تمر علينا ذكرى حزينة على قلوبنا ألا وهي استشهاد السيدة الزهراء “عليها السلام” وتقام المأتم في جميع أرجاء المعمورة, على ذكر مظلومية هذه المرأة العظيمة, التي تعتبر مكملة لرسالة والدها النبي “صلوات ربي عليه” و ممهدة للأمامة في زمن زوجها علياً “عليه السلام” فكانت النموذج الحي في أيصال رسالة حية للنسوة بعد ابيها.
النساء اللاتي فهمن التحظير هو عبارة عن أرتداء الملابس القصيرة, و وضع المكياج بشكل يجلب لهن نظرة من الشباب يختلجها كل الفساد, و كأنهن سلعة رخيصة قد عرضت في الشوارع, تباع للأنظار دون ثمن, لكن نجد الزهراء عليها السلام في أشد لهوات الشدة حينما دفع عليها باب الدار, كان عليها الخمار و الرداء الواقي للنظر.
كم أنتي عظيمة يا أم ابيها, بين الحين والأخر يراودني شعور كبير على مظلومية هذه المرأة من قبل المجتمع هو متساوي مع تلك المظلومية التي قهر فيها دارها, و أسقط جنينها, حيث لا أتباع للسنة التي أسنها ابيها و أكملتها هذه المرأة بالصبر, وكيفية رسم خارطة متكاملة للمرأة وكيفية سن حقوقها في المجتمع.
الخطاب االفاطمي الذي كان يحث الناس على أتباع الحق, و الصبر الجميل على الأذى, من قبل الخلافة التي غصبت حقها و أحرقت دارها, يرسم لنا مسار في كيفية التعامل مع الساسة وخاصة النساء السياسيات, وكيفية صياغة الحديث المنفتح, لكن نجد اليوم السياسيات يرتادن شاشات التلفزة لكي تعري أحداهن للأخرى.
الزي الخليجي العربي, و سماع الأغاني, و أنواع الميكاب, و التسريحات التي غزت البلاد, و الخروج في الشوارع دون محارم, و العلاقات الغرامية, و تطبيق مناهج الغرب, وتسيس كل ما يحرف المرأة والرجل, أنما هو حرب ضد الزهراء و بنيها “عليهم السلام” بشكل دون شهر السلاح, اي حرباً باردة.
كم تمنيت أن تكون هناك تطبيق حقيقي لمأثر الزهراء “عليها السلام” دون البكاء واللطم الذان يعتبران اليوم شيئاً من الرياء عند بعض النسوة, وعند الرجال الذين يبيحون هذا الشيء دون منعه, وتجدهم يتباكون على مصابها, ولكن هم في الحقيقة قد بايعوا الشيطان على محاربة فاطمة “ع” , فلنراجع أنفسنا.