ان ما حصل من اعدام ( نمر النمر) من قبل المملكة العربية السعودية وما جرى من تصريحات وتداعيات دراماتيكية سريعة تقودنا للوقوف على الاسباب الحقيقية التي جعلت السعودية تنفذ حكم الاعدام بالنمر وفي ذات الشأن ما حصل من ردة فعل من قبل البعض وخاصة من الذين سيطر عليهم السرطان الطائفي ولم يعودوا يستخدمون العقل والمنطق وفقدوا توازنهم مثل ما فقدوا انسانيتهم , ومن هنا بدأنا نستنشق الهواء الملوث بدخان الاسلحة ونسمع قرع طبول الحرب تتصاعد في وتيرة متسارعة لا نلمس لها رقة او هدنه وان الامور حبلى بما لا يحمد عقباه فصراع الدول الاقليمية بات على اشده وخاصة الايرانيين الذين استخدموا كافة الوسائل التي تلتقطها ايديهم لبث الفرقة وتسميم الاجواء والاخرون ينعقون معها بلا هدف او اثارة من علم او تفكير بالعواقب فالقضية بدأت باختطاف الصيادين القطريين من قبل مجموعات تابعة لايران ومنها بدأت الشروط والمساومات تنهال على الخليجيين لاجل اطلاق سراحهم وبدأت المفاوضات بتاريخ 21122015 كانت اولى الشروط هو انسحاب الجيش الحر او المسلحين السوريين من قرية الشيخ مسكين وان انسحابهم كان مطلوبا بشدة لتخفيف الضغط عن جبهة حزب الله وكان لهم ذلك حيث كان التفاوض السري عبر الامم المتحدة وتم الانسحاب من قبل المسلحين وتحت رعاية الامم المتحدة وعندما تم الانسحاب ارسل الامين العام للامم المتحدة ولمرتين رسائل الى الحكومة العراقية طالبت باطلاق القطريين ولكن كان الشرط الاقوى الثاني هو اطلاق سراح الشيخ النمر المسجون بتهمة مقاومة الشرطة السعودية وانشاء خلية ارهابية سرية مدعومة من ايران في منطقة العوامية في قلب السعودية وبث افكار تدعو لاقامة ولاية الفقيه المشابه لولاية فقيه ايران فيها , لاجل ذلك استمر التفاوض عدة ايام بين الحكومة القطرية وايران وممثلي من الحكومة العراقية والمليشيات التابعة لها ولاجل تسوية المسألة ارسل رئيس الوقف السني الشيخ مهدي الصميدي برسالة الى القادة السعوديين يطلب فيها الموافقة على زيارة المملكة لبحث ملف النمر لغرض التوسط لدى الملك سلمان بن عبد العزيز لاطلاق سراح النمر او على الاقل التريث في تنفيذ حكم الاعدام ووافقت المملكة على زيارته لكن يبدو ان جهود الشيخ قد فشلت بسبب رفع سقف المطالب من قبل الخاطفين ودعوتهم الى انسحاب قوات الجيش الحر من الغوطة و حلب ودوما وبعدها وصلت المفاوضات الى طريق مسدود وفشلت كل الجهود لاحتواء الموقف ما دعا المعارضة السورية لشن هجوم بعد عدة ايام لاستعادة مواقعها التي تركتها في قرية الشيخ مسكين .. والرسالة التي ارادت المملكة ايصالها من تنفيذ حكم الاعدام ان السعودية مصرة على موقفها المناهض للتدخلات الايرانية في المنطقة
وانها لا تقيم وزنا للملالي واتباعهم مهما حدث وان ما يحصل حرب حقيقية ضدها وضد العرب باجمعهم وليس لعبة اطفال وان الخليجيين قد سئموا من افعال ايران وعملائهم وطفح الكيل لديهم وما يهمنا هنا موقف الكثير من اذناب وعبيد ايران في العراق الذين ثارت ثائرتهم وتورمت اوداجهم وشحنت احقادهم لمقتل النمر في حين ان ايران مارست افعال لا انسانية ضد شعبها وتعدم المئات سنويا من معارضيها وتعرضهم على الاعلام وهم على اعواد المشانق وكذا ما فعلت بالشعب السوري من تدمير وحرق وقتل من قبل نظام بعثي دموي تدعمه هي بكل قوة ومليشيات وحزب الله وغيرهم من حرسها الثوري الذين يقاتلون ضد الشعب السوري بحجة مقاتلة التكفيريين وظلت البراميل المتفجرة تنهمر فوق رؤوس الناس في سوريا عنوانا وصورة لا يمكن ان ينساها او يتغاضى عنها انسان باي شكل من الاشكال وها هي مجزرة كربلاء الرهيبة لم تجف دمائها بعد ولم تندمل جراحها ولم يصمت انين شهدائها وقد ارتكبت بحق المرجع الصرخي واتباعه بالرغم من ان المرجع الصرخي لم يكن معارضا مسلحا ولم نسمع عنه ولا عن اتباعه انهم حملوا السلاح يوما او انشأوا مليشيا ولكنهم تعرضوا لابشع جريمة عرفها التاريخ حيث استعملت ضدهم جميع انواع الاسلحة وعلى رأسها الطائرات المقاتلة والحرق والسحل والتمثيل بالجثث والتعذيب والسجون لا لشيء الا لانهم قالوا كلمة الحق بوجه المفسدين الجائرين وائمة الضلال منتحلي التشيع ولم نسمع من احد ابدا استنكارا او استهجانا لما حصل بحقهم الا من النادر الاندر ارتكبوا مجزرتهم ضده وهو رجل دين حقيقي شيعي وانسان وطني عراقي غيور لايوجد مثيل له من علماء الشيعة لا سابقا ولا حاليا بالرغم من كل ذلك ارتكبوا ضده ابشع المجازر وهدموا بيته ومسجده بالطائرات ولم تهز كل هذه الافعال شعره من جلودهم .. تلك هي الازدواجية والنظر بعين واحدة والكيل بمكيالين .. يقول المرجع العراقي السيد الصرخي في تصريح لصحيفة الشروق الجزائرية بتاريخ 812016 تحت عنوان “سكتم عن المجازر ضد السنة في العراق وسوريا وتبكون على النمر”..ما نصه (” فلا يوجد أي مبرر ديني أو أخلاقي أو إنساني أو تاريخي أو قانوني يبرّر اهتمامهم وتفاعلهم وتحشيدهم وتأجيجهم الفتن في مقابل المواقف المخزية والصمت القاتل الذليل من الجميع إزاء ما وقع ويقع على أهلنا وأعزائنا رجال الدين العلماء من السنة والشيعة من خطف وقتل وتمثيل وحرق وسحل ورقص على جثث الأموات الشهداء، وتبقى مجزرة كربلاء وما حصل على طلبتنا وفضلائنا شاخصة وصمة عار في الدنيا والآخرة على جبين وفي صحائف أعمال عمائم السوء ومراجع الطائفية والإجرام وصحائف كل من أجرم وأمضى أو رضي بالجرائم التي وقعت على العراقيين في كل العراق “. واستغرب السيد الصرخي من ازدواجية المواقف في العراق وإيران، من حادثة إعدام مواطن سعودي من طرف سلطات
بلاده، دون أن تبالي تلك الأصوات بالجرائم التي تقع على أهل السنة في العراق، وضد السوريين، ويسجل أن النمر “ليس من مواطني العراق، ولا من مواطني إيران، وثبُت أنه لم يصدر منه أي موقف لصالح العراق وشعبه المظلوم، وهنا تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير؟ !”. وفي الختام أقول سبحان الله والشكوى الى الله تعالى من أن يكون عندهم قتل شخص في السعودية جريمة لا تُغتَفر … وقتل شعب كامل في العراق وسوريا قضية حسنة ممدوحة ليس فيها نقاش ولا نظر. !!!!