17 نوفمبر، 2024 11:36 م
Search
Close this search box.

تحذير للدكتور الجعفري … كيف تقبلت الاهانة الكبرى والوساطة الذليلة؟ !!!

تحذير للدكتور الجعفري … كيف تقبلت الاهانة الكبرى والوساطة الذليلة؟ !!!

الم تكن حركة بني سعود في دعوتهم لاردوغان وتشكيل حلف ستراتيجي معه مباشرة بعد مؤتمر خارجية الوزراء العرب والذي انعقد بناءً على شكوى العراق ضد تركيا ضربة كبرى واهانة مقصودة للعراق ؟. الم يكن بامكانهم الصبر فترة من الزمن حتى يتم عبور الطلب العراقي او انتهاء الازمة مع تركيا ومن ثم ابرام هذا الحلف ان كانوا يكنون قليلاً من الاحترام والتقدير للعراق والحكومة العراقية؟؟؟. انه كلام يجعل نزيف القلب ينهمر دون انقطاع وامره مرهون برقبة الجعفري امام الله والتاريخ فهو من يتحمل المسؤولية المباشرة لذلك.

سؤال على قدر بساطته يحتوي من القوة ما لا يستطيع الاخ الجعفري ولا غيره تحمل الاجابة عليه.

كيف ابتلع العراق هذه الاهانة التأريخية الكبرى ولماذا وبأي حالة سيتكلم التاريخ عن هذه العلاقة القذرة بين العراق والكيان السعودي، بل ما هو وضع العلاقات بين العرب عموماً وعلى أي الاسس تسري؟، هل على اساس مناصرة الحق ام المصالح المادية ودعم الطائفية الضيقة؟ اجابة بحاجة الى مصارحة تاريخية كبرى لا تعوزها الجرأة وقد حان وقتها التاريخي هذا بالتاكيد فكرامتنا فوق كل شيء شاء من شاء وابى من ابى.

يدرك العقلاء اجمع ان السياسة فن الممكن وان الدبلوماسية هي لغة هذا الفن كونها اللسان المعبر لتوجهات الحكومة والمرآة العاكسة لسياستها وآرائها في الاحداث امام الرأي العالمي.

هذا بطبعه يحتم سياسة كيسة تتسم بشيء من الحكمة ان لم تكن حكيمة فعلاً في ردود افعالها وقراراتها ازاء الاحداث الدولية.

غير ان هذه الحكمة تفقد هيبتها بل ربما مصداقيتها وتصبح في الاتجاه المعاكس الذي يحطم هيبة ومكانة البلد عندما تتصرف بمنحى حذر لا يؤدي لحفظ كرامتها ، أي بتعبير آخر ان الحكمة والكرامة صنوان لاينفصلان ولايتعارضان .

من هذا المنطلق فاننا ننبه السيد وزير خارجية العراق تنبيهاً شديداً يرتقي الى مستوى التحذير لعلاقة الموضوع بجهة لايمكن الثقة بها باي حال من الاحوال وهم بني سعود.

فقد فاجأ العالم بتبنيه دور الوساطة بين السعودية وايران وهو امر اقل ما يقال عنه يعد خدشاً لكرامة العراق وهيبته.

حكمنا هذا لم يأت من فراغ انما من خلال معطيات السياسة السعودية على الارض فهم انفسهم جعلوا من العراق طرفاً في تحركاتهم البغيضة الاخيرة المستهدفة للوجود الشيعي بشكل واضح. فبغض النظر عن موضوع جريمة اعدام الشهيد النمر.

الم يصرح وزير خارجيتهم الاملط المدعو عادل الجبير بان الحكومة العراقية طمأنتهم ان سفارتهم ستكون في امان.

فماذا يعني هذا التصريح وما هو الغرض من ذكره؟، الم يكن واضحاً بان السعودية تريد ان توصل رسالة من خلال هذا الكلام مفادها ان اعدام الشهيد النمر ضربة موجهة بالخصوص ضد الشيعة في العراق ولهذا تتوقع

ردود فعل كبيرة ضد هذا الحدث المستفز باعتبار ان الشهيد لم يكن فارسي انما هو عربي من الطائفة الشيعية ولم يقترف أي ذنب ارهابي كما يفعل بني سعود بل مجرد التعبير عن رأيه بشكل عالي.

انها بذلك تريد ان تقول باننا استطعنا ان نقلم اظافر الحكومة العراقية واسكاتها دون قيد او شرط .

واليوم وبعد ان اعلن الجعفري وساطته تخرج علينا اصوات خليجية تصرح علناً وبكل صلافة بان هذه الوساطة غير مقبولة حتى تقوم الحكومة العراقية باسكات كل الاصوات المضادة لبني سعود في الوقت الذي يسمحون لاتباعهم الانجاس برفع شعارات ما انزل الله بها من سلطان ( كشعار ياسلمان دوس دوس عل الروافض والمجوس ) وفي دول ديمقراطية دون أي تردد او محاولة من السعودية او دول الخليج المارقة اسكات هذه الاصوات الحاقدة الوقحة، أي انهم يريدون اذلال الشيعة بشكل واضح ولئيم غير مسبوق ابداً.

واذا كان الايرانيون يريدون تسكين الموقف مع السعودية فهذا شانهم ولكن لايجب اذلال العراق ليكون مطية لافعال وتصرفات بني سعود الشنيعة.

كما اننا نستغرب اشد الاستغراب من البرود الايراني امام موقف بني سعود المتعجرف هذا واستنفارهم لكل طاقاتهم ضد ايران خصوصاً والشيعة بشكل عام ، فالاعتداء على السفارة جاء نتيجة غضب جماهيري مفاجأ لفعل السعودية المفاجأ فلكل فعل رد فعل ولم تكن القوات الايرانية مستعدة لايقاف رد الفعل هذا فقد حدث الامر ولكن دون أي خسائر في الارواح، بينما تم ازهاق روح الشهيد النمر مع سبق الاصرار والترصد دون أي وجه حق؟!.

هل السعودية قوية الى هذا الحد لتفرض وجودها علينا كيفما تشاء؟.

ان الكيان السعودي قزم مترف متهاوي لم يستطع مواجهة ثورة الحفاة من اليمنيين وقد استطاعوا هؤلاء الحفاة من تهديد حدودهم بكل قوة ولعدة مرات وباعتراف بني سعود انفسهم ولم يتمكنوا من فك الحصار على عدن لعدة اشهر، فهل يستطيعون مواجهة حشدنا الشعبي الذي اذاق انجاسهم الدواعش اشد الهزائم والويلات؟.

وقد خرج الالوف من ابناء العراق الغيارى وبدعوة كريمة من قادة الحشد الاشاوس للمطالبة بقطع العلاقات مع هذا العنصر العربي الفاسد الماكر الذي لا خير يرتجى من وراءه الا المرارة والاذى . فهل اصبح بني سعود من احباب الجعفري ليكون مصداقاً للمثل القائل ( ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب ) ليتلقى اهاناتهم وذلتهم لنا بكل ممنونية؟.

ورغم علمي بعدم اكتراث الجعفري بالنصيحة لانني مررت معه بقرينة اخرى مشابهة قبيل سقوط الطاغية صدام فقد اسديت له نصيحة تاريخية وفي بيته الواقعة في لندن وبعد نقاش لاكثر من ساعتين ولكنه لم يوافقني الرأي غير انه تصرف فيما بعد بشكل يتماشى مع ما طرحته له من راي وهو ما اثار استغرابي بشدة ودعاني لذكر الامر في مقال سابق ولا حاجة لاعادته الان ولكنني اتمنى ان يستفيد من التجربة ولا يرتكب نفس المسار الذي لا يجلب الا الوبال والاهانة للشعب العراقي وهيبة البلد وليس من المناسب استغلال هذه الفرصة لعرض مواهبه في الخطابة والفكر او الفلسفة كما فعل في مؤتمر وزراء الخارجية الاخير فهذه القضية ليست محفلاً لابراز القدرة الخطابية انما هي مهمة محددة وصعبة ويجب ادارتها بالشكل الناجح الذي استطاع ان يؤديه وزير خارجية بني سعود بكل جدارة فقد اجج الوضع الاقليمي والعالمي ضد ايران وبكل كفاءة اوجبت علينا الاعتراف بذلك، والحليم من يتعظ.

اننا نقول للسيد الجعفري لا داعي لهذا التهافت فهو ضمن هذه المعطيات لا يعبر عن حكمة وقوة كما تحاول ان تؤول الامر بالشكل الذي يخدم تحركاتك فاسحب مبادرتك قبل ان تقطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع العراق موجهةً بذلك ضربة مهينة كما تصبو اليه بكل حزم وشغف في الوقت الذي كان على العراق ان يتصرف بحزم ويقطع علاقاته مع السعودية رداً على تدخلاتها وزعزعة امنه كما اعترف بذلك الكثير من دواعشهم الذين تم القاء القبض عليهم .

الم ترفض السعودية استقبال المالكي مسجلةً بذلك احدى اهاناتها للدولة العراقية في عهد الشيعة؟، والسعودية لم ترسل سفيرها الا بعد الحاح من العراق وقد ارسلت سفيراً من عوائل ارهابية حيث كان ابن اخيه من الدواعش وهو نفسه من جهاز المخابرات السعودي، فهل يدلل هذا على احترام السعودية للعراق.

فماذا ننتظر من بني سعود اكثر من هذا بعد كل هذه الاهانات وهم لم يتقبلوا ابسط اهانة توجه لهم ويتصرفون مع المقابل بكل شدة وحزم. هل هم الاناس الاشراف واصبح العراقيون هم العبيد المتوسلون؟!. انه لسؤال لا اعتقد ان الجعفري او الحكومة العراقية تستطيع تخليص نفسها بالاجابة عليه امام المسؤولية التاريخية لوضعها العراق في هذا الموقف المذل.

كل هذا ويخرج علينا البعض بدعوى بائسة مفادها الرغبة في عودة العراق لممارسة دوره في العالم العربي، لنقول متى كان للعراق دوراً محترماً له الثقل الذي يعتز به المواطن العراقي ؟. يتذكر الجميع كيف كانت معاملة الخليجيين لنا وقت المقبور صدام التي لاتخلو من الازدراء وعدم الاحترام لمعرفتهم بماهية تعامل النظام مع ابناء العراق، واذا كان عودة هذا الحلم السخيف المتمثل بدور العراق في العالم العربي على حساب الكرامة العراقية فتباً له بل وتباً لهذا العالم العربي اجمع والذي اثبت عبر كل تاريخه الحديث مدى هشاشة وضعه السياسي البائس بين دول العالم. فلم تعد هذه التبريرات الهابطة مقنعة لابناء الشعب العراقي الذي اخذ فعلاً باعادة كيانه كشعب محترم يعتز بشخصيته العراقية رغم انوف المنتفعين والمنبطحين.

هذا ولا يخفى على احد ان احترام وقبول أي وساطة مرهون بمستوى مكانة الوساطة والظروف التي تحكمها فلايمكن لوساطة ذليلة لاتنطلق من موقف قوي وخلفية عزيزة ان تحظى بالاحترام والقبول الا لتحقيق اغراض معينة مدروسة سلفاً.

ليدرك الجميع بان حق حفظ كرامة العراق والمواطن العراقي يتطلب التضحيات الجسام وعدم الاستكانة لمجرد الاحتفاظ بمكاسب دنيوية بسيطة كالمناصب الحكومية وماشاكلها.

ومن ثم ماهي موجبات هذا الاذلال وما هي الحاجة اليه، وما هي فائدتنا من السعودية ؟، ان السعودية هي التي بحاجة الينا ومن لم يفهم ذلك فعليه اعادة التفكير بخلفياته ومؤهلاته.

اخيراً نقولها وبكل صراحة كفى هذا التهافت ولنحترم انفسنا احتراماً لحفظ كرامة شعبنا فلا ينفع مع بني سعود واشباههم من الغدرة الفسقة الا القوة لتعريفهم حجمهم الحقيقي كما يفعل الحوثيون قبل ان يوجهوا هم صفعة مهينة اخرى الى العراق بتفجيرهم مفاجئة جديدة وقطعهم العلاقات معه وعندها لاتنفعنا تخريجات الجعفري وتأويلاته ولا كل فلسفاته حول الشفافية التي شبعنا منها.

وقد اعذر من انذر . والله تعالى من وراء القصد.

أحدث المقالات