17 نوفمبر، 2024 10:25 م
Search
Close this search box.

اعدام الشهيد النمر وموقف العراق السليم

اعدام الشهيد النمر وموقف العراق السليم

منذ أن أعلن صباح يوم السبت 2/يناير اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر تعاكست ردود اﻻفعال في المنطقة بين مؤيد ومعارض وتعالت المواقف الانفعالية هنا وهناك فمثلت بداية لاشعال فتنة كانت هدفا أساسا سعت اليه الحكومة السعودية من خلال اقبالها على تنفيذ حكم الاعدام بحق الشهيد النمر.
ما الموقف السليم والايجابي الذي يجب على العراق اتخاذه في تلك المرحلة؟ البعض دعا الى اغلاق السفارة السعودية في بغداد والبعض اﻵخر دعا الى التدخل العسكري لفصائل الحشد الشعبي لتساند أبناء المحافظات والمناطق السعودية ذوات التمثيل السكاني الشيعي في مقارعة نظام آل سعود ومن جانب آخر دعا البعض وبكل حماسة الى الاسراع بتنفيذ احكام الاعدام بحق الارهابيين السعوديين المحكومين من قبل القضاء العراقي. لو دققنا النظر في تلك الدعوات الموجهة من عدة اطراف سياسية وشعبية لوجدناها دعوات قصيرة النظر تمثل مواقف انفعالية ليس الا، فشدة التعاطف مع قضية الشيخ النمر قد افقدت البعض التفكير في مضاعفات بعض المواقف التي يدعون اليها(ليس مجملها) فنحن نرى تلك المواقف هي هدف رئيس للمملكة السعودية وخططت له جيدا ووجدت الطريق له هو تنفيذ حكم الاعدام بحق الشيخ الشهيد فأي موقف انفعالي لايحاكي الواقع ولا يعتمد الرؤية السليمة لما ستؤول اليه الامور في العراق والمنطقة سوف يكلفنا اكثر مما نحن فيه من استنزاف لاطهر الدماء ولاثمن الموارد وأحوجها.
الموقف الصائب الذي يجب على الحكومة العراقية اتخاذه هو احتواء الازمة وتهدئة اﻷجواء ﻻن تضاعف المواقف المتشنجة سيؤدي الى نتائج لايحمد عقباها.
اما المعركة مع داعش فيجب ان يتيقن الجميع بارتباطها الوثيق بقضية اعدام الشيخ الشهيد فكلما تعاظمت الفتنة الطائفية في العراق فاننا سنخسر معها تدريجيا ماكسبناه من تقدم عسكري ميداني في 23% من مساحة العراق كمساحة محررة كانت تحت سيطرة الارهاب الداعشي. لذلك فنحن نرى عقلا ومنطقا ان قواتنا الامنية بكل صنوفها كلما تقدمت شبرا على الارض انتكس معها المشروع السعودي الهادف الى خراب العراق ارضا وشعبا. فقصم ظهر داعش يمثل ردا قاسيا جدا على اقدام المملكة على تنفيذ حكم الاعدام بحق نمر الحجاز.
رأينا موقفا صحيحا من قبل الدبلوماسية العراقية حين سعت الى تهدئة اﻷجواء بين ايران والسعودية ﻷننا جزء من منطقة ملتهبة ولا يوجد للعراق حدود امنة بشكل كامل سوى الحدود الشرقية والجنوبية والجنوبية الغربية فاي احتدام او صراع بين ايران والسعودية في تلك الاوضاع المعقدة سيجعل العراق داخل اطار ناري من جميع الجهات.
لذا فالحكمة والنظر للمستقبل بعين العقل لا العاطفة والانفعال، سيسهم بشكل كبير الى اتخاذ مواقف واجراءات ستصب بمصلحةالعراق سياسيا وامنيا واقتصاديا وستقوض  قدرات أعداء العراق الظاهرين و المستترين خلف كواليس السياسة.

أحدث المقالات