22 نوفمبر، 2024 9:59 م
Search
Close this search box.

نعم بكل فخر أنا أيزيدية

ثلاثة أشياء لايختارها الانسان بارادته ولم يكن قد وضعها هو لنفسها بل ولدت معه وكان هو جزء منها شاء أم أبى فهي أصبحت صفحته الاولى وتاريخه الأولي ، فالإنسان يولد ضمن أسره معينه لأبوين معينين فيكون ابنهما ويطلق عليه أسم يختارونه هم له فيصبح ابن لام وأب لم يختارهم هو لنفسه وله اسم لم يختاره هو ايضا لنفسه . يتم تأهيله ضمن محيط هذه الاسره بتربية معينه قد تكون دينيه وقد تكون بعيدة جدا عن الدين فإذا ماكانت تربيتهم له دينيه فانه سيرافقهم الى أماكن العباده التي يرتادونها كالمزار او المعبد او الكنيسة او الجامع ويمارس الطقوس التي يتبعها والداه ويحفظ الشعائر والنصوص والأقوال فكل دين وكل معتقد منهجيته الخاصة وشعائره فَلَو فرضنا انه ولد ضمن عائلة تدين بالإسلام ديناً سيكون مسلما وكذلك اذا ولد ضمن عائله يزيدية او مسيحيه او بوذية او صابئيه او درزية او يهوديه او………الخ من الأديان والطوائف والمعتقدات الموجودة على الارض فيكون تابع لمعتقدات أهله وضمن هذا المحيط وهذه الارض وهذا الانتماء . من هنا نجد أنفسنا ان الوراثة المجتمعية هي التي اختارت لنا ابوينا والعائلة التي نرتبط بها وننتمي اليها فكانت لتلك للعائلة الأثر الاول في تكويننا النفسي ورسم شخصيتنا بمراحل حياتنا الاولى باعتبار ان العائله هي النواة الاولى التي لها الأثر الكبير في نشأة الوليد الجديد وتأهيله فأما ان يتربى على العدوانيه والعداء للاخر او على المحبة والاحترام وأما ان يكون سَوِيّ الخلق والاخلاق ويحمل من الفضيلة والإنسانية مايمكن ان يتعامل به بمحبة مع الآخرين . يبقى يرافقنا الإيمان بالدِّين الذي تربينا عليه هو الأساس في الحفاظ على المجتمع الذي نشأنا فيه لكن قد تحدث حالات رفض للدين او للمعتقد عندما ينضج الشخص ويكبر ويكون كامل الأهليه فقد يرفض دين آباءه و يختار مايواكب أفكاره ويقتنع بصحة وسلامة مبادئ ما يرغب في اعتناقه فيغير ماكان عليه وهذا من حق الشخص في التفكير وفي الاختيار وفي الانتماء فينتقل من هذا الدين الى الاخر فكثيرون من غيروا ديانتهم عن قناعة ورضى النفس . وقد نجد ان هناك اشخاصا ينتمون الى عوائل متدينة ومحافظه لكنهم يفضلون وبقناعة تامه منهم ايضا ان لايتعاملوا مع الأديان بأي شكل من اشكالها فهم يرفضون ان يكون لهم إيمان بالغيبيات وفي الأشياء الغير ملموسة ويؤمنون بان العدل هو الأساس وهو سيد الخلق على الارض

اكثر مايغيضني ان يظهر قوم ينسبون لأنفسهم ان الله اختارهم هم دون الآخرين ليكونوا هم خليفته على الارض وان من يخالف انتمائهم يذهب الى الجحيم وكأنهم هم من يمتلكون مفاتيح أبواب الجنة وشروط دخولها متعلق بانتماء الشخص لعقيدتهم . هل الجنة وضعها الله ملك لأشخاص معينيين يتحكمون هم بمن يدخلها ومن لا ؟ وهل كل من انتمى الى فكرهم تمكن من الحصول على تذكره مجانية من الله للدخول المباشر الى الجنه بعض النظر عما فعله بحياته من إساءة للآخرين ان كان قاتل اومجرم اومغتصب اوسارق ومن لم يؤمن بمعتقدهم فهو خاسر للآخرة مهما كان يحمل من فضيلة وطيب خلق وتسامح ورحمة . و ماذا سيفعل الله يوم الحساب ان كان هناك قوم على الارض قد احكموا على البشر سلفا بمن يدخل الجنه وسلموا لكل مناصر لهم مفاتيحها ، الايعتبر هذا تجاوز على قدرة الله وحكمته في عمله ؟ انا لم اختار ديني الذي ولدت عليه ولكني وبقناعة تامه أعلن بان أبواب الجنة مفتوحه لكل من آمن بالله وقدم في حياته مالم يغضبه والجحيم لكل من اغضب الله في فعله وعمله كائن من يكون ومن اي دين وانتماء كان إن من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن

ضل فإنما يضل عليها . مايجب ان ننتبه عليه اليوم هو ليس اختلاف الأديان بيننا وتوحيدها او تكفير الاخر بقدر مانحن بأشد الحاجه الى الارتقاء بمنظومة قيم اخلاقيه نحتكم بها ونؤسس من خلالها الى دوله مدنية تؤمن بالتساوي والعدل بين جميع الأجناس والاعراق وليس الانتماء لمنهج ديني واحد فقد اثبت حكم الأديان فشلا ذريعا على مدى التاريخ في السيطره والحفاظ على قيادة الشعوب .

أحدث المقالات