15 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

فلنعد ( بالوطنيين )  إلى الأنبار ونعد ( الأنبار )  إلى الوطنيين !

فلنعد ( بالوطنيين )  إلى الأنبار ونعد ( الأنبار )  إلى الوطنيين !

ليس المقصود هنا بكلمة ( الوطنية ) هي ما يكنه الإنسان من مشاعر مخلصة يضحي بها من اجل وطنه أو حبه لأبناء بلده الذي يعيش ويتربى ويدفن فيه معززاً مكرماً , هذه الوطنية ألحقه في الأنبار .. حسنا أعود من جديد إلى محافظتي العزيزة   العظيمة وأعلن في هذه اللحظات وقريبا من أفق يحمل ألينا فرات الخير والياسمين وشمس أمنياتنا بعيدا عن حزن مدفون مقتبسا من صحراء الأنبار وانين السدود ومنارات الدعاء المخضب بصلواتنا دعاء متبسما بعشق الأنبار وأهل العراق اعذروني إنا مغرم بالذين وهبوا قلوبهم حبا لهذا البلد الكبير وزرعوا نفوسهم حصادا للطيبين ,  في هذه الأيام دثرني يا نخل الأنبار احملني إلى ضفاف الفرات الخالد ثم  إلى الرمادي والى الفلوجة  وصلني إلى هيت الغالية .. وارجع بي إلى حديثة الصمود    والخالدية وكبيسة والقائم والكرمة وراوه  وعنه والعامرية والحبانيه  والرطبة والنخيب والرحالية      وهنا لا أريد إن اكتب عن الماسي التي حدثت في             
هل أبدو بعيداً عنها أم قريب من ساحل فارغ يقع على شاطئ الفرات الخالد أنها ساعات النهار الأخيرة تودع الشمس أبناء هذا البلد الغيور يوم أخر اسمه يسبح به الناس لله العلي القدير يبدأ بعبير وتلاوات المسبحين نحو جهة الغروب فإذا بجموع الناس ترفع أكفة الأذرع إلى الباري عز وجل وتنقل رائحة السلام والأمان لأبناء هذا البلد   
      وها هي مدن الأنبار الجميلة التي خطفها الأعداء من الفاسدون والطامعون الذين يعتقدون أن مدن العراق مزارع مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها من قوات الاحتلال الغاشمة والعفاريت الجديدة التي خرجت للتو من القمقم لهذه الأرض رافعين شعار لأبناء هذا البلد يجب أن تغادروها ولكنهم نسوا أن في الأنبار الجريحة عباقرة كثر وشجعان كثر وحكماء كثر لكن الوقت غير متاح للمبارزات بين أولئك العباقرة والشجعان والحكماء بل هو وقت إيجاد المخارج للناس قبل أن تحترق هذه المدن ,
والسؤال هنا يطرح نفسه أمام حكومتنا العراقية وأعضاء البرلمان  وحكومة الأنبار كافة ماذا فعلتم لهذه المدن التي شوارعها لا زالت مقفرة أبنية تهاوت وتهدمت أزقة لونتها الشعارات المستهلكة مآذن ومعابد أتعبها الرصاص يكاد الدخول إلى كافة مدن العراق يشعر بالرعب التام ويكون دخوله أشبه بالدخول إلى مدن تحاصرها جيوش المليشيات والعصابات السياسية المتطرفة ومساعديهم من كل الجهات فالخروج من هذه المدن يتطلب سيراً على الإقدام والدخول إليها يدخلك في دوامات الأسئلة على الهوية المذهبية و التفتيش والأسلحة والاستفزاز قبل أن تتعرض سيارتك إلى فحص دقيق وسلب محتويات جيوبك أو اعتقالك هذا هو حال مدن العراق يا أبناء العالم كافة تلك المدن التي كانت غافية على حلم دجلة والفرات لكن هذه المدن حالها تحول إلى كابوس   على جميع مفاصلها الحيوية وشرايينها التي تؤدي إلى استمرار الحياة فيها فهي تعيش في حصار جديد لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية وهذا حال لسان أبناءها الطيبون على من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة وتهجير أهلها المساكين في مدن كانت عقدة المواصلات المهمة في الشرق الأوسط أهلها يتهمون من يريدون  من يتهمون هذا الوضع للحيلولة دون استمرار الحياة فيها و القوات العراقية أغلقت أبوابها إمام الجميع وتبقى الأسئلة بلا أجوبة واضحة رغم الحملات الأمنية الاستعراضية فمن المسئول يا ترى ولماذا .
وأخيرا علينا واجب مهم نحن ( الأنباريون )  فلنعد بالوطنيين إلى الأنبار ونعد الأنبار إلى الوطنيين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات