بغداد/الوكالة الوطنية العراقية للانباء /nina/ تقرير : عمر عريم : يدخل الجيش العراقي الباسل اليوم الاربعاء 6 كانون الثاني 2016 عامه الـ 95 من تأسيسه.
بدأت خطوات التأسيس في مثل هذا اليوم 1921 بتشكيل فوج حمل اسم /فوج موسى الكاظم/ في ثكنة عسكرية تقع في الكاظمية شمالي بغداد يقوده ضباط سابقون كانوا في الجيش العثماني.
وجاء تأسيس الجيش العراقي ليسجل خلوداً ليوم عز وشرف يحتفل به الجميع ، وهو يوم خالد لكل العراقيين الذين لم يتوافقوا على يوم وطني طيلة تاريخهم الحديث مثلما اتفقوا على يوم السادس من كانون الثاني من كل عام.
ويعدّ تأسيس هذا الجيش ، خطوة اولى من خطوات بناء الدولة العراقية الحديثة والتي انبثقت في عام 1921 بعد فرض الارادة الوطنية على المحتل البريطاني عقب ثورة العشرين ، بتأسيس دولة مدنية حديثة بحكومة عراقية لم يألفها العراقيون من قبل.
وتشكلت بعد تأسيسه وزارة الدفاع التي رأسها الفريق جعفر العسكري حيث بدأت بتشكيل الفرق العسكرية بالاعتماد على المتطوعين ، فشكلت الفرقة الأولى مشاة واصبح مقرها الديوانية والفرقة الثانية مشاة ومقرها كركوك.
وطيلة فترة عشرينات القرن الماضي الى منتصف الثلاثينات منه ، حافظ الجيش العراقي على عسكريته دون الدخول في المعترك السياسي حتى عام 1936 حين أشترك في أول انقلاب عسكري بقيادة قائد الفرقة الثانية الفريق بكر صدقي.
واصطدم الجيش العراقي الذي كان في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي يتكون من 4 فرق من المشاة كاملة التجهيز والقوة ، بحرب غير متكافئة مع بريطانيا في أيار عام 1941 والتي ادت الى اعدام /العقداء الاربعة/ فيما عرف بحركة رشيد عالي الكيلاني.
وعبر الجيش العراقي عن وطنيته وعروبته الخالصة بدوره الملحوظ ابان الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1948 وكذلك بالمعارك التي تلتها في حرب حزيران 1967 وحرب تشرين 1973 وروى ارض فلسطين والشام والاردن بدمائه الزكية ، وخلد دوره ليس في كتب التاريخ فقط ، بل بالمقابر العديدة التي تضم رفات ابنائه البررة في الاردن وسوريا وفلسطين.
معارك مصيرية
وخاض الجيش العراقي معارك عديدة بدأت بحرب تشرين 1973 وحرب الثماني سنوات مع ايران ، ثم تضاعف حجمه وقوته بشكل كبير ، حيث بلغ تعداده اكثر من 200 الف رجل موزعين على 12 فرقة و3 ألوية مستقلة عام 1981 ، ووصل الى نصف مليون ضمتهم 23 فرقة و9 ألوية مستقلة عام 1985.
وأدخل النظام السابق ، الجيش العراقي الذي كان ينظر اليه حامياً للعروبة ، بمغامرة غزو دولة الكويت في الثاني من آب 1990 والتي انتهت بتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وأعلانها الحرب على العراق لتحرير الكويت ، وسميت العملية بعاصفة الصحراء التي انهكت جيش العراق وانتهت بفرض حصار اقتصادي على البلد.
وبعد احتلال القوات الأمريكية للعراق وسقوط النظام السابق ، أعلن الحاكم المدني الاميركي بول بريمر حل ما تبقى من الجيش العراقي وتم تشكيل جيش جديد مكون من 17 فرقة لكل فرقة 4 ألوية بالإضافة إلى قوات بحرية وجوية.
وشكل أول لواء في الجيش الجديد نهاية عام 2003 وهو اللواء الأول / تدخل سريع الذي يعتبر بذرة الجيش الجديد الذي يبلغ تعداده حوالي 350 الف عسكري.
ويخوض الجيش ومعه تشكيلات امنية اخرى خلال هذه الفترة حرباً من نوع اخر ليست ضد جيش نظامي يستطيع التعامل معه بقدراته ، وانما حرب مع مجاميع مسلحة تخوض حرب عصابات.
واستطاع الجيش العراقي بعد ان فقد جزءاً كبيراً من قوته وعتاده بالانسحاب المفاجئ من الموصل في 10 حزيران من عام 2014 واحتلال تنظيم /داعش/ الارهابي لها ولمناطق اخرى ، استطاع ان يستعيد قوته وبدأ عملية تحرير لاراض سيطر عليها تنظيم داعش ، مصمما على تتويجها قريبا بالنصر الحاسم وخلاص البلاد من الارهاب ومجاميعه المسلحة.
واستمر في عمليات التحرير معززاً بابناء الشعب المخلصين لتراب هذه الارض ليزف بشرى تحرير الرمادي مركز محافظة الانبار والتي اثبتت قوة الجيش ومهنيته وولاءه الوطني.
وتطالب جهات سياسية ودينية وشعبية عديدة بضرورة ان يبقى الجيش العراقي جيشاً لكل العراقيين وابعاده عن المشاكل والازمات السياسية وان يبقى وطنياً للجميع بلا مذهبية ولا قومية.
فاحتفال هذا العام سيكون مميزاً عن الاعوام التي سبقته .. فعمليات التحرير ماضية بهمة رجاله الابطال ليعود العراق مزهواً باهله الطيبين الذين توحدوا بذكرى تأسيس جيشهم الباسل.