23 ديسمبر، 2024 6:19 م

لنقل بغلة مسعود استورثها عن والده بكامل عفشها وخلقها واخلاقها ومن استأجرها و وضع السرج على ظهرها ليحدد وجهتها ويضمن تجهيز علفها او يعتصر مراضع القضية القومية لتنزف دماء الأبرياء بين فكيها, انها بغلة آكلة معاناة الضحايا.
الكرد شعب وقضية لا يمكن انكارهما, والعراقيون اكثر تفهم لحقوقهم المشروعة داعمون حقهم في تقرير مصيرهم وقد حصلوا في العراق على مكاسب يحسدهم عليها اشقائهم في الأجزاء الأخرى, لا لأنهم ناضلوا او ضحوا مع ان اغلب حركاتهم مأجورة, بل لأن التكوين المجتمعي للعراق يشكل بيئة تضامنية مهدت لهم ذلك.
حزب العمال الكردستاني لم يخن تركيا دولة ومجتمع او يخذل مكوناتها, وعند اعتقال عبد الله اوجلان صرح “احب تركيا واتضامن مع شعوبها, لكني ارفض نظامها الدموي” الحركة الكردية في العراق والتي تصدرتها عائلة وحزب عشيرة مسعود, لم تترك شيطاناً لم تغازله وخذلت وطناً تتمتع فيه بأمتيازات لم يحلم بها غيرها وقتلت في شعبه فرصة النهوض فأصبحت مصدر لتفريخ التطرف الشوفيني تجاه المكونات العراقية الأخرى, ومثل هذا السلوك لم ينزلق فيه حزب الــ (PKK).
مسعود النموذج الأسوأ للتطرف, استورث عن ابيه التبعية للشيطان, لم يثبت سلوكه على انه ينتمي الى العراق او يرغب التعايش مع مكوناته ولا نستغرب عندما يضع خدماته تحت تصرف الطامعين بثروات العراق وجغرافيته ولا يوجعه اشراك الأنظمة القمعية في مجازر وحشية بحق شعبه واختزل كردايته بامتلاكه السلطة والثروات ولتذهب القضية الى الجحيم ما دام هناك من يعيد استنساخه بطلاً قومياً ينهض من تحت رماد الضحايا.
مسعود الذي تخشب فيه الضمير والوجدان, يفكر الآن بأنيابه ومخالبه, يسلح جحوشه لا من اجل الأنفصال ابداً, فقط لأرتكاب مجزرة تأديبية بحق من يعارض سلطته, جل مبادئه ان تكونا السلطة والمال تحت تصرف عائلته وحزب عشيرته, قيمه القومية والوطنية هي كل ما يضيفه الى ارصدة العملات الصعبة, بتلك الوضاعة لوث سمعته.
عندما كان عبد الله اوجلان يناضل من اجل السلام والتعايش والحريات الديمقراطية, لم يرتبط بعلاقات خارجية مشبوهة, بعكسه مسعود يتغرغر وجحوش حزب عشيرته بالخيانات الوطنية دون حياء, يقود بغلة انفصاله وعلى ظهرها مشاريع الأخرين, ثلاثة عشر عاماً منهمكاً بتصدير صفقاته الخيانية ليعود وعلى ظهرها مشاريع التآمر, انه جوكر المكيدة التي يلعبها من يطمع بأختراق السيادة الوطنية.
على بغلة الأنفصال عاد مجرمو بعث النظام المقبور ودواعشهم ليفتحوا اوكاراً لهم في اربيل عاصمة العشيرة وفي ذات العاصمة استقرت القواعد التركية الأمريكية لكسر ظهر العراق ودخلت زمر الأستخبارات الأسرائيلية وبجوازات عراقية رسمية, كل هذا وبغلة الأنفصال المصابة بخبث الكراهية لازالت تراوح في مكانها.
امريكا وتركيا ومعهما اسرائيل وخليج المخصيين فصلت مسعود على مقاس خيانة العراق وفصلت معه اتحاد قوى المادة (4) ارهاب وعمائم شيعية لا تخرج من تحتها رائحة وطن, على هجين هذا المثلث الكريه اُكملت طبخة العملية السياسية والعراق بمجمله فصل على شعبه بمقاسات غير وطنية.
على الأكراد الا ينزلقوا مع اوهام مسعود وليكتفوا في حصة الأسد من ثروات اشقائهم ويحافظوا على فائض مكتسباتهم, سفينة العراق لم تعد بوسعها ان تتحمل ثقل الخيانات, ليفتحوا ابواب المحبة والتعايش واحترام المشتركات مع المكونات العراقية, لا ينسوا ايضاً ان في الأقليم الشمالي للعراق مكونات كانت الأقدم على الأرض ولها حضارات وثقافات من القدم والعراقة لايمكن لثقافة التكريد استيعابها ناهيك عن ابتلاعها, وان لم يصدقوا او خدعهم من رسم الحقائق مقلوبة, عليهم ان يتلفتوا حولهم ليروا التاريخ العراقي او يحاولوا اعادة قراءته بعدها ليشتموني ان وجدوا فيه حرفاً لعشيرة مسعود البرزاني.
عليهم ايضاً ان يهبطوا على ارض الواقع ويكفوا عن صراخات المتنازع عليها, الطبل مثقوب والمصالح الدولية والأقليمية لا زبون دائم لها, هل يقبلوا ان تتنازع عليهم اربعة انظمة, اذن كيف يسمحون لأنفسهم ان يتنازعوا مع غيرهم حول شعوب هي الأكثر عراقية وعراقة من هذا وذاك, الأرض لها هويتها وللمدن تاريخها وهنا يجب احترام الحقائق, بخلاف ذلك فالباطل يخسر في النهاية ويصبح الأنكسار فضيعاً, عليهم وقبل ان يلغي الواقع  احلام يقضتهم ان يترجلوا عن بغلتهم ويزيلوا عفش الطامعين عن ظهرها فالعراق اكبر من ان يضيق بأهله, انه مشترك الجميع ـــ والله الموفق ـــ