عرضت قناة العراقية قبل مدة في برنامج في قبضة القانون طفلا سوريا أنتحاري قام بتسليم نفسه الى القوة الامنية قبل قيامه بتفجير نفسه على المصلين في مسجد البياع في بغداد وعندما سأله مقدم البرنامج عن السبب في تسليم نفسه وعدم تفجير جسده في المصلين أجاب أنه بينما كان متجهاً صوب المسجد سمع صوت قاريء القران وقال في نفسه انها نفس الايات التي يقرأها ويسمعها في مساجدهم والناس الذين ينوي قتلهم يصلون في المسجد مثلنا تماماً فأستذكر اهله وأمه والحياة التي تركها وقرر أن لايقوم بهذه الجريمة فأتجه الى رجل الامن وسلمه المسدس واخبره أنه يرتدي حزاماً ناسفاً، إن ما أنقذ عشرات الارواح من أن تزهق من قبل هؤلاء التكفيريين هو معرفة هذا الفتى أن من كان ينوي قتلهم وقتل نفسه من أجل هذا الهدف هم مسلمون مثله وهنا بدأ بالتفكير وعاش نوعاً من الصراع والتردد أنتصر فيها الجانب الايجابي بمعونة الشعور الانساني بالاخرين وحضورة صورة الام التي أيقضت باقي الهواجس الانسانية وهنا أستذكرت دعوة سابقة للمرجع اليعقوبي الى الحوار وعدم الاقتصار على أسلوب الصدام والأستئصال في المواجهة مع التنظيمات الارهابية لأن أخر الدواء الكي وعدم اليأس من أصلاح الارهابيين المغرر بهم قبل قتالهم وان نسير بخط موازٍ له من خلال الحوار والاقناع بعدم سلامة الطريق الذي انتهجوه وضلالة الذين غرروا بهم وخدعوهم” وهذا ما أستعمله سابقاً الامام علي عليه السلام في حربه مع الخوارج في معركة النهروان عندما أرجع ثلثيهم الى معسكره بالحجة والحوار وكشف الحقائق فلو أننا وضعنا برنامجاً لهذا المنهج موازياً لمنهج الحرب لأستنقذنا الكثير من الارواح البريئة ولحافظنا على الكثير من العوائل من التشرد والتهجير ولم نضطر الى هذه الخسائر في الارواح والاموال والجهد التي لو وظفت لبناء العراق لكان حالنا غير ما وصلنا اليه اليوم من واقع مرير قد يفضي بهذا البلد الى الانهيار التام بسبب تغليب لغة الاحتراب الطائفي على أستقدام لغة التعقل والحوار وبتغذية خارجية حسب مصالح الاخرين لينقلوا معاركهم على أرضنا فالكثير من المغرر بهم تصله صورة مشوهة ومحرفة عن الشيعة أنهم يعبدون القبور والاصنام ويسبون الصحابة ويلعنون أم المؤمنين فيملأ هذا الكلام قلوبهم بالكره والحقد لتسوق كسبب وواجب شرعي في القتل الجماعي لكل من ينتمي لهذه الطائفة ، ومايزيد الطين بلة ما يذهب اليه البعض من السعي لاثبات هذه التهم يعميهم الجهل والتعصب العاطفي ويقودهم الجهلاء والمتطفلين والعملاء فيكون الطبخ على نار غير هادئة ليحرق الاخضر واليابس ,فعلى الحكومة والاعلام المسؤول والفعاليات الجماهيرية والثقافية وكل الواعين أن يستنزفوا كل المحاولات الجادة للحوار والتواصل والبحث عن المشتركات من أجل وأد الفتنة وأرجاع ما يمكن أرجاعه الى حضيرة السلام .