لا يخفى على احد أن العراق كان يسمى بأرض السواد لكثرة خيراته ، ومن هنا يحق لمن يسمع بان فقيرا يعيش بالعراق أن يصاب بالذهول ، فما بالك اليوم الذي يعاني فيه الملايين من العراقيين الفقر والعوز والحرمان ، بسبب حكومة وساسة الفاسد الذين نهبوا كل شيء فزجوا العراق في أزمة مهلكة تتمخض عنها كل الأزمات هي أزمة العجز بالميزانية وترهل الاقتصاد العراقي.
وهنا نشير إلى واحد من تلك الخيرات والثروات التي لو استثمرت بصورة صحيحة ووقعت بأيادي مهنية أمينة مخلصة لكانت لوحدها كفيلة في أن يعيش الفرد العراقي في أفضل حال ، ونقصد هنا بالسياحة الدينية حيث أن العراق يحتضن الكثير من المزارات الدينية للأنبياء والأولياء ، ومن أبرزها مراقد ستة من أئمة أهل البيت وخصوصا مرقد الحسين التي تقصدها يوميا آلاف الزائرين ناهيك عن أيام الزيارات المخصوصة لهم وبالخصوص في شهري محرم وصفر حيث يصل عدد الزائرين عشرات الملايين.
فلماذا لا تكون الدولة هي صاحبة السيادة والتصرف في تلك الثروات باعتبارها من ضمن تطبيقات السياحة الدينية وتوظفها لخدمة العراق وشعبه الذي يمر بمرحلة خطيرة ومعالجة أزمة العجز في الميزانية وانهيار الاقتصاد العراقي الذي يعتبر الشريان الرئيسي المغذي لكل الجوانب الأخرى الأمنية والخدمية وغيرها ،بدلا من أن تلجأ الدولة إلى إجراءات تعسفية تزيد في الطين بلة، وتثقل كاهل المواطن، كقطع نسبة من رواتب الموظفين وربما قطعها في المستقبل كما صرح وزير المالية أو رفع تسعيرة الكهرباء والماء وغيرها من الإجراءات الفاشلة الغير مهنية وغير خاضعة لدراسات موضوعية لذوي الاختصاص من أصحاب الكفاءات العلمية المخلصة.