23 نوفمبر، 2024 12:22 ص
Search
Close this search box.

لكم في الموت عبرة يا أولي الأحزاب !!

لكم في الموت عبرة يا أولي الأحزاب !!

الأمر الذي غفل عنه الساسة العراقيين هو الموت, هادم اللذات, حينما كان النبي صلوات ربي عليه الرجل العظيم في الساسة والدين ذو القلب الحي يذكر به أصحابه بين الحين الأخر في دولته العادلة, وقلوبنا اليوم لاهية ساهية عن ذكر الموت لدى الساسة الفاسدين, فهم أحوج الى الاتعاظ, اليوم نرى بأم أعيننا الى الموت الذي يتخطف المسؤولين وهم في غفلة عن الإجابة أمام الحاكم الأكبر.

السنة ماضية على الناس, ناس تحي في الأرحام النساء, وناس ترحل الى رحم الأرض, و أكثر الساسة عن الموت غافلون, من أجل هذا جعلت الحديث عن الموت وعضاته, عن الخطب الانزع, والأمر الافرع, هادم اللذات, وقاطع الراحات, وجالب التركات, قاطع الأسباب, جاء في الحديث النبوي ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ) .

قال  الرسول الكريم “صلوات ربي عليه ” من استحيى من ربه فليحفظ الرأس وما وعى, و يحفظ البطن وما هوى, ويذكر الموت وما بلى) لكن لم نجد اليوم من الساسة في الحكومة يسيرون في هذا الأمر, ألا انهم شغلهم الشاغل هو كيف أخرج من منصبي هذا ومعي أموال طائلة, وهو قد تناسى سؤال منكر ونكير عن مصدرها.

الألاف من النازحين يقارعون الجوع والبرد, والنساء الثكالى, والأرامل اللاتي لا يجدن اي معين لهن في مواجهة الحياة الصعبة,  ناهيك عن الجالسون خلف المناصب ومواكب الشهداء تسير الى القبور, وهم مرفهين, لا يمرون بأنفسهم ولو للحظة ويتسألون ماذا نقول للحاكم أمام أخطائنا السياسية التي أودت بالشباب الى أحضان القبور.

كان الرسول الاعظم محمد “صلوت ربي عليه” يذكر اصحابه بالموت ومنازله العظيمة, لكن من يذكر السياسيين بالموت اذا كان كبيرهم سارق, وصغيرهم مارق, وتابعهم راشي, و سامعهم مرتشي, هنا تسكن العبرات, أذن أصبح على اذانهم وقراً ولا يستطيعون الإجابة لما يوجه اليهم, لأنهم في حالة سباق الى منصات الفساد.

فهذا علي “عليه السلام” يخاطب أهل الكوفة وهو يقول (توسدوا الموت أذا نمتم, و أجعلوه نصب أعينكم أذا قمتم).

أيها السياسيون  أن في ذكر الموت أعظم الأثر في أيقاض النفوس, و أنتشلها من غفلتها, فكان الموت أعظم المواعظ, قيل لبعض الحكماء أنذاك؛ ما أبلغ العضات, قال النظر الى محمل الأموات, ومن لم يردعه القرآن والموت فلو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع) وهذا ما نجده اليوم لدى الساسة الفاسدون في الأمر, و الفاسقون في الأرض.

لذا أنصح الساسة ومن صغر منبري هذا على كل سياسي حينما يستيقظ صباحا أن يستعد للموت, ويحاسب نفسه حين خلوده الى النوم, ويسأل نفسه كم يتيم في بلده, وكم أرملة ذهب زوجها بسبب خطأه السياسي, وكم ثكلى تنوح الليل وهو خالد الى النوم مرتاحاً البال والجسد, أنتبهوا يا اولي الأحزاب

أحدث المقالات

أحدث المقالات