المشروع العربي للصدر : افتتاح ممثليتنا في واشنطن ليس خيانة فلكم مثلها في طهران!  

المشروع العربي للصدر : افتتاح ممثليتنا في واشنطن ليس خيانة فلكم مثلها في طهران!  

رفض المشروع العربي في العراق “ممثلية العرب السنة” اعتبار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر افتتاح مقر للممثلية بواشنطن “خيانة” منوها الى ان لتيار الصدر ممثلية ايضا في طهران.
واشار المشروع في بيان صحفي تسلمت (كتابات) نسخة منه اليوم ان التيار الصدري قد شارك في الحكومات العراقية المتعاقبة كانت جميعها تشكلت في ظل احتلال وهيمنة امريكية على القرار السياسي العراقي بالكامل ومع ذلك تم التفريق بين قرار المشاركة السياسية هذه في الوزارات وبين مواقف التيار المعلنة من الاحتلال الأمريكي. 
ودعا الجميع الى القبول بخيارات الآخر في ظل الفقدان التام لنظام سياسي متفق عليه ومقبول من الجميع  بأعتباره الضامن لتماسك داخلي إزاء الخارج، شرقا وغربا.
واكد المشروع العربي في العراق أنه ماض في افتتاح مكتب “ممثلية العرب السنة” في واشطن وأنه لن يسمح بأي حال من الأحوال بأي وصاية على قراره السياسي وأنه لن يستمد هذا القرار إلا مما تمليه عليه مصلحة جمهوره حصرا والذي لا نجد فيها أي تعارض حقيقي مع المصلحة الوطنية للعراق ككل.

وفيما يلي نص البيان الصحفي :
سبق للأمين العام للمشروع العربي في العراق، الشيخ خميس الخنجر، أن أعلن في لقاء له مع وكالة الاسوشييتد برس، ثم لصحيفة “ذا هيل”، بأن المشروع يعمل على افتتاح مكتب “ممثلية العرب السنة” في واشنطن منتصف هذا الشهر (كانون الثاني 2016).
وقد أوضح أن المهمة الرئيسية لهذا المكتب هي “ايصال صوت الشارع العربي السني الحقيقي الى الولايات المتحدة وصناع القرار فيها”، في محاولة لإيجاد حل للمشكلة السنية في العراق. وأوضح أن السبب الرئيس الذي دفعنا لافتتاح هذه المكتب هو معالجة الأزمة الحادة للتمثيل السني، فضلا عن ايصال رسالتين محددتين، الأولى أن غالبية العرب السنة يقفون ضد الارهاب وضد داعش، والثانيه أن المليشيات الشيعية تماثل داعش في خطرها ووحشيتها. 
وقد أعلن المشروع العربي عن هذا المكتب، بكل شفافية، ولم يسع إلى التعامل مع هذا الامر بسرية وكتمان كما يفعل الجميع في العراق! لقد استغربنا في المشروع العربي أن يعمد السيد مقتدى الصدر، إلى اتهام المشروع العربي ورموزه بأنهم “لا يمثلون إلا أنفسهم وأن لهم مبتغيات سياسية لا وطنية”! لاسيما وأن المشروع العربي يدرك بعمق أن السيد الصدر يعلم جيدا أن هذا المشروع كان وما يزال يكن كل الاحترام لمواقفه الوطنية، وكان يعلن بشكل حازم أن السيد مقتدى الصدر يمثل التيار الأكثر عقلانية في الوسط الشيعي العراقي. 
وعلى الرغم من اعلان السيد مقتدى الصدر نفسه أنه اضطر للتكيف مع إرادة لا تمثل القرار العراقي الخالص فيما يتعلق بالقبول بالولاية الثانية للمالكي في العام 2010، وحديثه عن تدخلات قاسم سليماني في القرار السياسي العراقي بشكل صريح، وعن محاولة التأثير على السيد مقتدى الصدر نفسه، كما جاء على لسانه في في مذكراته “الهدف النبيل من زيارة أربيل”. فعلى الرغم من هذا كله كنا نصر دائما على أن هذه المواقف تأتي في سياق علاقات معقدة ومركبة ومن ثم لا يمكن الحكم عليها إلى في سياقها السياسي البحت، وأنها لا يمكن أن تقدح في وطنية السيد مقتدى الصدر وعقلانيتة، وهو موقف كانت له ضريبته على الصعيد الجماهيري بالنسبة لنا.
أما فيما يتعلق بافتتاح مكتب لكيان سياسي خارج العراق، فالجميع يعلم أن التيار الصدري لديه ممثليات خارج العراق، تحديدا في طهران، وعلى الرغم من موقفنا المعلن من طهران وتدخلاتها في الشأن العراقي، لم ننظر إلى هذا المكتب على انه “خيانة”. كما أن العديد من الكتل السياسية الحليفة للتيار الصدري في التحالف الوطني لديها مكاتب في عواصم عدة، فهل يجب النظر إلى افتتاح هذه المكاتب على انها خيانة أيضا؟ أما إذا كانت المسألة تتعلق بواشنطن حصرا! فنقول ان الجميع يدرك موقفنا الصريح من الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق، وقد كنا، وما نزال، نؤكد على أن على الولايات المتحدة مسؤولية أخلاقية فيما يتعلق بالعراق، فهي كانت الفاعل الرئيسي في صياغة النظام السياسي المختل القائم اليوم في العراق، ومن ثم يجب أن يكون لها دور فاعل في إعادة هيكلة هذا النظام عبر تصحيح الاختلالات الحادة فيه. كما أن الولايات المتحدة اليوم هي الداعم الرئيسي للحكومة العراقية، سياسيا وعسكريا، وهي الحكومة التي يشكل التيار الصدري قطبا رئيسيا فيها، فلماذا تكون المشاركة في حكومة مدعومة أمريكيا، والمشاركة في عمليات عسكرية مدعومة امريكيا (تسليحا، وتدريبا، وغطاءا جويا) عملا وطنيا يستحق الإشادة، في حين يكون افتتاح مكتب للعلاقات العامة في واشنطن خيانة؟
لقد شارك التيار الصدري في الحكومات العراقية المتعاقبة، وهذه الوزارات جميعا تشكلت في ظل احتلال أمريكي، وهيمنة امريكية على القرار السياسي العراقي بالكامل، ومع هذا كنا نميز تماما بين قرار المشاركة السياسية للتيار الصدري في هذه الوزارات، وبين مواقف التيار الصدري المعلنة من الاحتلال الأمريكي. كما ميزنا بين خيار التيار الصدري بدعم المالكي في ولايته الثانية، تحت الضغط الايراني الصريح، وبين مواقف التيار الصدري من سياسات المالكي الدكتاتورية والطائفية.
في الوقت العصيب الذي يمر به العراق اليوم، الجميع مطالب بتحكيم لغة الحوار، على لغة التخوين! خاصة في ظل الجمود السياسي، والغياب الكامل لأي نوع من أنواع الحوار الداخلي الجاد بين الأطراف كافة، والجميع مطالب أيضا بالقبول بخيارات الآخر، في ظل الفقدان التام لنظام سياسي متفق عليه، ومقبول من الجميع، فهو وحده الضامن لتماسك داخلي إزاء الخارج، شرقا وغربا.
في الختام يعلن المشروع العربي في العراق أنه ماض في افتتاح مكتب “ممثلية العرب السنة” في واشطن، وأنه لن يسمح بأي حال من الأحوال بأي وصاية على قراره السياسي، وأنه لن يستمد هذا القرار إلا مما تمليه عليه مصلحة جمهوره حصرا، والذي لا نجد فيها أي تعارض حقيقي مع المصلحة الوطنية للعراق ككل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة