الحرب التسقيطية تتخذ أشكالاً متعددة في الهجوم، لكن الإمام علي عليه السلام، يقول: (بكثرة الصمت تكون الهيبة)، ومنها تعرض السيد وزير النقل، باقر جبر صولاغ الزبيدي، الى حملة شعواء، أصلها تضرر أشخاص، يبلغ تعدادهم ما بين (50) الى (200) مسافر، على طائرات الخطوط الجوية العراقية، وبحجج تافهة، ولكن لا يتم التعرض لأكثر من ثلاث مليون نازح عراقي، ولا يعرف أين ذهبت المبالغ المخصصة لهم؟
السارقون التافهون يعلمون جيداً، سوف لا تتم المحاسبة أو المحاكمة، وكذلك الإعلام صامت عنهم، لكنه تجده قد أصبح ناطقاً، عن توافه الامور وبأبسط الذرائع، التي لا تغني من جوع ولا تأمن من خوف، فكيف بالملايين النازحة، وهي تعاني دون مبالاة لهم، ثم أن مشاريع وزراة مثل وزارة النقل الضخمة، بكل مديرياتها العامة، باتت مثمرة واضحة، والسؤال الذي يفرض نفسه، لماذا يتم تسليط الضوء، والتركيز على الذبابة في الطائرة، أو نوع رغيف الخبز؟ سيما وتنوع الطائرات، وكثرة الشركات، هي نقاط ضعف لشركة الطيران العراقي، وهذا التنوع منذ اكثر من ثمان سنوات، وتحسب التراكمات على الوزراة بفريقها الماضي.
إنطلق الوزير ليفكر بشكل واقعي، بحياة اربع وثلاثين مليوناً عراقياً، لينشئ مؤانئ مهمة، تخص حاضره ومستقبله، على مستوى اليد العاملة، والإستثمار والإنتاج، لضمان غد افضل لنا ولأجيالنا، فدعوا التسقيط وركزوا على السراق، الذين هم بمأمن من رماح كلماتكم، في حربكم الفاشلة.
عندما يصنع الفاسدون مجزرة أو كارثة بعراقنا، يبدو وكأنه غيمة عابرة، رغم أنها مغطاة بالجثث والجرحى، ولاتتم الإشارة إليها، لأنها تصبح طي النسيان بقصد وتعمد، فينأون بأنفسهم عن المحاسبة، والأدهى من هذا أنه يشارك، في العملية السياسية الجارية في البلاد، ولا أهمية للدماء والإشلاء، وكأنهم يطلبون من العراق، تقديم الولاء والطاعة، فتجدهم قد أشتروا كل الأصوات المنادية، بمحاسبة السراق.
المبارزة التسقيطية بين الفاسدين والناجحين، تكمن في أن الفريق الثاني، حطم غربان الفساد، التي تحاول النيل من منجزاتهم، وكشفوها على حقيقتهم بأرض الميدان، فينسون قبائح السراق، التي أدت الى ضياع العراق، ويشمرون بألسنتهم النتنة، حول أكاذيب باطلة لا شرعية لها، وهو يقول لهم بهيبة الصمت، مخاطباً هؤلاء النازحين، المغلوب على أمرهم: أنا أنحني لحكمتكم في البقاء والصبر، والباريء يحب الصابرين، ويؤكد العبارة القائلة: إن المشروع مع الشعب، هو المشروع الباقي، لأنه مشروع مع الوجود والمصير.