حيدر العبادي ان الشارع العراقي بدء موحدا أكثر من قبل ومقتنعا ان السيادة العراقية أصبحت في الجيب الأمريكي والخليجي وان الاردن جزء من المشروع الصهيوني في المنطقة وان السكوت على الممارسات الاردنية المعادية للعراق دون اتخاذ قرارات مؤثرة بحق الاردن امر مزعج جدا ولا يلبي مطالب الشارع العراقي وسيزيد الطين بلة وهو استهتار كبير وضحك على الذقون تشترك به الحكومة العراقية والاردنية معا !

ما يهمنا هو التعهد الرسمي الاردني بايقاف الاستفزازات والاعتداءات والمؤتمرات المناهضة للشعب العراقي والمكون الشيعي بالذات وبغير ذلك يجب فان الحكومة العراقية سنفتح على نفسها أبواب جهنم لان السيل بلغ الزبى والشعب يريد استرجاع كرامته ولا يقبل بالمزيد من التطاول والاستفزازات الداخلية والخارجية وعليه يجب الرد بالمثل والعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم ، ولدى الحكومة العراقية خيارات كثيرة للتعامل مع جميع هذه الدول وحتى اقليم كردستان وتصرفات مسعود برزاني فقد وصلت الى حد لا يمكن السكوت والمجاملة عليها ..

لدينا وسائل ضغط سياسية واقتصادية متعددة نستطيع من خلالها اجبار الآخرين على احترام العراق وسيادته ورموزه ومراجعه !! ان أمة التي لا تحترم علمائها وتزدري مفكريها ، لا تستحق الاحترام ..

ان السياسة التي ينتهجها النظام الأردني سياسية عدائية منذ سقوط النظام الصدامي الى يومنا هذا ؟! وانعكس هذا العداء على الشارع الأردني قولا وفعلا ، وأصبحوا الناس على دين ملوكهم !!

فما من مصيبة وبلية الا ومنشأها أردني ، وما من تهريج وطائفية الا ومصدرها خطب الجمعة وأئمة المساجد في مختلف المحافظات الاردنية !! وما من فتنة طائفية وسياسية في العراق الا ومصدرها الحثالات البعثية والمرتزقة السلفية !

وما من تفجير انتحاري في العراق الا ونجد دبكة أردنية تتراقص على جراحات وآلام الضحايا  !! ومازالنا نتحدث عن الأخلاق واننا أفضل منهم وانهم أتباع يزيد ومعاوية ونحن أتباع محمد وعلي ؟!! وما زال  الاصرار الأردني متمسك بثوابته الوطنية وأخلاقه العربية الأصيلة ؟! هل هي لعبة سخيفة أم سذاجة رخيصة … ان سياسة التحالف العراقي الوطني (الشيعي) فاشلة ولا ترتقي الا طموح الناخبين .. لا نريد أن نكون ظالمين كما لا نقبل أن نكون مظلومين فهذه ليست من الدين ولا من شيم العراقيين أباة الضيم ..